الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استعادة الدور الفلسطيني

فاطمه قاسم

2009 / 2 / 6
مواضيع وابحاث سياسية



شئنا أم أبينا فان الحالة الفلسطينية الراهنة،سقطت من جديد في حفرة أللانقسام العربي أولا، ثم سقطت في حفرة التجاذب الإقليمي ثانيا ،وكانت الحالة الفلسطينية قد تضررت كثيرا نتيجة سقوط النظام الدولي السابق ،وان دورها انتزع منها بشكل قسري وظالم ،غير انه في صراع القوى، لا يفيد أن نكتفي بما حدث حيث أننا لو كتفينا بما آلت إليه الأمور،فان الحلفاء سيملأ ون شاغرنا ،وإذا لم يفعل الحلفاء فسيقوم بذلك الأعداء،وكل البطولات والإنجازات عبر السنين تصبح عديمة الجدوى أمام هذه الحقائق القاسية .
وحين أتحدث عن الحالة الفلسطينية الراهنة والوضع الفلسطيني الراهن ،فاني اقصد مجموع التراكيب الفلسطينية القائمة ،ابتدءا من منظمة التحرير الفلسطينية التي هي بنضال وشقاء السنوات ثبتت عنوانا ومرجعية معنويا وليس موضوعيا ،حتى السلطة الوطنية الفلسطينية التي تتنازعها حكومتان في الضفة والقطاع ،وجميع الفصائل الفلسطينية وطنية وإسلامية ، الكبيرة منها والصغيرة،فصائل ومجموعات قديمة ،أو جديدة ،فهذه كلها هي الإرث الفلسطيني،ومن مجموعها يتشكل جميع اللاعبون .
الذين يقومون بدور البطولة، أو الدور الثاني، وحتى الثانوي.
والسؤال هو:
هل الحالة الفلسطينية بهذه التركيبية الدقيقة ،جديدة أم قديمة ،أم أن الأمر هو هكذا من البداية ؟
وهل الانقسام العربي ،والتجاذب الإقليمي الذي تسقط في حفرته الحالة الفلسطينية هو كائن جديد ومفاجيء ،أم انه موجدا من الأساس على هذا النحو ،بل أن هذا الوضع وعلى هذا النحو هو الذي استدعى ميلاد حركة فتح ،والثورة الفلسطينية ،وهو الذي أوجد منظمة التحرير الفلسطينية بهدف إنقاذ قضية الشعب الفلسطيني من مجموع الضغوط ومساويء وابتزازات تلك الانقسامات والتجاذبات؟
وما هو الثابت وما هو المتغير في مشهد الواقع الفلسطيني،
اعتقد انه لا جديد سوى القدرة على إدارة كل هذه المتغيرات المتوافقة ،والمتناقضة ،وإيجاد صيغة لدور فاعل ومميز للشعب الفلسطيني في قضيته،بعد أن عومل على امتداد ربع قرن بعد النكبة على طريقة الأغنية المشهورة للأخوين رحباني رحمهما الله ،والتي غنتها فرقتة السيدة فيروز أمد الله في عمرها
"أنت لا تفكر إحنا بنفكر عنك
وآنت لا تدخل إحنا بندخل عنك
إيجاد طريقة الإدارة الفلسطينية المميزة في التسويات الوسط،وبطريقة الجبهة العريضة ،الطريقة التي جعلت الفلسطينيون يعيشون عقودا بين التناقض والتناقض على رمال متحركة وتحالف سياسي غير ثابت،محافظة على استقلال قرارها ،لان أي شيء خارج هذه الصيغة ومهما كان صغيرا،سرعان ما يتم أخذه من طرف عربي أو إقليمي،فينفخ فيها من روح مصالحه مستغلا دكتاتورية الجغرافيا ،أو دكتاتورية السلاح ،أو الإعلام ،ويجعل من الغث سمين، ومن الحبة قبة.
وأنا بصفتي باحثة فلسطينية ،أستطيع أن اطرح مئات الأمثلة على اتساع مساحة التسويات ،وعلى اتساع مساحة الصيغة الجبهوية ،ثم اترك الأمور للزمن ليقول قوله ،ويفرض قوانينه،على من يبقى ومن يغادر.
وعودة إلى النقطة المحورية :
وهي انزلاق الحالة الفلسطينية وسقوطها في حفرة الانقسام العربي والتجاذب الإقليمي ،فهناك محاولة تجري لتسوية هذا الانقسام العربي،وبالتالي إيجاد صيغة معقولة للتعامل مع الأطراف الإقليمية ،حيث اقتربنا خلال الحرب الأخيرة العنيفة في قسوتها على غزة اقتربنا كثيرا من درجة الخطر المميت ،فقد بدأت أجنحة الانقسام العربي تتراشق بأجساد أطفالنا ،ودماء شعبنا ،ومن ثم التجاذب الإقليمي استعار نفس قوانين اللعبة ومارس نفس الدور أيضا ،
وهنا أسألكم:
واستحلفكم، ماذا تغير ؟ وماذا تفيد كل أناشيد النصر ،أو كل أغنيات الجرح الحزينة ،إذا استمرت غزة محاصرة ،وتحت مظلة التهديد العسكري الإسرائيلي،ممنوع من إعادة الأعمار مرتين ،مرة بسبب صعوبة وصول الأموال ،ومرة بسبب استحالة وصول مواد البناء حتى لو افترضتا وجود المال في جيوب المتضررين ؟
وماذا يفيد انتصار غزة على الضفة أو انتصار الضفة على غزة ،مادام هذا الانتصار المجنون يلغي للأبد فكرة الدولة الفلسطينية ،وإمكانية وحدة الشعب وهو أيضا يضرب بقوة فكرة الشريك الفلسطيني؟
وماذا تفيدنا أعلام الممناعة ورايات الاعتدال إذا ظل الحق الفلسطيني هدف بعيد المنال مركون في أدراج السياسة الدولية ،
أو يكثر وجوده في دواوين الشعر الحماسية ،هناك في هذه الأيام محاولة لاستعادة وحدة الموقف العربي ،وإحداث نوع جديد وصيغة جديدة للمصالحة العربية يظللها سقف معقول ،وهو استعادة الأوراق العربية من أيدي خاطفيها من اللاعبين الإقليمين سواء إيران أو تركيا .
أجواء المصالحة العربية جيدة جدا ،كما وأنها ضرورة ملحة ولكن علينا فلسطينيا أن لا نكتفي بان ننتظر ،بل علينا المساهمة في إيجاد صيغة لهذه المصالحة العربية .
كيف؟
هنا تأتي أهمية الاتفاق على الدور الفلسطيني ،وان نرفض أن نبقى في دور الاستخدام ،وعلينا أن نقطع نصف الطريق إلى إيجاد نموذج يعيدنا للمصالحة العربية ،وعلينا أن نختار النموذج المفيد لنا ،وهذا يتطلب الاتفاق على دور ،فان اخترنا المقاومة فيجب أن تكون بأفق سياسي ،وان اخترنا العمل السياسي فيجب أن يكون محميا بهامش القوة ،أما أن نختار المقاومة بلا أفق سياسي أو العمل السياسي بلا هامش القوة نكون كمن يرقص على خيطين متأرجحين ،ومعناه أننا فقدنا للدور ،ومن ليس لهم دور لا حصة أي كانت لهم .
وعندها سيجدون أنفسهم عرضة مرة أخرى لقبول ما يقررة عنهم الآخرين ،ويقبلون ما يمنحه لهم الآخرين وحينها سنكون جميعا خاسرين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غموض يلف أسباب تحطم مروحية الرئيس الإيراني؟ • فرانس 24


.. التغير المناخي في الشرق الأوسط: إلى أي مدى مرتبط باستثمارات




.. كيف يسمح لمروحية الرئيس الإيراني بالإقلاع ضمن ظروف مناخية صع


.. تحقيق لـCNN يكشف هوية أشخاص هاجموا مخيما داعما للفلسطينيين ف




.. ردود الفعل تتوالى.. تعازى إقليمية ودولية على وفاة الرئيس الإ