الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بداية تفسخ الصحافة البرجوازية : حول اللغط الدائر بخصوص جريدة- المساء- المغربية

عبد اللطيف المغربي

2009 / 2 / 9
الصحافة والاعلام


لا يجب ان تغطي بعض القطع الهجائية التي تكتبها الصحافة البرجوازية عن حقيقة موقعها ، فهي مدعوة الى المطالبة ببعض الاصلاحات المضببة التي لا تمس جوهر النظام القائم ، و دون ان تصل ابدا الى الدعوة الى نضال جدي ضد سياساته تكتفي بدر الرماد في العيون عبر خطابها الشعبوي المطاط ببعض النقد الناعم جدا ، و حتى تشدقها بممارسة الفضح و التشهير لا يجب ان يخفي حدود ممارستها تلك ، و ان قامت ببعض دلك فلانها تطمع بالطبع في استدرار عطف القراء من ابناء الشعب و حشرهم في صفها مادامت الطبقات المسيطرة فرنكوفونية الثقافة. و هدا ما تتمكن من تحقيقه الى جانب حفاظها على ود ظاهر مع النظام حين تصير قرون استشعار و تطلق العنان لتحديراتها له من غليان الشعب تخوفا من انفجار الوضع .
الى جانب كل هدا تلعب الصحافة البرجوازية ايضا دور التعتيم على كثير من القضايا ، لا بل انها تشوه كثيرا من الحقائق و لا تتوانى عن مهاجمة كثير من نضالات ابناء الشعب المغربي و من يرجع الى ما تكتبه صحيفة المساء هده و كتبته عن نضالات الطلبة و المعطلين مثلا و تقديمهم كعصابات و مجرمين ومشاغبين و انفصاليين سيصل حتما الى وعي ازدواجية الدور المرسوم لها احيانا كثيرة او الدي ترسمه حينا لنفسها حفاظا على مصالح اصحابها التي تتقاطع مع بقاء هدا النظام الدي تزعق كل حين بشعاراته و تهلل بانجازاته ! .
لا ينبغي ان نسقط من بالنا ان وجود مثل هده الصحافة ضروري للنظام القائم رغم صراعاته معها احيانا او خلافات بعض اجنحته مع بعض ممثليهاتصل احيانا الى اخصائها ماليا عبر محاكم النظام ، لدلك كله ليس هؤلاء الانتهازيون المتسلقون سوى مشعودين رغم تشتدقهم بدلك الطنين من الهجو الشعبوي فهم لا يتاخرون لحظة في التقاط اعطيات البرجوازين الكومبرادور و الملاك العقاريين الكبار ، و لسنا هنا بحاجة الى اعادة التدكير بعلاقات اصحاب المساء بالبعض منهم مادام هدا معروف للكل تقريبا .
من السهل اضفاء بعض الاغلفة الشعبوية على النفاق البرجوازي و يظهر دلك بجلاء كلما كنا امام ازمة ما ، و هدا ما يجعل تبتلها يتعرى امام دلك السقف الواطئ جدا من التحليل الدي يكرس وعيا زائفا ازاء كل مسألة من مسائل الصراع الطبقي الملحة ، و الدي يشوبه كثير من المغالطات المولدة عمدا .
يسمح دلك التارجح الدي تتقنه البرجوازية الصغيرة العاملة بالصحافة بحكم وضعها بالحفاظ على موقعها و مصالحها ، و الحقيقة انه لا يمكننا ابدا لومها على دلك مادام ينسجم مع موقعها من الصراع و طبيعتها المتدبدبة الانتهازية الجبانة . ايضا لا يمكن تفسير تلك التنويعات الكثيرة من الصحف بين الاكثر صفرة و بوليسية و بعضها الاخر الدي يضع مساحيق اشد مفعولا و يتكلم ثرثراته الفارغة بنبرة مناضلة زائفة الا بصراعاتها فيما بين خطوطها المختلفة اولا ثم بالحاجة الى ملئ الفراغ امام تهديد ظهور صحافة شعبية مناضلة قد تجر البساط من تحت ارجلها جميعا، لكنها في كلتا الحالتين تبقى صحافة رجعية تحكمها نظرة ميتافيزيقية ضحلة تحلم بالتوفيق بين التناقضات و التعاون بين جبهات الصراع الاجتماعي - السياسي .
لا يمكننا هنا ان ندعي الا فائدة ابدامن هده الصحافة و يجب ان نرميها كلية مالم تقم بدائل عنها ، لكن وجب ان نشير بالحاح الى ضرورة بناء صحافة مضادة لا تنتحل دور الرقيب الشعبي بل تلعب دورها كاملا في تحليل الاوضاع و تنوير الجماهير و توجيه نضالاتها ايضا و هدا ما يجب ان ندعمه و ان نبشر به على اوسع نطاق ، ودون هدا سنبقى مضطرين للاغتراف من معين الصحافة البرجوازية غير الصافي متجرعين كثيرا من السموم من مياهها، لهدا فمهمة الاسهام في انبثاق صحافة ملتزمة بنضالاتنا كطبقات شعبية ضد التحالف الطبقي المسيطر تبقى مهمهة ملحة لابد ستنجز يوما و سيكون من بين من سيبنجزونها بعض ابناء الشعب الشرفاء الدين يكتفون ببعض التمارين غير الجدية وسط ما هو متوفر من منابر الزعيق البرجوازي .

طبعا كل وضع يستلزم مجمل الشروط المطابقة له ، و تطور نضالات جماهير شعبنا لابد سيبلور صحافته الثورية تلك التي ستعمل داخل مستلزمات قانون الصحافة الرجعي القائم الان و خارجه ايضا بالمنشورات السرية . و هدا ليس بوعيد او دعاوى شخصية لكنه الاتجاه الدي لابد ان التاريخ يسير اليه بالضرورة خلال السنوات القليلة المقبلة ، اد لابد ان يمتلك الشعب سلاحه الايدلولوجي ايضا ، داك الدي يولده نقيضه بالدات الدي هو هنا الصحافة البرجوازية الخرقاء التي بدات تتفشى لسد كل المنافد مستفيدة من دعم النظام السخي لها بالمال و المعلومة.
ادن دور المساء و بعض الصحف التي سبقتهامن اليوميات و الاسبوعيات كالصحيفة و البيضاوي و الايام هو بالضبط ملئ الفراغ و قطع الطريق امام صحافة خاصة متحيزة سياسيا لطبقات الشعب ، و لعب دور المنبه لاصلاح الاوضاع ضمانا لبقاء النظام القائم على وجه الدقة .
طبعا قد ينبري بعض مدمني تلك الجريدة للرد علي هدا ان لم يشتموني لانهم متعلقون سيكولوجيا بالمساء و متعودون على مسكناتها التي تتصور التغيير دون نضال مادي و دون صراع حقيقي كما هو حال شكل كل فكر مثالي محكوم بمجمل نسق المدهب الايديولوجي البرجوازي و محتواه . لكني مستعد لابتلاع اي شيء مادمت مؤمنا ان علينا كثيرا من الصبر في معاركنا على هده الواجهة بالدات ، و ليس دافعي هو الحقد على اي كان او تصفية الحسابات لاني خارج دائرة الصحافة بلباعثي الوحيد الالتزام بقضايا الشعب المغربي و مصالح طبقاته الكادحة و الايمان انه من المستحيل ان تكون الصحافة البرجوازية يوما في خدمة مصالح عموم العمال و الفلاحين الفقراء و معدمي الشعب كما لا يمكنها التعبير عن مطالبهم و تطلعاتهم المشروعة بكل وضوح و دون مواربة أوالانحياز لها دون تردد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - جميل
يوسف توفيق ( 2009 / 2 / 8 - 19:33 )
متفق تماما


2 - موفق
علي متوكل ( 2009 / 2 / 9 - 00:32 )
تحية نضالية. ما رأيك فيمن يهاجم تاسيس منبر إعلامي ثوري و يقول بتحريفية المدافعين عن الفكرة. أتمنى أن تجيبني على الإيميل


3 - تحية نضالية
أحمد العربي ( 2009 / 2 / 9 - 15:45 )
لا يسعني إلا أن أحييك تحية نضالية في البداية كما أحيي كل ضمير حي ارتبط
دلك الإرتباط العضوي بنضالات الشعب المغربي و تضحياته الجسيمة في سبيل التحرر و الإنعتاق من هيمنة الصحافة السائدة التي لا تسعى إلا لتكريس الأوضاع السائدة في هدا البلد من خلال التعتيم وتقديم تحليلات مبسطة تبتعد كل البعد عن دور الصحفي الطلائعي و مهنيته من جهة و القضايا المرتبطة بهموم الجماهير و مشاكلهم الإجتماعية و السياسية والإقتصاديية ...تحية نضالية


4 - أية برجوازية؟
مختار ( 2009 / 2 / 9 - 15:59 )
الخطر الداهم قادم إليكم من الإسلاميين الفاشيين وأنتم ما زلتم تتغنون بشعارات يسارية بلهاء
أما الجماهير الشعبية التي تؤلهونها فهي عبارة عن عامة دهماء لو أجريت انتخابات حرة لانساقت كلها وراء الإسلاميين ببرامجهم الوهمية التي تكفر الجميع: اشتراكيين ولبراليين.
هاك ما كان يقوله علي بلحاج أبرز قادة الجبهة الإسلامبة للإنقاذ في الجزائر ي مقالات نشر في المنقذ (جريدة الجبهة الإسلامية للإنقاذ) في غفلة من الجميع قبل أن يغرق أتباعه الجزائر في حمام من الدماء دام أكثر من عشر سنوات: (ومن تلك البدع الفكرية الخبيثة التي استحوذت على ألباب الناس وأخذت بمجامع قلوبهم وهتف بها الكبار والصغار والأبرار والفجار بدعة الديمقراطية... فهم في غفلة عن سمومها القاتلة وأسسها الكافرة.. ومن أجل ذلك جردت قلمي من غمده (هكذا) كي أبين ما وراء هذا المصطلح الوافد علينا من بلاد الكفر من عقائد فاسدة ومفاهيم فاجرة تصادم الإسلام في الصميم). وهو يقول في نفس المقال بأنهم (يرفضون الديمقراطية لأنها تسوي بين الكفر والإيمان ولأنها تطلق الحريات التي هي شعارات الماسونية لإفساد العالم ولأن الحريات إذا لم تقيد بالشرع إنما هي فوضى وانحلال وإباحية ولأن الحرية المطلقة تناقض مقام العبودية لله).
علي بلحاج كان جاهلا ولكنه لم يكنه غبيا فا

اخر الافلام

.. معاناة متفاقمة للفلسطينيين وتعثر التهدئة بسبب مواقف نتنياهو 


.. مصرع المئات بعد فيضانات مدمرة في أفغانستان ?




.. مشاهد لنسف الجيش الإسرائيلي بقايا مطار ياسر عرفات الدولي شرق


.. حزب الله: هاجمنا 3 أهداف إسرائيلية في مزارع شبعا المحتلة وثك




.. يوم ملتهب في غزة.. قصف إسرائيلي شمالا وجنوبا والهجمات تصل إل