الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حماس (حقيقة في الشرق الاوسط )

فضيلة يوسف

2009 / 2 / 8
القضية الفلسطينية


الان وقد سكتت المدافع وساد الصمت وانقشع غبار المعركة في غزة ،عادت اسرائيل والولايات المتحدة واوروبا الى نغمة ان حماس تشبه القاعدة وقد استعصى على اسرائيل تدميرها لكن لا يوجد خيار اخر الا عزلها واستخدام القوة بشكل اكبر لتدميرها.
وفي الحقيقة يمكن النظر للامر من زاوية اخرى :عبر السنوات قابلت العديد من قادة حماس داخل وخارج المناطق المحتلة ورغم ان القاعدة الشعبية لحماس تنادي بتحرير فلسطين التاريخية فان هناك حوارا صحيا يدور داخل الحركة حول ذلك.
يوجد فروق دقيقة بين قادة حماس وبعضهم يقول باستمرار انهم يؤيدون اقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية والقدس وغزة (حل الدولتين).وفي السنة الاخيرة دعى المعتدلون في حماس الى قبول التهدئة او الهدنة (تهدئة طويلة المدى) وقد برر المعتدلون ذلك باستخدام مصطلحات اسلامية ففي التاريخ الاسلامي تطورت الهدنة الى تهدئة ثابتة.
اقر خالد مشعل "رئيس المكتب السياسي في حماس ومحسوب على التيار المتشدد ويقيم في سوريا":(نحن واقعيون) واضاف:"اعترف انه يوجد كيان اسمه اسرائيل".
ذهب غازي حمد احد قادة حماس الاخرين ابعد من ذلك عندما اخبر الصحفيين الشهر الماضي ان حماس تقبل بانسحاب اسرائيل من المناطق المحتلة عام 1967 بكلمات اخرى ان حماس تخلت عن تحرير فلسطين التاريخية .
ومن حديثي مع قادة حماس ومراجعة وثائقها استنتجت ان هذه الحركة المسلحة قد تطورت بشكل نوعي منذ فوزها غير المتوقع في الانتخابات عام 2006 ،عرفت الحركة قبل ذلك بعملياتها الانتحارية لكن ذلك تغير.قال لي احد قادة حماس عندما كان في زيارة عمل للقاهرة عام 2007 "اذا لم نوفر لشعبنا متطلبات الحياة فانهم سيتنكرون لنا ".
"رغم رجعيتها وتعصبها فان حماس ممثل منطقي "توصل لهذا الاستنتاج قائد الموساد السابق ابراهام هاليفي الذي عمل مستشارا امنيا لشارون وهو بالتأكيد ليس من الحمائم في اسرائيل."حدث تغير لقادة حماس رغم انفنا"و" لقد ادركت ان هدفها الايدولوجي لا يمكن تحقيقه في المستقبل المنظور" كتب هاليفي في يديعوت احرونوت.
استنتاج هاليفي:ان حماس مستعدة وترغب في قبول دولة فلسطينية في حدود عام 1967.
ومن جهة اخرى فإن مؤسسة دراسات استراتيجية عسكرية امريكية وجدت اسابيع فقط قبل الهجوم على غزة ان حماس غيّرت موقفها ولن تكون عائقاً امام عملية السلام وان موقف اسرائيل من حماس هو العائق.
اذا كانت حماس مستعدة لقبول حل الدولتين لماذا لا تعترف بوجود اسرائيل اذن ؟ ولماذا لا تعد بدخول مفاوضات للتوصل الى حل الدولتين؟ الظاهر ان قادة حماس يعتقدون ان الاعتراف باسرائيل هو الكرت الاخير بايديهم فلماذا يرمون به قبل بدء المفاوضات؟
والان يقول اوباما انه يرغب في السير في الطريق الصحيح وقد ارسل ممثله جورج مييتشل الى الشرق الاوسط ليتباحث مع الاطراف الرئيسة في المنطقة وسيزور الضفة الغربية لكنه لن يذهب الى غزة لمقابلة قادة حماس تبعاً للناطق باسم الادارة الامريكية.ها هناك حكمة في ذلك ؟اليس ذلك هو موقف الادارة الأمريكية السابقة؟ماذا لو :بدلاً من تجاهل حماس ومحاولات تدميرها تقوم الولايات المتحدة واوروبا بالعمل دبلوماسياً وسياسياً مع هذه الحركة وتشجيعها على الاستمرار في الاعتدال.
لقد ظهر ان استراتيجية عزل حماس التي قامت بها اسرائيل وادارة بوش لم تضعف الحركة بشكل دراماتيكي وبالعكس قوّت الاتجاه المتشدد فيها وعززت ثقافة التطرف والاسنشهاد.
اعطى ضرب المدن الاسرائيلية بالصواريخ من قبل حماس ذريعة لاسرائيل لاجتياح غزة "كجزء من الحرب العالمية على الارهاب"،لكن هناك فروق شاسعة بين حماس والقاعدة والكثير من الدم السيء :حماس حركة مقاومة دينية -وطنية ذات قاعدة شعبية واسعة تركز على الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني وأعمال العنف والمقاومة التي تقوم بها لها علاقة بهذا الصراع فقط.بينما القاعدة تنظيم صغير يقوم باعمال ارهابية واسعة عبر العالم.وقد انتقد اسامة بن لادن والزواهري (زعماء القاعدة) حركة حماس على رغبتها في لعب دور سياسي والتفاوض من اجل التهدئة وقد اجاب قادة حماس :انهم يعرفون مصلحة شعبهم.
وخلافاً للقاعدة فإن حماس ليست حركة مسلحة فقط لكنها حركة اجتماعية ذات شبكة اجتماعية وقاعدة شعبية واسعة ويقدر انصارها والمتعاطفون معها بنصف مليون شخص.واذا لم يتم التفاوض معها فإن الولايات المتحدة واوروبا لن تعرف ابداً اذا امكن تحويل حماس الى حركة اجتماعية سلمية .والاكثر اهمية انه لن يتم التوصل الى حل لهذا الصراع الطويل اذا لم يتم التفاوض مع حماس واذا لم ينتهي الانقسام الفلسطيني .
حماس هي التنظيم الاكثر قوة في المناطق الفلسطينية سواء احببناها او كرهناها وهي عميقة في المجتمع ولن تتمكن اسرائيل من محوها.
ولكسر الجمود القاتل على الولايات المتحدة وحلفائها الاوروبيين دعم حكومة وحدة وطنية فلسطينية تستطيع التفاوض مع اسرائيل.
قال بعض مستشاري اوباما انهم يفضلون التفاوض مع حماس وحزب الله ويعتقد بعضهم ان الرئيس كذلك رغم انه لم يصرح بذلك اذا كان هذا خطأ وكان اوباما يعتقد ان السلام يمكن ان يتم دون اشراك حماس فإنه بحاجة الى صحوة قوية.
فواز جرجس- لوس انجلوس تايمز








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحلزون الحمساوي يذوب
فيصل آورفــاي ( 2009 / 2 / 7 - 20:41 )
فواز جرجس، من أبواق الممانعة السورية ،و ليس غريبا ان حدجثنا بهذا الحديث عن حماس او حدثنا غيره من اقلام الممانعة عن النصر العظيم و الصمود الاسطوري في عملية تكريث و نكب اهل غزة على يد حماس . حماس الآن مضعضعة ، تنتقل من خطاب الى خطاب مناقض. و تنتثقل من سرقة ما ترسله الاونروا الى اهل غزة المنكوبين من ادوية و طعام و بطانيات و تنكر ذلك ، لتعود بعد ضغوط من الانروا و تهديد بعدم ارسال اي شيء بعد اليوم الى غزة ، لتعترف بعدها حماس بكلمات اخرى بانها اخذت المواد المسروقة عن طريق الخطأ . فمن الذي يسرؤق بطانيات و ادوية ما لم يكن يعاني من الحاجة حتى العظم . حماس اسطورة خيالية صنعتها ايران و سوريا في عملية انقلابية ، ولن يمر وقت طويل قبل تذوب شعبية هذه المنظمة الظلامية كما يذوب الحلزون الذي تعرض للملح داخل قوقعته . ،


2 - شكرا على مرورك
فضيلة يوسف ( 2009 / 2 / 8 - 17:39 )
شكرا على مرورك استاذ فيصل انا لا اميل مثلك الى تصنيف الناس هذا ممانع وهذا معتدل انا اعتبر ذلك اختلاف في وجهات النظر يمكن ان وجهة نظرك لا تتفق مع الاستاذ فواز لكنه باحث متميز في الحركات الاسلامية
تحياني لك

اخر الافلام

.. ما الذي ينتظر إيران في الساعات القادمة؟


.. خامنئي: لا تعطيل لشؤون الدولة بعد تحطم مروحية الرئيس الإيران




.. طالبة بريطانية للوزيرة السابقة سويلا برافرمان: أنت مجرمة حرب


.. آخر مستجدات عمليات البحث عن المروحية التي تقل الرئيس الإيران




.. من هو محمد مخبر خليفة الرئيس الإيراني المحتمل؟