الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوطنية والملاذ الأخير

محمود الزهيري

2009 / 2 / 6
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


هل سنظل طوال حياتنا نقول : حسبنا الله ونعم الوكيل , وأن نعتصم بالدعاء والرجاء فقط طالبين العون والمدد والمساعدة من الله لكي يكون وكيلاً لنا في إدارة معاركنا التي نصنعها بإراداتنا المغيبة عن إرادة الله التي لايعلمها أحد ,والمغيبة عن الواقع وفعالياته وتوازناته, ثم نقول هذه إرادة الله ؟

وهل أرادة الله تريد لنا أن ننتقل من هزيمة إلي هزيمة ومن خيانة إلي أخري ؟ ... وهل إرادة الله تبرر لنا أن نقتل أنفسنا بأيدينا ونتلذذ بالألم لحد الموت ؟

وهل أرادة الله أن نتقاتل ونتناحر حول مفاهيم وقضايا التحرر الوطني الفلسطيني , وخاصة بين فتح وحماس , وباقي الفصائل الفلسطينية , بل وبين قوي المعارضة التي أصبحت هشة وضعيفة في الدول العربية المريضة بداءات الإستبداد والطغيان ؟

إنها الفصائل المأزومة التي تبحث عن نصر خارج من غير رحم المجتمع المأزوم والعاجز عن مواجهة قضاياه الداخلية وعلي الرأس منها قضايا الفساد والإستبداد والظلم الإجتماعي , والفقر والبطالة والمرض , والعجز عن تحرير السجون والمعتقلات من جلاديها , إنه الفشل في مواجة الظلم البين , والإستبداد الواضح , والفساد الذي أصبح ملء السمع والبصر , ولما لا ؟ !! والتشبث بالقضية الفلسطينية بإعتبارها منفث للكبت والقهر والإستعباد الداخلي , ليقول هؤلاء المأزومين المهزومين من أنظمة الحكم في بلدانهم وأوطانهم : إفتحوا باب الجهاد , نريد أن نحرر فلسطين , خيبر خيبر يايهود جيش محمد سوف يعود , أنصروا غزة , قاطعوا المنتجات الإسرائيلية والأمريكية , وفي الوقت ذاته نستورد من هذا الغرب الذي نضعه في ميزان الأعداء مايزيد عن ثلثي الغذاء في العالم العربي , ونستورد منه الأسلحة والذخائر وأسباب الرفاهية والنعيم ؟!!
وهل كتب الله علينا أن نكون مهزومين , ومهانين وأذلاء ,من جانب الحكام العرب المهزومين أصلاً أمام الدول التي يوالونها , وأن يهزمنا الحكام العرب ويذلونا في أوطاننا وداخل حدود أراضينا في كل بلاد العرب الأعراب المعاريب , ثم نقول هذه إرادة الله ؟

هل الله يريد مايحدث لشعب فلسطين في غزة من قتل وإبادة وتدمير وذل وإهانة من جانب الصهاينة الإسرائليين ,ومن جانب أدعياء النصر والشهادة ؟

وهل حماس منقادة طوعاً أو كرهاً لهذه الإرادة الإلهية العليا التي لايمكن لها أن تعصاها أو تخالف أوامرها السماوية العلوية ؟ ... وهل كتب علي منظمة فتح أن تعيش في الضفة , وأن تعيش الفصائل الفلسطينية في دمشق وبيروت وطهران لتدير فصائلها في غزة لصالح ولاءات خارجة عن إرادة الشعب الفلسطيني ؟ ...

هل كتب الله القتال علي المسلمين وهو كره لهم , ومن ثم كتب عليهم التخاذل والتناحر وفرض عليهم أن يكونوا متفرقين أشلاء موزعة ولاءاتهم بين الشرق والغرب ؟ ...

ولماذا لاتملك الشعوب إلا الدعاء والتهجد والصلاة والرجاء ؟ ...
ولماذا لم يستجيب الله لهذه الأدعية والتمتمات علي المسابح وفي الصلوات بالرغم من رفع الأيادي لسنوات طويلة مكللة بالهزائم والنكبات؟ ...

أسئلة خائرة واهنة تظهر مدي العجز والإنهيار أمام القوة الإسرائيلية الغاشمة القاتلة التي لاترحم ولاتفرق بين الضعيف والقوي , وبين الصغير والكبير , بين الأطفال والنساء , في غيبة قوة العرب الأعراب المعاريب أصحاب نظريات الخيانة والعمالة للغرب وإسرائيل والأمريكان .

وإذا كان الله لايريد مايحدث لنا , فهل الشيطان يريد ذلك ؟
في حالة فلسفية تائهة بين دروب الأزمات , وحارات مسدودة لايرتجي معها أمل في الخروج من أنفاق الأزمات التي يصنعها الحكام العرب أنفسهم وبإرادتهم الموجهة حسب ولاءاتهم ومنفعتهم الشخصية المنحصرة في الإستبداد ومن ثم إستمراء القتل والطغيان لأبناء الشعوب العربية داخل البلاد المتحولة بالطغيان والإستبداد إلي سجون ومعتقلات بحجم مساحة البلاد العربية ؟

وأعتقد أن أعوان الأنظمة الإستبدادية الظالمة هم أدعياء القومية العربية والخلافة الإسلامية , المتخاصمون مع عقولهم , والمحاربون لأنفسهم , الكارهين للآخر , وهم أنفسهم أصحاب نظرية الخيانة والعمالة والمؤامرة , فهم معذورون لأن الآفة ليست في الجسد فقط وإنما هي آفة العقل المريض العاجز , الذي لايقوي أن يقاوم الظلم في إطار وطنه , ويريد أن يقاوم الظلم خارج وطنه , فهو المتخاصم مع أهله وعشيرته , ويريد أن يتصالح مع من هم أبعد من دائرة الأهل والعشيرة !!

المرضي النفسيين دائماً لايعتقدون أنهم مرضي , والمرضي العقليين لايرون غيرهم إلا مجانين !!

أهل الخيانة والعمالة هم من يخونوا أنفسهم أولاً ويتهموا غيرهم بنفس الداء لأن مرضهم مستحكم بالعقل ونفوسهم مضطربة مريضة!!

لم يدري المرضي النفسيين , ومعهم المرضي العقليين , فاقدي الأهلية القانونية , والمشروعية الإجتماعية , أنهم متخاصمون مع أنفسهم , فكيف بهم يتصالحلوا مع الآخرين , وشرفهم العقلي المفقود بفعل الحسد الإجتماعي , والفشل السياسي , والخيبات المتوالية في حياتهم العملية والإجتماعية تجعلهم يرمون غيرهم بالأكاذيب والإتهامات , وأقلها الخيانة والعمالة , والترويج لمشاريع الصهيونية والإمبيريالية العالمية , لأنهم عاجزون عن تحقيق مصالحهم بتحالفاتهم مع انظمة الطغيان العربية التي لم تنظر إليهم بنظرة الولاء والطاعة لأنها تعلم أنهم أسوأ من السوء ذاته , ولأن وجودهم هو المبرر الطبيعي لبقاء هذه الأنظمة الإستبدادية علي كراسي الحكم والسلطة , ولذلك فهم يتشبثوا بالتوافه , ويلعقوا الخيبات , ويدعوا أنهم يدافعوا عن وطن , والوطن علي هذا المنوال يصبح هو الشماعة للخيابات , والوطنية تصير هي الملاذ الأخير للأنذال , لأنه ليس من إنسان بلا وطن , وإن غاب الوطن بإرادة الإحتلال الأجنبي أو الإحتلال الوطني حيناً , فحتماً سيعود , ولكن بإرادة من ؟ وهذا هو السؤال !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ترى ماذا نفعل
تراث الاخوان ( 2009 / 2 / 5 - 22:33 )
السلام عليكم
ماذا نفعل غير الدعاء
وكل من حولنا عملاء وخونه
نعم كتب الله علينا القتال ولكن نحن ليسوا اهل له
عندما تكون هناك مظاهرة بالقاهرة يتم غلق كل المحفظات
لا احد يدخل ولايخرج
وهل ترى خيانه اكبر من تفتيش وفد حماس على المعبر
ووجود مبالغ ماليه جمعها الشعب المصرى الفقير وتم مصادرتها لمصلحة من هذا
دلنا حضرتك ماهو الحل


2 - هذاليس اله...!و
س. السندي ( 2009 / 2 / 6 - 16:59 )
1؛ إله اقاتل نيابة عنه ...هذاليس إله

اخر الافلام

.. ستيف بانون.. من أروقة البيت الأبيض إلى السجن • فرانس 24


.. فرنسا: حزب الرئيس ماكرون... ماذا سيقرر؟ • فرانس 24 / FRANCE




.. أوربان يزور أوكرانيا ويقترح وقفا لإطلاق النار للتعجيل بإنهاء


.. فرنسا: التعايش السياسي.. مواجهة في هرم السلطة • فرانس 24 / F




.. كبار جنرالات إسرائيل يريدون وقف الحرب في غزة حتى لو بقيت حما