الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امسيات في ارجوحة الحياة ببلدي العراق

نبراس المعموري

2009 / 2 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


يتراود الى ذهني بين فترة واخرى ذلك الرائع جبران خليل جبران وهو يقلب الطبيعة ويرسم نسمات بلاده الشامية التي ترعرع فيها وظلت راسخة بذهنه حتى وهو مغترب، فتراه لبنانيا اصيلا عكس ذلك بعباراته الفريدة ووصفه الذي لايفوقه احد فيه ، و عبارته العظيمة وهو يقول (جسم من الحشاشة له روح من النفس وعقل من القلب) فاين نحن من هذه المقولة الرائعة ونحن نتصارع ونتنافر لاجل ماذا لا اعلم .......لجبران بيروت فابدع وتغنى بها طيلة حياته ورحل جبران وبقي صداه يرن بين الاجيال المتعاقبة ، رغم انهم عاشوا مأساة حرب اهلية دامت خمسة عشر عاما الا انهم ظلوا يتعاملون بانسانية وبحب كبير لبلدهم وحاولوا كسر كل الحواجز رغم صغر بلدهم وقلة خيراتهم ،اما نحن فلنا ذلك الاسطورة مهد الحضارات المعروف بالعراق نتغنى به، لكنني اسأل كل من يقرأ مقالي هل عزفنا لحنا حقيقيا ؟ام اننا مزقنا اوتار الة العزف التي ترعرت بين ضفاف دجلة والفرات .....اسال الجميع دون استثناء من منكم احب بغداد لاجل بغداد؟ واحب البصرة لاجل البصرة؟ والموصل لاجل الموصل؟ وليس لسبب اخر من منكم تارجح على ارجوحة ابي نؤاس وهو يستنشق نسيم دجلة الحبيب ويقول انا هنا لاجل دجلة وليس لغير ذلك ....مررت اليوم بشارع حيفا والشورجة والعامرية لكنني لا اعلم ارتسمت لي تلك الصورة التي رايناها ونحن صغارا في الافلام الكارتونية عندما تتعرض الارض لدمار فتصير الوانها غامقة ورمادية موحشة وهذا ما رايته وانا اتجول باغلب المناطق المنكوبة، لماذا لا اعلم؟ مذ متى نقول انت من المذهب الفلاني وانا من القومية الفلانية او ما شابه .....امسيتي اليوم قلبت اوراق الماضي القريب فتجولت بين اروقة بغداد أتأملها وانتظر عودة الحياة اليها بعد ان نزفت كثيرا، بحثت عن فصيلة الدم الملائمة لها فوجدتها في جسد كل عراقي سني وشيعي مسيحي وكردي، فلا اعرف لماذا تباطأنا لأسعافها بسرعة وبقينا طيلة الخمس السنوات الماضية نبحث على من يقع عليه التبرع بالدم .... جاءت الانتخابات اليوم لتكون البداية لحلحلة تلك الاحجية التي باتت تساؤلاتها مزعجة ومحيرة بنفس الوقت، فهل يكون الامل اقترن بهذه التجربة التي حملت في طياتها رياح التغيير؟ والتي امست حلما ينتظره الصغير والكبير ......جدتي كانت دوما تقول لي القوم التي تعاونت لن تذل فهل سيكون قومنا هذه المرة على قدر من المسؤولية ويتركوا الخلافات التي جعلت من مدينتي وارجوحتي نعشا حمل في الاصدقاء والاحباب ؟ اظل اتساءل لانني انتظر ولازلت انتظر وقد قال لي ذات يوم احد الاصدقاء ما بالك تنتظرين اخرجي مع الذين خرجوا وهاجروا، لكنني حينها قلت له سانتظر لعل الفرج القريب، وهاهو اليوم يتصل بي ويقول اعتقد ان انتظارك سياتي بنتيجة ..... النتائج لا تاتي حزمة واحدة بل تاتي على مراحل مترافقة مع سنيي عمري الذي هرم بهرم العراق وانتعش بانتعاش العراق ،فهل سارتدي بدلة العرس العراقي من جديد لارافق جميلتنا بعرسها ؟ اتمنى ذلك واتمنى من سيقود الدفة ان يكون ربانا يشعر بالمسؤولية ليلملم وشاح الحبيبة ويجعلة سورا ضد اي رصاصة ينزع قلب حبيبي العراق









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات


.. مظاهرة واعتصام بجامعة مانشستر للمطالبة بوقف الحرب على غزة وو




.. ما أهمية الصور التي حصلت عليها الجزيرة لمسيرة إسرائيلية أسقط


.. فيضانات وانهيارات أرضية في البرازيل تودي بحياة 36 شخصا




.. الاحتجاجات الطلابية على حرب غزة تمتد إلى جامعة لوزان بسويسرا