الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكاية ( عليوي أبو العرق , العرك ) مع الخمينية

عادل الخياط

2009 / 2 / 8
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


حكاية مع الخمينية

{هذه المقطوعة البسيطة , هي هدية إلى ميلاد الخمينية القبيحة }

عليوي أبو العرق هذا كان جميل جدا قبل الخمينية , لكنه صار بشع جدا عندما غسلت مخه تلك الخُمينية ! عليوي أبو العرك لا يمتلك أية شهادة , ولا يمتلك أية ثقافة , فهو مِهني كأن يكون فيترجيا أو نجارا أوحدادا أو خياطا أو أية مهنة , لكن المُحور هنا إنه كيف تحول هذا الملاك إلى وحش كاسر بعد غسيل المخ الذي مُورس بحقه من قبل أزلام عمائم الشر في طهران ؟ من المؤكد إن تخلفه يُعد السبب الرئيسي , فالنموذج المُتخلف يكون مادة خام للديانات عموما وليس ديانة بعينها .

في سنة 1986 كان لي آخر لقاء مع عليوي أبو العرق , العرك هذا , كان اللقاء في بيت قديم من الطابوق الأحمر , كان هذا البيت مرتعا للنسيان بشرب الخمر من مآسي الفتيان المُوفدين بالتوابيت من مواقع اللعنة الأمامية , مواقع الحرب الصدامية الخمينية ! كان عليوي حينها يرتدي البدلة الخاكية وعلى وشك الرحيل إلى المجهول , وكان يشرب العرق ودمعته على طرفي عينيه - إحساس كارثي أن تُفرض عليك الوقائع وأنت لا صلة لك بها ! -..قال عليوي حينها : جردني من ذلك المُلك أو القصر الفخم ودعني أعيش وسط هذا الطابوق الأحمر ولكن بـ " حُرية " ! هذه ليست حكمة , وإذا كانت كذلك فإنها تُولد من رحم المأساة ! عليوي قال ذلك لأن بيته الحقيقي يتكون من ثلاث طوابق وأضوائه تضرب في مُنحنيات سوق تلك المدينة , لكنه فضلَ الطابوق الأحمر على فخامة القصر الكبير مقابل العيش بحرية !

لكن ماذا حدث بعد ذلك , ماذا حدث لهذه الفطرة الجميلة حقا , كيف تشوهت هذي الفطرة , كيف تشوهت روح عليوي؟ .. الذي حدث إن " عليوي " قد أُسر من الإيرانيين سنة 1986 في القاطع الشمالي , أي بعد رحيله في تلك الليلة , وبقي في الأسر لمدة 14 سنة , وعندما عاد سنة 2000 فقد كان ممسوخا تماما , مسخته فايروسات آيات الظلام الإيرانية !

عليوي أبو العرق لم يعد ذلك الإنسان الجميل , لم تعد محبوبته " سلوى " التي كان يعشقها بهيام تطرأ على مُخيلته .. وحتى هي , هذه الـ - سلوى - الحُلوة الدافئة " صارت تمقته , تكرههُ لأنه صار بهذه الوحشية ! عليوي صار أشد ضراوة من سيف الجلاد , عليوي صار جشعا أكثر من " خير الله طلفاح " , عليوي يقرأ القرآن كل يوم في الفجر مثل ذو " الثدية الخارجي " الذي قال عنه الإمام علي : إن هذا تجسيدا حيا للنفاق !
ذو الثدية هذا من الخوارج , كان يقرأ القرآن كل فجر , وكان صوته جميلا وصادحا وهو يُجود القرآن , وذات يوم أو ذات فجر من تلك الصباحات , كان الإمام علي بصحبة أحد أصدقائه يتمشى في طرقات " الكوفة " , فسمعا هذا الصوت الصادح وهو يُجود الآيات , فقال له صديقه الذي كان " المقداد " إذا كانت ذاكرتي ليست مُخطئة , قال له ما أشد جمالية هذا الصوت , وعلى الأخص وهو يقرأ القرآن " حينها قال الإمام علي لهذا الصديق : صوته جميل لكن إيمانه مٌزيف , وإنه مثال لإيمان النفاق , وإنه أشد بشاعة من كُل الكافرين والمُلحدين , وإنه سيكون في قعر جهنم ."

"عليوي " على ذات الشاكلة . كان عليوي تزداد روحه جمالية أكثر مع كل جرعة خمر يكرعها , لكنه ظل يزداد بشاعة مع كل تجويدة قرآن يترنم بها عند كل فجر, مع كل تجويدة كانت يد الله تدفعه أكثر فأكثر إلى قعر جهنم السُفلي ! وبشاعاته كثيرة ولا مجال لذكرها ومن المحتمل إنك تتسامح معها , فالتسامح لغة الإنسانية العظيمة, لكن عندما يصل الأمر بهذا الـ " عليوي " إنه يمسك بيد " أمه المريضة المشلولة " ويقول لأختها الكبيرة بالعمر والمريضة كذلك : خذيها , لقد إبتلينا بهذه الجثة , لم يعد بمقدورنا تحملها !!؟ .. أقول عندما تشهد واقعا كهذا فإنك سوف تكفر بكل حرف من هذا القرآن وكل آيات الله في سواقي التاريخ إلى أن تصل إلى البيت المُكعب الملفوع بالسواد في ديار البدو! ثم يتوارد التساؤل التالي بتلقائية : لماذا الدين يُخرب الروح الإنسانية للبشر على هذا النحو من البشاعة ؟

فقد كان عليوي يبكي بحرقة من ألم الفراق , وكان يشمئز من أي سخافة بمشاعر الناس , وكان يعشق الموسيقى , كان يمتلك مئات الكاسيتات لمشاهير الطرب العراقي والعربي . كانت صلته بالحياة لا تحدها الآفاق . لكن الخمينية المقيتة قد حولته إلى صرصور قذر ليست له علاقة بالإنسانية ولا المشاعر ولا المصائر ! وعليوي اليوم هو نموذج للدكتاتور المُصغر , والدكتاتورية بكل ما تعنيه من شذرات : سياسية , إجتماعية , نفسية..
وإذن فإن إنقاذ عليوي يتأتى من القضاء على هذه الخمينية البشعة في عراق اليوم والعالم , النضال ضد شراذم الخمينية ومثيلاتها الظلامية في كل بقاع الأرض يظل قضية سامية في مُعترك هذه الدنيا .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لك التقدير ياعادل
قاسم الدرويش ( 2009 / 2 / 8 - 14:46 )
حقا انها مقالة تلامس شغاف القلوب ويال سعادتى انا حين كنت اقرأذلك من عمر غض حسب الصورة المرفقة لكم
ولكنك اصبت واجدت حيث اهماها الاخرون الطاعنون والذين عاشوا هذه الحرب القذرة والتى اسميتها بما تستحقه تاريخيا وعلميا ونتيجة وهى حرب صدام خمينى مما زادنى تقديرا لكم وثقة لمعرفتكم الدقيقة والصائبة فإلى

اخر الافلام

.. -صانع قدور- و-بائع كمون-.. هل تساءلت يوماً عن معاني أسماء لا


.. حزب الله ينسق مع حماس وإسرائيل تتأهب -للحرب-!| #التاسعة




.. السِّنوار -مُحاصَر-؟ | #التاسعة


.. لماذا تحدى الإيرانيون خامنئي؟ | #التاسعة




.. غزة.. ماذا بعد؟ | ما جديد جولة المفاوضات بين حماس وإسرائيل ف