الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


واحسرتاه على الهزيمة وغزة الجريحة

طاهر مرزوق

2009 / 2 / 8
القضية الفلسطينية


نعم واحسرتاه على أبناء غزة الذين قتلوا فى سبيل أن يحيا قادة حماس ، واحسرتاه على الأكاذيب التى أطلقها عملاء سوريا وإيران أصحاب النصر الإلهى المزعوم ، واحسرتاه على القادة العرب الذين يخافون من العمليات الإرهابية التى يمكن أن تطالهم من مجاهدى حماس وحزب الله ولم يستطيعوا أن يعلنوا مواقفهم بصراحة وبحزم ليقف العملاء عند حدودهم ويوقفوا إطلاق صواريخ الخيبة والعار التى حصدت أكثر من ألف جثة من أبناء غزة ودحرت قادة حماس المقاومين إلى جحورهم كالفئران .
واحسرتاه على النظام السورى العميل الذى يسمح بإقامة مهرجان فى دمشق بأسم " وأنتصرت غزة " تقيمه جميع فصائل المقاومة الحماسية فى دمشق ، يا لها من أكذوبة كبيرة بحجم تاريخهم الكبير فى النفاق والخداع وتزوير الحقائق ، واحسرتاه على ذلك النظام السورى والموالين له الذى يحتفل مع الهاربين من حماس من جحيم الحرب والقتل بأنتصار مقاومة أهالى غزة أمام الأحتلال الذى سحق الأبرياء ليتنعم قادة حركة حماس فى سوريا بالاحتفالات وتلقى الهدايا ومنها سيف الأنتصار الذى تسلمه القائد المغوار مشعل .
ألا يخجلون من أنفسهم وهم يحتفلون بالنصر الزائف ويعرفون كمية المعاناة التى يعانيها أهل غزة والخراب الذى أصاب منازلهم ومؤسساتهم ؟ ألا يخجلون وهم يشاركون بالأغانى والرقصات الشعبية " الأهازيج الشعبية " بينما أخوانهم فى غزة يموتون جوعاً ويعيشون فى العراء وأهالى الموتى يبكون ذويهم ؟ إنها هزيمة الضعفاء الذين يصنعون لأنفسهم عالم من الأحلام يعيش فيه ما دام بعيداً عن نيران الحروب ، إنها الهزيمة الإلهية التى صنعها أبطال الهزيمة الحمساويين .
لقد رأيت صورة لهؤلاء القادة الحمساويين فى هذا المهرجان وهم جالسين مرتدين الكوفية الفلسطينية ولاحظت أنه لا يوجد بينهم شخص نحيف الجسم والبدن بل الكل بلا أستثناء ضخام الجثث مما يتنعمون به من خيرات على حساب الموتى من أبناء غزة المخدوعين بالشعارات الحمساوية والمقاومة الإسلامية ، إنكم حقاً شعوب تموت وتحيا بالشعارات والكلمات الخطابية والأشعار الحماسية التى لا تنتهى.
هل صور الجرحى والقتلى وصور الدماء التى تملئ وجوه المئات من أهل غزة هل تعتبرونها أنتصاراً أم هزيمة لجرائمكم ؟ هل صور الجثث التى خلفها الأستهتار الحمساوى عندما لعب بالنار يسمى أنتصاراً يا بشر ؟ إنهم لا يعرفون الخجل ورددوا نفس الكلام من قبل فى الدوحة عندما أقاموا الأحتفالات بهذا النصرالمزيف وقال خالد مشعل فيه " نعم أيها الإخوة والأخوات؛ هو نصرٌ حقيقيٌ ما جرى، غزة انتصرت غزة وانتصرت القضية وانتصر الشعب الفلسطيني وانتصرت أمتنا وانتصر الحق رغم أنوف الظالمين والمعتدين. " . نفس اللسان ونفس الخطاب ونفس الكذب وكأن العالم قد أصابه العمى لا يبصر الجريمة التى أرتكبها مشعل وأعوانه.
ألا يوجد عقلاء بين العرب ليقولوا لهؤلاء النائمين فى العسل الجالبين للدمار : إنها هزيمة نكراء يا مقاومى حماس ، ليتكم ترجعون إلى أنفسكم وكفاكم ما أرتكبتموه من جرائم فى حق الشعب الفلسطينى من تشريد وتجويع وقتل ، الكل رأى كيف تضحون بالمدنيين فى سبيل أن تنجو بأنفسكم ، وهذا ما أثبت بالدليل العملى أنكم جماعة إرهابية ولستم حركة مقاومة .
إن الحالة المأساوية التى يعيشها أهل غزة صنعتها حماس ومستمرة فى الأستهتار بحياة الأبرياء من البشر ما دامت مبادئهم وعقائدهم يستمدونها من إيران وسوريا والموالين لهم من جهلة العرب الذين لا يريدون سماع صوت العقل صوت العصر والحداثة، لكنهم يفضلون سماع أصوات التخلف الرجعى الذى يهدم ولا يبنى حياة الإنسان.
إن السلام هو الحل الوحيد الذى يجب أن تعترف حماس وقادتها به وتقوم بالأعتراف بذلك علنياً بدلاً من المقولات الأستهلاكية الغوغائية التى أعتادها العرب المسلمين بإلقاء إسرائيل فى البحر وتدميرها والقضاء عليها ، فهذا الكلام لا ينفع فى عصرنا الحالى ، ومهما تفعل حركة حماس فذلك لن يعطيها اية شرعية إلا شرعية ما أرتكبته من جرائم بحق شعبهم وقضيتهم الفلسطينية.
إن الأحتفالات بالهزيمة هى من مميزات الفكر العربى الضائع الذى يعانى من الامراض العقلية التى تحاصره ويتمسك بها لأنه يشعر بأنها جزء لا يتجزأ من كيانه التاريخى الذى يصور له أنه خير بنى البشر حتى ولو كان يعيش فى قمة التخلف وفساد الأخلاق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حقا وا حسرتاه
عمرو الخيّر ( 2009 / 2 / 7 - 22:54 )
يبدو واضحا أن مقاربة مثل هذا الإشكال لا يمكن أن تخرج عن حدود التعيين الفلسفي لوضعية العقل البشري في سياقه التاريخي الطويل ، وهو أمر يحتّم البحث الدائم عن جذور مرتهنة أساسا لفاعلية العقل بوصفه فرضية تحقق إشكالي لكل ما هو مختلف وفق منظومة المعرفة الإنسانية .

تأسيسا على ذلك يبدو أن أهم ما يمكن ملاحظته في موضوع الزميل طاهر أعلاه هو دعم ادعاء التباين بين عقلانية الإمام علي وما بلورته من -ملحقات- في تقنين القواعد الإسلامية من جهة، والتماثل الراديكالي للأصولية المقيتة التي تتبناها الأفكار الدينية عموما.

وهو أمر مشكل مرده التحكم السهل للاختلاف الظاهري الذي أعلنته بعض المقولات الفلسفية الشائعة في سياق تفريقها بين مفهومين يعتمدان على متن منهجي واحد. ولعل ذلك يمكن الإشارة إليه في ضوء الاتفاق على تعريف -العاقل- حسب الفلسفات المادية ، التي تحدده وفقا لصيغة جدلية متزامنة إيحائيا مع رؤى ميتافيزقية خاصة .

وعلى مستوى آخر، يبدو أن التزام السفسطائيين بإدراك واقعي لمعنى - العقل - في مقابل - اللاعقل - هو ما يجعل من تمييزهم حكما لا يستند إلى أي يقين منهجي مقبول؛ إذ إنه يفرط بحقيقة التوافق الإجرائي التام بين معطيات المنطق الفلسفي كما حدده كلود ليفي شتراوس في بحثه عن البنية العميقة للعق


2 - من المسؤول
ابراهيم علاء الدين ( 2009 / 2 / 8 - 17:20 )
الاستاذ طاهر مرزوق
تحية واحترام
افق تماما مع كل ما ورد بالمقال واحييك على جرأتك بالانحياز القوي للسلام.
لكن الا يجب علينا يااخي ان نسأل انفسنا عن من هو المسؤول عن كل هذا التضليل والضلال الذي نشرته حماس كنموذج للاصولية الدينية المتخلفة..؟
واذا سألنا.. الا نجد اننا مسؤلين عما الت اليه الاوضاع عندما اقصرنا في القيام بواجبنا في دحض الافكار الاصولية الرجيعية، وتركنا الناس نهبا لافكارها واوهامها وضلالها..؟؟
الا تجد بان اليسار العربي عموما بكل تلاوينه شريك بالجريمة عندما تخلى عن الطبقة العاملة لتسرقها حماس برشوتها باعطائها مصلى تصلي عليه و3 كيلو لحم ، الم تستقطب حماس غالبية القلاحين في القرى الفلسطينية بهذه الرشوة..؟؟
الا تجد ان الاعلام المستنير مفقود ومحاصر ولا يعمل رواد التنوير شيئا لكسر احتكاره من قبل قوى الظلام وشيوخ الافتاء..؟
عديدة هي التساؤلات التي يمكن ايرادتها وكلها تشيع في النفس احباطا والما.
لكن المهم الا يستدعي ذلك ان يبادر البعض بخطوة جدية لمحاصرة هذه الافكار المريضة حتى يتم سحب البساط من تحت اقدام حماس وشركائها من دعاة الظلام.
مع خالص مودتي واحترامي

اخر الافلام

.. فرنسا: القيادي اليميني المتطرف إريك زمور يتعرض للرشق بالبيض


.. وفد أمني إسرائيلي يزور واشنطن قريبا لبحث العملية العسكرية ال




.. شبكة الجزيرة تندد بقرار إسرائيل إغلاق مكاتبها وتصفه بأنه - ف


.. وزير الدفاع الإسرائيلي: حركة حماس لا تنوي التوصل إلى اتفاق م




.. حماس تعلن مسؤوليتها عن هجوم قرب معبر -كرم أبو سالم- وتقول إن