الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرأة الايزيدية نموذجاً وتحدي !!

سندس سالم النجار

2009 / 2 / 6
حقوق الانسان


المرأة الايزيدية نموذجاً وتحدي !!
ان للمعاناة اشكالا وصورا متعددة ومعقدة ومؤلمة ، ولعل تلك المعاناة اختبار لكل من فرضت عليه غدر الظروف ومشقاتها ، الانسياق بالاتجاه المأساوي والتطبع غصبا ً بطابع القهر والحزن اللامتناهيين ..
والأقليات العراقية ومنها ( الايزيدية ) التي شربت وارتوت وتشبعت حتى التخمة هموما كتلك المتمثلة بالنظرة الدونية التي اثبتت صحتها منذ عهود ولت لمختلف الانظمة الدكتاتورية التي حكمت دولة العراق والى يومنا هذا ونحن نعيش التجربة الجديدة للديمقراطية في العراق الديمقراطي الجديد . والنظرة القائمة الى يومنا هذا على اساس الكم العددي وليس على اساس التنوع الحضاري والقيمة التاريخية والمشاركة الاصيلة والايجابية في بناء مستقبل الوطن الواحد ، وحتى الحقوق الانسانية في العيش الرغيد كضمان لحرية العقيدة والطقس والكلمة والفكر والسكن .
ان ما حصده الانسان العراقي عامة والمرأة على وجه الخصوص في زمن الدكتاتورية التي بلورت فيه العبر والارادة وتحمل الصعاب ومقاومة جبروت وعنفوان الغرائز البشرية والانسانية والتغلب عليها ، كتلك التي تركت طفلتها التي وافاها الاجل صبحية الانتخابات لمجالس المحافظات ،،، وهرعت للمركز الانتخابي برفقة زوجها للادلاء بصوتهما . قالت : ( المشاركة في العملية الانتخابية اهم من وفاة ابنتي ) ، انها السيدة الايزيدية المدعوة ( بيزار حجي خلف ) وطفلتها المتوفية ( بهناز سليمان ) .
لو تحققنا من الخطوة التي حققتها تلك السيدة من وجهة النظر العلمية والانسانية والنفسية ،، رغم تواضع مستواها العلمي والفكري ، انه تحدٍ لهؤلاء العناصر الذين وقفوا ويحاولون الوقوف حجر عثرة امام حرية وحقوق الاخرين ويصطفون للتعريض بمن يسعى للكشف عن اسرارهم المسكوت عنها . اناس تخطط لمصالحها ويتبعها اكثرية مَن ْ هم ليسوا الا ّ ( تبع ْ ) غير مستندين بموقف او مبدأ بقدر ما هم مستندون على من يتبعون .
ونحن في القرن الحادي والعشرين ما زالت عبارات ٌ تُسقِطُ تارة ، المديح على المرأة مثلما يقول : ( وراء كل رجل عظيم امرأة ) . وكذلك ـ بالاتجاه المعاكس يُلغى الشأن ذاته للمرأة حيث يقال ( لو وصلت المرأة الى المريخ فمصيرها ليس الا " الطبيخ ) .

يبدو ان( السيدة بيزار) تلك المراة التي اثبتت انها قادرة على تجاوز الامثلة التي قيلت ضدالمراة و الضغوط الواقعة عليها والمحن التي واجهتها . انها تلك الام الملتاعة التي فضلت المشاركة والسعي لنيل حقوقها وحقوق اهلها وقومها على دفن ابنتها ذو العام الواحد باسلوب اثبت مدى تمتعها بطاقة معنوية استثنائية ، وقدرة انسانية نسوية متناغمة ( لا يضاهيها الرجل ) .. !!
، انه لمفهومٌ ببعده الانساني وليس الانثوي !
انها رمز للمرأة العظيمة بتحديها لامومتها !
ان ما فعلته ، اسلوب اختصر عذابات الماضي وجمرات الحاضر الفائض بالاحداث والويلات الجّسام .
انه انصهار مع تجارب القوم ، وآلام المعذبين والمغدورين والمهمّشين والمنسيين .
انه نداء ٌ المظلومين والمظلومات والمضطهدين والمضطهدات .
انه صرخة الجياع ، اليتامى ، المعاقين ، المشردين ، العطشى والشهداء الابرار الذين قضوا في العراق عامة و في قضاء شنكال العام الماضي خاصةو قبل اوانهم وبايادٍ لا تمد بصلة ـ لا للدين ولا للانسانية ..
قراءة لروح تلك المرأة ليست الا ّ( امانة في اعناق مَن ْ انتخبتهم ، وفي ضمير رجال المرحلة وساستها ) .
تلك الامانة التي كلفتها اهلها ودارها وفلذات كبدها من الدماء والارواح واسنزفت منهم الامل والحلم والمنزل واللعب والقرطاسية !!
فهل هناك مَن لا يخون ُ تلك الامــانة ؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقال جدير بالقراءة والتمعن
كامل الشطري ( 2009 / 2 / 6 - 00:36 )
الكاتبة والشاعرة سندس سالم النجارتتميزعن سواها باسلوبها الانساني الساخر و الواقعي والغزير في تناول الموضوعات وانحيازها لمظلومية الانسان بصورة عامة والمرأة بصورة خاصة لظروفها الصعبة في المجتمعات الشرقية الذكوريةونتيجة للنظرة المتخلفة والدونية من قبل الرجل والذي بدوره لايحترم حقوقها على الرغم من عطائها بكل مصداقية والذي يتجاوز عطاء الرجل احيانآ وتسليط الضوء على طاقات وابداعات المرأة وابراز دورها وشأنها ومواقفها الوطنية والانسانية المشرفة عبر كاتبة مبدعة ومن الوسط النسائي ذاته هو انتصار للمرأة وبنفس الوقت ابراز صوتها مدويآ وأيصاله لمن يمتلكون سلطة القرار السياسي للأعتراف بحقوقها عبر التشريعات والقوانين الوضعية من اجل استكمال مسيرتها الحياتية بعيدآ عن الاجحاف والاستغلال وهذه مسؤولية السلطات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني وعموم ابناء المجتمع الذي تعيش فية المرأة لكي تأخذ حقوقهاكاملة و بارادتها كانسانة فاعلة ومشاركة في بناء المجتمع الذي تعيش فيه وتحديد موقعها كأم مربية جديرة بتربية الاجيال القادمة وكعاملة فاعلة في مواقع العمل والانتاج وبدون مشاركة المرأة لا تبنى الاوطان الديمقراطية والتي تحفط كرامة وكينونة الانسان

تحياتي للكاتبة والشاعرة سندس سالم النجار واقول لها مزيدآ من العمل

اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية