الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ايران الفضائية .. الدور الروسي

محمد كليبي

2009 / 2 / 7
الارهاب, الحرب والسلام


تتزايد يوما بعد يوم القوة العسكرية الايرانية , وتتزايد معها المخاوف المشروعة لشعوب الشرق الاوسط ( العرب والاسرائيليين ) والعالم . نتيجة لعدم الثقة وعدم الاطمئنان الى نظام الملالي الحاكم في ايران , الذي يظهر باستمرار مطامحه ومطامعه في الهيمنة على المنطقة وشعوبها , وخلق التوترات والقلاقل بين أبنائها , بما يحقق مطامحة , يخدم اجندته في المنطقة .
واليوم أطلقت ايران قمرا صناعيا ناجحا , حيث كان لها محاولات سابقة في الاعوام 2005 و 2008 . مما دفع الولايات المتحدة والدول الغربية الى تحذير طهران وتصعيد اللهجة ضدها عقب نجاحها في اطلاق قمرها الصناعي الجديد بواسطة صاروخ ايراني الصنع . وقالت واشنطن انها ستتخذ موقفا صارما من الملف النووي والبرنامج الصاروخي الايرانيين . وترك الناطق باسم البيت الابيض روبرت جيبس الباب مفتوحا امام كل الخيارات الممكنة للتعامل مع ايران لارغامها على الاستجابة لدعوات المجتمع الدولي حسب قوله، وهو ما يعد تغيرا في مواقف ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما الذي اعلن ان ادارته منفتحة على الجلوس مع ايران .
واضاف جيبس ان الخطوة الايرانية لن تقنعنا بانها تتصرف بمسؤولية نحو استقرار المنطقة وان " مساعيها لتطوير قدراتها الصاروخية واستمرارها بانشطتها النووية غير الشرعية وتهديداتها لاسرائيل ورعايتها للمنظمات الارهابية مصدر قلق شديد للحكومة الامريكية " .
كما اعلنت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون في مؤتمر صحفي في واشنطن عقب مباحثاتها مع نظيرها الالماني فرانك شتاينماير ان عدم التزام طهران بقرارات مجلس الامن يجب الا يمر من دون تداعيات وطالبت طهران بوقف تخصيب اليورانيوم .
كما دعت الدول الست الكبرى ( أعضاء مجلس الأمن الدائمين + الماني ) إيران إلى التعاون الكامل مع الأمم المتحدة فيما يختص بالبرنامج النووي الإيراني .
يشار إلى أن الدول الست تقود الجهد الدبلوماسي المكثف لإقناع طهران بالتخلي عن تخصيب اليورانيوم. وقد رفضت طهران خلال السنوات الماضية عروضا من الدول الكبرى لتقديم حوافز مقابل وقف التخصيب. ومع استمرار الخلاف استصدرت الدول الكبرى أربعة قرارات من مجلس الأمن تطالب طهران بوقف تخصيب اليورانيوم تضمنت ثلاثة منها عقوبات اقتصادية.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا وبقوة :
هل من دور لروسيا في تطوير التكنولوجيا الفضائية الايرانية , كما كان ولا يزال لها دورا في تطوير التكنولوجيا النووية الايرانية ؟
والى أي حد تساهم روسيا في هذا الموضوع ؟
وما هي أهداف روسيا من كل ذلك ؟
أعتقد أنه لا يمكن تصور ان ايران قادرة على الوصول الى هذه المراحل المتقدمة في صناعة الفضاء بدون مساعدة من طرف دولي ما . والطرف الأقرب الى الاحتمال هو روسيا , نتيجة للتقارب المستمر بين روسيا وايران اقتصاديا وعسكريا , ونتيجة لصراعها القديم الجديد مع الغرب عموما والولايات المتحدة الاميركية بوجه خاص .
واذا كانت ردود أفعال الولايات المتحدة وأوروبا تجاه التجربة الايرانية الجديدة قد اتسمت بالحدة والشدة , فما الذي يمكن للغرب القيام به لمنع ايران من الاستمرار في تطوير قوتها العسكرية ؟
أعتقد ان على الولايات المتحدة وأوروبا والعالم الحر العمل الجاد والمستمر لمنع ايران من الوصول الى أهدافها العسكرية المشبوهة . وان يتم ذلك العمل الرادع على عدة مستويات :
المستوى الاول : من خلال المؤسسات الدولية , كالجمعية العامة للامم المتحدة ومجلس الامن الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية وغيرها , لاقناع ايران بالتخلي عن طموحاتها العسكرية وسعيها لامتلاك أسلحة الدمار الشامل .
المستوى الثاني : محاولة اقناع الاطراف الدولية الكبرى , كروسيا والصين وغيرهما , بالتوقف عن مساعدة ايران في مشروعها النووي والبالستي . وان استدعى ذلك تقديم بعض الحوافز لتلك الاطراف .
المستوى الثالث : ان لزم الامر , ولم تفلح تلك المحاولات السلمية مع ايران ومع الأطراف التي تساعدها , فيصبح من اللازم والواجب على العالم الحر , حماية للامن والسلم الدوليين , توجيه ضربة عسكرية ملائمة للمنشآت النووية والصاروخية الايرانية وتدميرها .
كما يتوجب على الدول العربية عموما , ودول الخليج الفرسي تحدبدا , التعاون مع أميكا وأوروبا واسرائيل لتدمير القوة العسكرية الايرانية التي تشكل خطرا وتهديدا لهم جميعا .
ختاما , فانه مما لا شك في أن نظام الملالي الايراني يشكل تهديدا كبيرا للعالم العربي واسرائيل والعالم الحر على السواء . لذلك فان الخوف يأتي من امتلاك ايران لأسلحة الدمار الشامل , ليس لأنها قد تستخدمها بنفسها , بهذا الاحتمال بعيد , لكن من الامكانية الكبيرة لنظام الملالي الكهنوتي في تزويد المنظمات الارهابية الاسلاموية , كحلركة حماس وحزب الله والجهاد الاسلامي وحتى تنظيم القاعدة , لتقوم بالمهمة بالنيابة عن ايران , ولتبقى ايران وملاليها بعيدين عن المسؤولية , وبعيدين عن ردود الافعال العالمية .












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عن إشكالية الدور الروسي
عمرو الخيّر ( 2009 / 2 / 6 - 22:45 )
يبدو واضحا أن مقاربة مثل هذا الإشكال لا يمكن أن تخرج عن حدود التعيين الفلسفي لوضعية العقل البشري في سياقه التاريخي الطويل ، وهو أمر يحتّم البحث الدائم عن جذور مرتهنة أساسا لفاعلية العقل بوصفه فرضية تحقق إشكالي لكل ما هو مختلف وفق منظومة المعرفة الإنسانية .

تأسيسا على ذلك يبدو أن أهم ما يمكن ملاحظته في موضوع الزميل محمد أعلاه هو دعم ادعاء التباين بين عقلانية الإمام علي وما بلورته من -ملحقات- في تقنين القواعد الإسلامية من جهة، والتماثل الراديكالي للأصولية المقيتة التي تتبناها الأفكار الدينية عموما.

وهو أمر مشكل مرده التحكم السهل للاختلاف الظاهري الذي أعلنته بعض المقولات الفلسفية الشائعة في سياق تفريقها بين مفهومين يعتمدان على متن منهجي واحد. ولعل ذلك يمكن الإشارة إليه في ضوء الاتفاق على تعريف -العاقل- حسب الفلسفات المادية ، التي تحدده وفقا لصيغة جدلية متزامنة إيحائيا مع رؤى ميتافيزقية خاصة .

وعلى مستوى آخر، يبدو أن التزام السفسطائيين بإدراك واقعي لمعنى - العقل - في مقابل - اللاعقل - هو ما يجعل من تمييزهم حكما لا يستند إلى أي يقين منهجي مقبول؛ إذ إنه يفرط بحقيقة التوافق الإجرائي التام بين معطيات المنطق الفلسفي كما حدده كلود ليفي شتراوس في بحثه عن البنية العميقة للعق


2 - ايران الفضائية
محمد الخليفة ( 2009 / 2 / 7 - 10:31 )
رغم أنني لست خبيراً سياسيا ، إلا أنني أعتقد أو شبه متأكد أن روسيا بدعمها إيران المتواصل بالتقنيات النووية والفضائية تريد الانتقام من أمريكا والغرب الذين دعموا جهاديي الأفغان والذي أدى بالتالي إلى تفكك الاتحاد السوفيتي ، فطالما أمريكا أستغلت تلك العصابات الافغانية في إنهاء الشيوعية وبالتالي تفكك دوله ، فهي أيضا تستغل المسلمين ممثلين بإيران وغيرهل من الحركات الأرهابية ، حيث السؤال من أين تستقوي حركة طالبان في أفغانستان؟ أوافقك الرأي فإن على أمريكا والغرب حماية للسلم والأمن العالميين أن يحتويا روسيا والصين بأي حوافز كانت لعزل إيران فإنه أقل كلفة من شن حرب على إيران

اخر الافلام

.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن


.. تفاؤل في إسرائيل بـ-محادثات الفرصة الأخيرة- للوصول إلى هدنة




.. أكاديمي يمني يتحدث عن وجود السوريين في أوروبا.. إليك ما قاله