الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محور التطرف في المنطقه

بولس رمزي

2009 / 2 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


الغريب في الامر أن هذا المحور يتألف من مجموعه من التناقضات من حيث الايدلوجيه العقائديه والسياسيه بالاضافه الي التناقض الكبير في الاهداف السياسيه والاقتصاديه والاجتماعيه ومن اجل توضيح الصوره بشكلا اوضح علينا ان ندخل في تفاصيل هذا المحور ومكوناته وايدلوجية اطرافه والاهداف المعلنه والخفيه لكل طرف من اطراف محور الممانعه

اولا – مكونات محور الممانعه
يتكون هذا المحور من كل من: ايران – سوريا – قطر – السودان - الاخوان المسلمون – حزب الله – حماس

ثانيا – التناقضات الواضحه والخفيه بين اطراف محور الممانعه

مما لايدع أي مجالا للشك فان هناك اختلافا وتضادا واضحا في الايدلوجيه العقائديه والسياسيه لاطراف هذا المحور فلكل طرف من اطرافه له ايدلوجيته العقائديه والسياسيه مختلفه تماما عن باقي المحاور ولتوضيح صورة ذلك علينا ان نناقش هوية وايدلوجية واهداف كل طرف علي حدي:

أ‌- ايران
تعتبر الدوله الفارسيه الايرانيه هي الفاعل الرئيسي لهذا المحور وقد ارتضت ايران بالتضامن مع اطراف هذا المحور ودعمه اقتصاديا وعسكريا وسياسيا في سبيل تحقيق هدفها الرئيسي المتمثل في تحقيق الحلم الايراني في عودة الامبراطوريه الفارسيه في المنطقه فان الدوله الفارسيه الشيعيه لا تبغي من وراء مشروعها في تحقيق حلم الامبراطوريه الفارسيه في تشييع المنطقه لان ايران لا يعنيها ان تكون المنطقه شيعيه او سنيه او علمانيه او حتي مسيحيه او يهوديه لكن كل ما يعنيها في المقام الاول هو قيام امبراطوريتها وليس لديها ادني مانع في ان تكون لهذه الامبراطوريه دولا تابعه ذات اغلبيه سنيه او علمانيه او أي ديانه اخري كل ما تهدف اليه الدوله الفارسيه هو الهيمنه علي دول المنطقه تحت لواء الامبراطورية الفارسيه اولا ثم بعد ذلك يمكن تشييع المنطقه في مرحله لاحقه

ب – سوريا

سوريا بطبيعتها السياسيه دوله علمانيه ذات اغلبيه سنيه تحكمها اقليه علويه ومن المعتقد ان كثير من اخوتي القراء لا يعرفون شيئا عن الطائفه العلويه التي تنتمي اليها اسرة الرئيس السوري بشار الاسد – ولتبسيط هذا احب ان اوضح لقرائي الاعزاء ان الطائفه العلويه تؤمن بان علي ابن ابي طالب هو الله المتجسد علي الارض وهذا ماترفضه وتكفره اغلب الطوائف الاسلاميه ومن اجل تمكن الطائفه العلويه من قبض سيطرتها علي كرسي الحكم كان لابد لها في ان تضمن دستورها بانها دوله علمانيه ولذلك فان سوريا ليست دوله علمانيه لان القائمين علي الحكم يؤمنون بالمبادئ العلمانيه لكن بغرض احتفاظ اقليه علويه تكفرها الغالبيه العظمي من مسلمي العالم علي مقاليد الحكم في سوريا

ويعتقد البعض ان هدف سوريا من تحالفها مع هذا المحور هو استخدام المقاومه في لبنان وغزه في خلق نوع من الفوضي وعدم الاستقرار في المنطقه من أجل تحرير الجولان المحتل منذ اكثر من اربعون عاما

لكن في حقيقة الامر ان نظام الحكم في سوريا لا يرغب في تحرير الاراضي السوريه مطلقا لانه يعلم تماما ان استمرار سيطرة النظام السوري علي كرسي الحكم فيها يكمن في استمرار التواجد الاسرائيلي علي الارض السوريه فقد حاصرت اسرائيل النظام السوري باعلانها انها مستعده لاجلاء الجولان السوري بالكامل وفي اللحظات الاخيره تختلق سوريا المشاكل من اجل الهروب من تحرير الجولان لانه في تحرير الجولان انهيارا لنظام الحكم السوري المعقد داخليا والجولان هيا الشماعه التي يعلق عليها النظام السوري جميع مشاكله الداخليه تحت دعوي دعم الممانعه والمقاومه وتحت هذا الشعار يتم قمع كل من يعارض النظام السوري تحت دعوي الخيانه والعماله وايران تعلم بذلك وسعيده باستمرار هذه القضيه مفتوحه الامر الذي يعطيها الفرصه في المناوره من اجل تمدد اذرع الاخطبوط الايراني في المنطقه

ج – قطر
تقع في داخل الدويله القطريه اكبر قاعده عسكريه امريكيه في الشرق الاوسط ولان الشارع القطري تحكمه القبليه الاسلاميه فكان لها ان تغطي علي هذا التواجد الامريكي بها بادعاء البطوله والرياده في المنطقه وتنفق قطر المليارات من ثرواتها علي قناة الجزيره التي فتحت ابوابها لاصحاب الصوت العالي من اصحاب المشروع الاسلامي والتطرف الديني ونجحت في ابعادهم عن الدور القطري في المنطقه وكان اخرها الفرقعه الاعلاميه التي انطلت علي الكثيرين في مؤتمر الدوحه الذي يعطي قطر بطوله لاتستحقها وتلبس اميرها عباءه مقاسها اكبر من حجمه علي الرغم من بدانته

د – السودان

ليس السبب من هرولة السودان الي مؤتمر الدوحه ايمانها العميق بان يكون لها دورا فعلا فيه ولكن الامر في السودان له هدفان وهما:
1- ابعاد انظار الاعلام العربي عن الاف القتلي من المسلمين في دارفور الذين يتم قصفهم بالطائرات السودانيه واخرها مجازر قرية المهاجريه في دارفور
2- يرغب النظام السوداني في اختلاق محورا ذو صوتا عاليا يحميه من التهم التي توجهها له المحكمه الجنائيه الدوليه عن الجرائم التي ارتكبها في دارفور
ولهذا بانتهاء مشكلة دارفور والجنائيه الدوليه سوف يتملص البشير من هذا المحور ويخرج منه

هـ - الاخوان المسلمون

كان في السابق يتلقي الاخوان المسلمون التمويل بسخاء من الوهابيه السعوديه لكن بعد احداث سبتمبر وخضوع العربيه السعوديه لرقابه ماليه صارمه من المجتمع الدولي تم تجفيف مصادر التمويل السعودي للاخوان المسلمين في مصر والاردن وكان عليهم البحث عن مصدرا جديدا للتمويل ووجدوا في الممول الايراني ممولا سخيا لايعتمد علي التحويلات البنكيه التي تخضع لرقابه صارمه بل عمد النظام الايراني الي تهريب الاموال السائله الي اتباعه ولاننسي قضية الشاطر المنظوره امام المحكمه العسكريه المصريه باتهام غسيل الاموال الا محاولات لغسيل الاموال الوارده للاخوان المسلمون بسخاء من النظام الايراني بشكل نقدي عبر الحدود بطرقا غير شرعيه

ويهدف الاخوان المسلمون الي حلفهم المنشود في اقامة الدوله الاسلاميه وايران تساعدهم من اجل تحقيق هذا اقتصاديا وسياسيا علي ان تكون دولتهم هذه دوله اسلاميه تابعه للامبراطوريه الايران والاخوان المسلمون ليس لديهم مانعا في التحالف مع الشيطان في سبيل انتزاع كرسي الحكم في مصر

و – حزب الله

يمثل حزب الله دوله ايرانيه داخل الدوله اللبنانيه ويهدف الي السيطره علي القرار اللبناني من اجل الولاء للامبراطوريه الايرانيه وقد نجح حزب الله في اجبار الرئيس اللبناني في حضور مؤتمر الدوحه لكن بدهاء اللبنانيين نجح الرئيس اللبناني من خلال الكلمه التي القاها في هذا المؤتمر من التملص والخروج من هذا المحور والايام القليله القادمه حبلي بالكثير من خطط حزب الله التي ترمي الي ارماء لبنان في الحضن الايراني السوري

ج – منظمة حماس
هي الابن البكر لجماعة الاخوان المسلمين المصريه وتمثل رأس الحربه لها ويمكن للاخوان المسلمين استخدام حركة حماس في القفز علي السلطه من خلال ثلاث احتمالات وهي:

الاحتمال الاول: انصياع مصر امام الضغط الجماهيري الذي سوف تحدثه الحرب علي غزه وقيام الاعلام الموالي لهذا المحور في ابراز صور هذه الجرائم للتاثير في الرأي العام المصري الامر الذي معه تفتح مصر حدودها للشعب الفلسطيني في غزه للدخول الي سيناء هربا من جحيم النيران الاسرائيليه وبهذا نجد انفسنا امام مخيمات للفلسطينيين في سيناء علي الحدود المصريه الاسرائيليه الامر الذي بحقق ارضيه خصبه لعمل الاخوان المسلمين في سيناء وانتقال من اجل عزل سيناء بالكامل عن مصر واقامة الدوله الاسلاميه فيها

الاحتمال الثاني : في حالة عدم انصياع مصر لهذا وعدم فتح الحدود مع غزه فانه سوف تستخدم العاطفه الشعبيه في الشارع المصري لخلق فوضي عارمه تستطيع من خلالها الاختراق والوصول الي كرسي الحكم في مصر

الاحتمال الثالث : من خلال الضغط الشعبي وابواق دول الممانعه يتم دفع مصر علي الدخول في حربا جديده مع اسرائيل تكون مصر غير مستعده لها الامر الذي سوف يحدث مشاكل اقتصاديه وسياسيه لنظام الحكم في مصر علي غرار معركة الفالوجه في عام 48 التي استخدمها الاخوان في استقطاب العسكر في مصر وعلي راسهم جمال عبد الناصر في القيام بالانقلاب العسكري والاستيلاء علي الحكم
اخيرا
قد نجحت الحكومه المصريه في صد هذه الهجمات المتتاليه من قوي النفوذ الاسلامي في المنطقه فان مصر تعتبر خط الدفاع الاول في المنطقه امام نفوذ قوي الاسلام السياسي لكن لن يستسلموا لفشلهم هذا فانهم سوف يعودون من جديد بمخططات جديده ولابد للدول التي تاخد من خط الاعتدال نموذجا لها في ان تتعاون في مكافحة الفكر المتطرف بفكرا مضادا واعطاء الفرصه للمفكرين والكتاب والمثقفين اصحاب التوجهات العلمانيه المعتدله في ان تعلوا اصواتهم في مقابل علو اصوات اصحاب الغلو الديني ومناقشتهم الحجه بالحجه وكشف توجهاتهم امام شعوب المنطقه الامر الذي يؤدي الي انحصار شعبيتهم وتقلصها في الشارع العربي لابد من نهج اعلامي جديد لمواجهة اصحاب هذا الفكر









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عن التطرف و المتطرفين
عمرو الخيّر ( 2009 / 2 / 6 - 21:20 )
يبدو واضحا أن مقاربة مثل هذا الإشكال لا يمكن أن تخرج عن حدود التعيين الفلسفي لوضعية العقل البشري في سياقه التاريخي الطويل ، وهو أمر يحتّم البحث الدائم عن جذور مرتهنة أساسا لفاعلية العقل بوصفه فرضية تحقق إشكالي لكل ما هو مختلف وفق منظومة المعرفة الإنسانية .

تأسيسا على ذلك يبدو أن أهم ما يمكن ملاحظته في موضوع الزميل بولس أعلاه هو دعم ادعاء التباين بين عقلانية الإمام علي وما بلورته من -ملحقات- في تقنين القواعد الإسلامية من جهة، والتماثل الراديكالي للأصولية المقيتة التي تتبناها الأفكار الدينية عموما.

وهو أمر مشكل مرده التحكم السهل للاختلاف الظاهري الذي أعلنته بعض المقولات الفلسفية الشائعة في سياق تفريقها بين مفهومين يعتمدان على متن منهجي واحد. ولعل ذلك يمكن الإشارة إليه في ضوء الاتفاق على تعريف -العاقل- حسب الفلسفات المادية ، التي تحدده وفقا لصيغة جدلية متزامنة إيحائيا مع رؤى ميتافيزقية خاصة .

وعلى مستوى آخر، يبدو أن التزام السفسطائيين بإدراك واقعي لمعنى - العقل - في مقابل - اللاعقل - هو ما يجعل من تمييزهم حكما لا يستند إلى أي يقين منهجي مقبول؛ إذ إنه يفرط بحقيقة التوافق الإجرائي التام بين معطيات المنطق الفلسفي كما حدده كلود ليفي شتراوس في بحثه عن البنية العميقة للعق

اخر الافلام

.. كينيا: قتلى وجرحى إثر تفريق الشرطة مظاهرات مناهضة للحكومة في


.. احتجاج أمام شركة -سيمنز- الألمانية رفضا لتعاونها مع إسرائيل




.. تأثير الذكاء الاصطناعي في الحروب


.. السياسي العراقي فائق الشيخ علي يوجه رسالة لحسن نصر الله: -كي




.. الإفراج عن عشرات أسرى الحرب الروس بعد تبادل للأسرى مع أوكران