الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بلطجي التدريس راسب وقاتل ودفنا في رماد الفضيحة ... !!!

مريم الصايغ

2009 / 2 / 7
حقوق الاطفال والشبيبة


مدرستي كانت تتعاقد مع المدرسين الأكثر احترافا لتعليم طلاب المرحلة الابتدائية ...!!!
لتعد طلاب متميزون وكان من فضل الله على أن تعاقدت مدرستي مع مدرس فاضل يدرس اللغة العربية ...
كان قبل تركه الوظيفة الحكومية موجه عام للغة العربية كما كان جد لأطفال في سني ...
فكان يتعامل معنا بكل حنو ورغبة في تعليمنا كل ما يفيدنا من خبرات الحياة .
-رحمة الله عليه - كان يتعامل معنا بحنو جد كريم وبعنفوان ملك جبار و بثقافة عالم جليل ...
ومن عمق محبته لنا ... كان يستضيف خبراء التربية ليلقون محاضرات علينا حول طرق التفكير والتخطيط وتنظيم الوقت والأهداف ...
واستغلال القدرات الشخصية مما دفع الكثير منا للدخول في عوالم الفكر والثقافة والإبداع ...
وخلق منا شخصيات قادرة على التعامل الجيد مع معطيات الحياة رحمه الله كان مربي فاضل وعالم من علماء التربية والتعليم ...
ترك سمات وأثار منهجية وإبداعية ونفسية وغير في الكثيرين .

لكن الطريف أن بداية علاقتي به كانت غريبة للغاية ...!!!
فقد طلب منا كتابة موضوع تعبير نصف فيه أهدافنا وأحلامنا ورؤيتنا للمستقبل فقمت بكتابة موضوع تعبير ...
يجمع مابين الرؤية المستقبلية المنهجية والأسلوب القصصي والشعري وقدمته له ...!!!
– ههه طبعا موضوع على قدي ساعتها يعني -
مما جعل الرجل يصاب بحالة من الذهول – طب أعمل إيه أنا بقه – !!!
ولا أعرف لماذا دهش هل لأنني كنت أصغر طفلة في الصفوف الدراسية التي يدرسها ؟؟؟
أم لأنني صاحبة - لكنه أجنبية - فلم يتوسم في أن أجيد العربية ؟؟؟
أم لأنه لم يتوسم في هذا العقل المستنير – آدا دا أنا نابغة بقه ههههه -!!!

لكنه كان تربوي رائع ورجل محنك .... فرغم شكه في كتابتي للموضوع لكن لم يظهر أي شك أمامي أو أمام زملائي ...
بل بكل بساطة قال : إنه عشق طريقتي في الكتابة ويرجوني في كتابة موضوع فوري أمامه في أثناء تصحيحه لباقي كراسات التعبير ...
من خيبتي فرحت بالتقدير وجلست أكتب وأكتب وأكتب...
وعلى صوت جرس – البريك- توقفت بكل حزن بل كادت دموعي أن تنهمر بغزارة أمطار شتوية غزيرة الرخات بعد مغادرة بعض الدمعات لمقلتي ...
لكنه نظر لي بكل عطف وقال لي إنه سيقرأ الموضوع ويكتب ملاحظاته عليه ويعيده لي ... – واااو-
سعدت كثيرا بكلمة ملاحظاته هذه وبالفعل بعد - البريك - قابلني وقال لي : يا ابنتي أعتذر لكِ فقد كنت أظن...
أن الموضوع الأول منقول لكن الموضوع الثاني أدهشني و أطلق على من ذاك اليوم - لقب شهرزاد -
وكان دائم التشجيع لي وبفضل تشجيعه كنت مذيعة المدرسة والأديبة والصحفية التي أمثلها في جميع المحافل الثقافية .

لذا كثيرا ما أفكر ماذا لو لم يشجعني مدرسي العطوف أولم يبهرني عمي الشاعر الرقيق والبليغ بشعره وثقافته وعلمه وحنوه ومناصرته لي سنوات
محاولا تنمية مواردي الثقافية وتوجيهي لقراءة ما ينمي قدراتي اللفظية والفكرية والنقدية ؟؟؟
بالتأكيد كانت حياتي ستأخذ منحى أخر وكنت سأهتم بالموضة والماكياج وأتحول لفاترينة من فاترينات قنوات البرنو كليب .

قصتي هذه لها مغزى محدد ولم أكتبها الآن لأستعيد ذكرياتي معكم ...
لكنني كتبتها للتجاوزات المرعبة التي يقوم بها بلطجية التدريس تجار الدروس الخصوصية ...
الذين يتاجرون بآمال وأحلام الأسر والأطفال بل ويقضون عليها أيضا !!!
فكيف يقوم مدرس راسب وظيفيا في امتحان الهيكل الوظيفي التعليمي بتدريس طلاب مبدعون يسعون لغد أفضل ...
يحلمون بأن يغيروا الكون ويؤسسون المدينة الفاضلة .
وكيف يقوم مدرس بتحقير قدرات طالب لا يعرف قيود للإبداع ويرغب في التعبير عن بصمته الإبداعية ...
ولا يرغب في اقتياده في عتمة جهل وقصر نظر سي الأستاذ الراسب الذي يدرس له منهج دراسي - مستورد – ...
لكن بأسلوب عقيم ومتخاذل لا يشبع مخيلته وشغفه للتعلم !!!

تحضرني هنا حكاية كرستيان المدون الصغير بمدونات مكتوب صاحب مدونة الصوت الحر و الذي لم يبلغ الثالثة عشر عاما بعد ...
حيث قام مدرس اللغة الإنجليزية لاختياره ليمثل المدرسة مع عدد من الزملاء في مسابقة موقع THINK وتركه ولم يشرف عليه ...
ولم يشترك معه في مشروع من مشاريع الموقع ...!!! فقام المدون باختيار مشروع وطلب من المدرس عدة مرات الإشراف على مشروعه ...!!!
لكن المدرس لم يهتم وفي ذات الوقت أهتم مشرفون آخرون من عدد من البلاد الأجنبية بالمدون ووافقوا على الإشراف على مشروعه ...!!!
كما راسله الكثير من الأصدقاء حول العالم يطلبون صداقته ويرغبون في تبادل الآراء والأفكار والخبرات ...
ولكن هيهات كيف يسمح المدرس بانطلاق نسور الإبداع فقام بإلغاء موقع المدون كرستيان من THINK؟؟؟ - يا نهار ... ياخبر وازاي تسمح المدرسة أو موقع THINK
آه يا إلهي مدون صغير يتكلم بكل الحب ويعشق الحياة والكون والسلام ولا يرغب في شيء سوى التعبير عن إبداعه وأفكاره وتعلم خبرات جديدة في الحياة !!!
أترك لكم تخيل تأثير ما حدث على أفكاره وحياته بعد هذا الموقف .

والغريب أن ظواهر تعامل المدرسون مع الطلاب كثيرة فمن ظاهرة تحقير الطلبة وتسفيه قدراتهم الإبداعية والدراسية والعقلية ...
وغلق أبواب الحرية والأمل في مخيلتهم وتكرار كلمات بشعة مثل ... فاشلون , ضائعون ...
وعبارات مثل ... هل تظنون أنكم ستغيرون الكون وغيرها من العبارات والكلمات المحبطة لكل الآمال...!!!

لظاهرة الضرب المؤدي للقتل والتي أفرزت ظاهرة تسرب الطلاب من المدارس !!!
لظاهرة تشجيع الطلاب على تعاطي المخدرات ومشاركتهم التعاطي وقتل أمل ومستقبل طالب وأسرته !!!
لظاهرة الاعتداء على الطالبات والطلاب جنسيا والزواج العرفي من قاصر - ولو الموضوع فلت وفي جنين يضربها ويموت الجنين والضحية المسكينة كمان –؟؟؟!!!

ظواهر مرعبه تلك التي تحاصرنا ولا يجب أن ندفن رؤوسنا في رماد الفضيحة ونقول هذه ظواهر فردية ... !!! أو نابعة من أهمال الأسرة ... !!!

لا ليست ظواهر فردية ... نسبة اعتداء مدرسي المرحلة الإعدادية على طالباتهم كبيرة رغم عدم الإعلان عن إحصائيات محددة ...
لكنها نسبة أكبر من اعتداء مدرسي المرحلة الثانوية والجامعات كما أن هناك نسبة مرعبة لتحرش المعلمين الجنسي بالطلاب !!!

كل هذه الظواهر المرعبة التي تصرخ بوجود خلل في إيمان البشر وعلاقتهم بالله وتعلن عن الفساد المستشري في أخلاقيات المجتمع !!!
تحتاج لعمل دراسات متعمقة وشاملة لمعرفة أسبابها ونسب المتألمين منها والوصول لإحصائيات حقيقية تمكنا من وضع حلول لعلاج هذه الظواهر .
آه يا إلهي ... المدارس والجامعات معاقل التربية والتعليم !!! تحولوا لبؤر فساد وهدم لبنيان المجتمع !!!
أنا لا أعرف ماذا نفعل هل نعتزل الكون ونغلق أبوابنا على أطفالنا ونعلمهم بالمنزل بأنفسنا ونمنعهم من الاختلاط بالبشر ...!!!؟؟؟

سنوات وأنا أحاضر وأكتب حول ترسيخ أسس التربية السليمة وحب الله وغرس أصول الحرية الواعية في نفوس أطفالنا !!!
وإطلاق أبدعاتهم وملاحظة تجاربهم وإرشادهم في طريق الحياة !!!
وأعلن بفخر أننا لا يجب أن نخاف على البذرة النقية الجيدة من رذائل العالم ...!!!
لكنني اليوم أشاهد حتى البذرة الجيدة تترنح وفق أهواء تيارات الرذيلة ولا تعطي ثمار جيدة بل أصبحت ثمارها هزيلة ضعيفة وتهتز لكل تيار ...!!!

في الحقيقة ... أنا لا أستطيع أن أنهي مقالي بهذا الأسلوب فقد تعودت أن أنظر بريق معونة الله الشاملة ترعانا مهما ضللنا الطريق ...
لذا بعيدا عن ما يقوله لي بعض من يراسلوني - اكتبي بدون مواعظ يا هانم - ...
لا أجد في ذهني الآن سوى هذه العبارة لأنهي بها مقالي ...
فلنرجع لله ليرجع لقلوبنا ويشملنا بكل الحب والسلام والرحمة وينقذنا من الأيام الشريرة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جولة لموظفي الأونروا داخل إحدى المدارس المدمرة في غزة


.. اعتقال أكثر من 1300 شخص في الاحتجاجات المناصرة لغزة في عموم 




.. العالم الليلة | الآلاف يتظاهرون في جورجيا ضد مشروع قانون -ال


.. اعتقال طالبة أمريكية قيدت نفسها بسلاسل دعما لغزة في جامعة ني




.. العالم الليلة | الأغذية العالمي: 5 بالمئة من السودانيين فقط