الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نتئج انتخابات مجالس المحافظات..دروس وعبر

عبد العالي الحراك

2009 / 2 / 8
مواضيع وابحاث سياسية



اظهرت نتائج انتخابات مجالس المحافظات في العراق التي اجريت مؤخرا, فوزا لاحزاب الاسلام السياسي ولو بطريقة اخرى , تختلف عن الطريقة السابقة التي اجريت في عام 2005 ,حيث كانت تتمحور في تحالفات طائفية علنية.. اما الان فقد ظهرت اكثر تنظيما وهدوءا واستقرارا ,و بمظهراقل طائفية واكثر وطنية ,بعد ان تفككت المحاور الطائفية نتيجة تناقض المصالح وطفوها الى السطح واشتداد الصراع السياسي, وكان متوقعا بعد ان استشعر قادة معظمها وخاصة حزب الدعوة الاسلامية الذي يقوده رئيس الوزراء نوري المالكي خطورة استمرار النهج الطائفي وانعدام الجدوى والفائدة من تحالفسياسي مزعج مع التيار الصدري وممل وهابط المستوى مع المجلس الاسلامي الاعلى, الذي اصاب قيادته الطمع و الغرور, نتيجة اغراءات الحكم والسلطة وتحركات قادة التحالف الكردستاني اخيرا حول منح صوتهم لعادل عبد المهدي كي يكون رئيسا للوزراء في حالة الاتفاق على اسقاط حكومة المالكي عند انتخاب رئيس جديد لمجلس النواب او فوزه الانتخابات البرلمانية القادمة وتجاوزه على المالكي, لاسباب خلافية للتحالف الكردستاني مع المالكي, نتيجة مواقفه ذات الصبغة الوطنية وتصريحاته التي تصب في المصلحة الوطنية التي يراها التحالف الكردستاني في الضد من مصالحة القومية الانعزالية .. وكذلك لا تستجيب لمصالح المجلس الاعلى ولا تلبي طموحات قياداته التي تسعى للسيطرة على رئاسة الوزراء والترويج لفيدرالية الجنوب الطائفية, التي تهز الوحدة الوطنية وترمي بالعراق ضعيفا امام المطامع الايرانية واستمرار تدخلها والحاقه بها سياسيا واقتصاديا وامنيا.. ان الفوز الوطني للمالكي في الانتخابات ما زال مبنيا على اسس طائفية, لانه ينتمي الى حزب اسلامي سياسي يدين للمذهب الشيعي ويهدف الى بناء الدولة الاسلامية على مبدأ ولاية الفقيه حتى وان سلك طريقا اطاح بموجبه بالقوى الاخرى التي اثارت المشاكل والعنف والفوضى في حملاته العسكرية, الا انه لم يحقق مصالحة وطنية حقيقية ولم يلبي حاجات الشعب في الخدمات والاعمار والقضاء على الفساد وفي تطوير واستقلال اقتصاد البلاد ولم يساعد عمليا في اعادة المهجرين والمهاجرين الى العراق .الذي تحقق من واجباته وهوعلى رأس الحكومة صفحة واحدة الا وهي صفحة الاستقرار الامني النسبي ,الذي يبقى مهددا بالانهياراذا لم تعززه اجراءات سياسيةاخرى بأتجاه الوحدة الوطنية وخدمية تلبي طموحات الشعب وتوفر احتياجاته الاساسية.. لم يحصل تغير جوهري في توجه الناس في هذه الانتخابات ,فنسبة المشاركة لم تكن بالمستوى المطلوب ,ومستوى التغيير كان تعبيرا عن رفض الطائفية السياسية واحزاب الاسلام السياسي العنفية والشديدة الطائفية والمرتبطة بجهات اجنبية وفي مقدمتها احزاب ايران, حيث ظل الشارع السياسي شارعا اسلاميا, وظل الوعي العام وعيا تقليديا. وهنا تأتي اهمية الدرس والعبرة التي تقول ان قوى التيار الديمقراطي واليساري لم تؤدي واجباتها كما يجب ولم تحضر في الساحة السياسية وقد تكون معذورة من جانب قلة الفترة الزمنية المتاحة للحركة بين الناس, بسبب انتشارالعنف السابق خاصة في محافظات الجنوب واستمرار المعارك هناك والضعف الاقتصادي وانعدام التمويل المالي لهذه القوى السياسية والوطنية والديمقراطية واليسارية.. وهي اسباب في تقديري ليست معيقة الى الحد الذي اظهرت فيه الانتخابات تدني في حصول قوى هذا التيار على الاصوات المطلوبة, لو انها تحركت بفعالية, ولو توحدت قواها التي تعرف جيدا بانها لا يمكن ان تحقق حضورا في حالة استمرار تشتتها وانقساماتها .
اول المقصرين هو الحزب الشيوعي العراقي ولا اقول اليسار لان اطرافه الاخرى اتخذت موقفا سلبيا من الانتخابات ولها في ذلك مواقفها ورؤاها النظرية المعينة. فالحزب استمر خارج اللعبة السياسية على المستوى العملي خاصة في جانبها الانتخابي منذ البداية ولم يطوره في الانتخابات الاخيرة, رغم مشاركته في العملية السياسية , وهولم يستفد من فرصة وجوده في تلك العملية حيث استثمر وجوده من قبل الاحزاب والقوى الاخرى في العملية السياسية ولم يستثمره لصالحه.. اي ان قيادته لم تجد اللعبة السياسية وخاصة الانتخابية, فكانت متأخرة في اعلان قائمة مدنيون وغير نشطة في الترويج لها وتعتب على اطرافها ولا تعتب على نفسها في ضعف النشاط ولم تستطع ان تكون مصدر ثقة للاخرين كي ينتموا الى حزبها اويتحالفون معه او يعطوه اصواتهم. فالمئات من الاشخاص والقوائم التي شاركت في الانتخابات تعني هدرا في اصوات مئات الالاف من الناس المتحمسين للمشاركة والادلاء باصواتهم.. وقد يكون ضعف المشاركة بسبب رفض ظاهرة تشتت القوائم وتعدد شخصياتها التي توحي للناخب بان هذه القوائم وهؤلاء الاشخاص لهم مقاصد شخصية ومنافع محدودة.. رغم اندفاع شخصيات ثقافية يسارية تدعم الحزب ومرشحيه واصدقائه بالدعاية ودعوة الناس للمشاركة في الانتخابات ويبدو ان هذه الاصوات ادت ما ادته من واجبات وطنية,الا ان الحزب ظل خارج اللعبة الانتخابية وهي ورقته الاولى والاخيرة.. قد يكون عدم اشتراك العراقيين في الخارج في الانتخابات سببا اضافيا في فشل التيار الوطني الديمقراطي واليساري ,لان غالبية الاعداد في الخارج تنتخب مرشحي هذا التيار.. وهنا يأتي دور الحزب الشيوعي في ضرورة الضغط باتجاه شمولهم بالمشاركة في الانتخابات ,اثناء مناقشة القانون في البرلمان او من خلال علاقاته مع القوى والكتل السياسية, ذات التوجه الوطني الديمقراطي او المعادي للطائفية.. ثم كان بامكان هذه الاعداد الغفيرة ان تعود الى الوطن ولومؤقتا للمشاركة في الانتخابات بتوجيه من الحزب او لدعم الحزب ماليا واعلاميا في حملاته الانتخابية.
ضرورة تغيير السياسة من قبل قيادة الحزب دون الاستمرار معزولا عن الناس.. وضرورة ان تتوحد الشخصيات الوطنية الديمقراطية في كيان حزبي واحد او في تحالف وليكن انتخابيا.. فان لم تتوحد قوى اليسار لأنها متناقضة ومتصارعة في الرؤى والمواقف من العملية السياسية, فيجب ان تتوحد القوى الوطنية الديمقراطية, لان تناقضاتها ليست اساسية وهي تؤمن جميعا بالعملية السياسية, اما المصالح الشخصية فلا تتحقق عبر المشاركة بمئات القوائم الانتخابية. لم يتمكن الحزب الشيوعي العراقي من اظهار نفسه وبرامجه امام الناس, رغم فشل الاخرين من احزاب الاسلام السياسي, وقد تمكن هؤلاء الاخرون من تغيير اللعبة السياسية واستخدام معظمهم لخطاب وطني وتغيير اسمائهم وشعاراتهم في سبيل ضمان نجاحهم في الانتخابات وقد تحقق لهم ذلك بصورة اجمالية رغم بعض الاختلافات. اذ لم ينشط الحزب حركته من جديد ويقوي الديمقراطية فلن تساهم الديمقراطية ذاتها في تقوية موقفه وحضوره السياسي حيث ان الديمقراطية الحالية في العراق فرصة لمن يعرف استغلالها وتقويتها لصالحه وقد استغلتها احزاب سياسية اسلامية.. فكيف يتأخر حزب شيوعي عن استغلالها والاستفادة منها ؟ وكيف تتأخر احزاب وشخصيات وطنية ديمقراطية؟؟ ارجو ان لا تركنوا الاسباب فقط للظروف الموضوعية.. فظروفكم الذاتية اشد بوسا وتأخرا. كما ان تشبث الحزب بالماضي افسد عليه امكانية الحركة في الحاضر ,حيث التزم باسمه وتخلى عن جوهره ,في وقت كان العكس هو الصحيح اي ان يطبق جوهره والافضل ان يغير اسمه الى حزب للشعب او بمعناه, افضل من التذلل للاحزاب الاسلامية ودفاعه المستميت عن موقفه الايجابي من الدين ومشاركته في المراسيم الدينية ومن ضمنها مواكب اللطم والعزاء وما شابه... فهي ممارسات اكل الدهر عليها وشرب ..الحزب بحاجة الى تجديد في كل شيء والا سيصبح عالة على نفسه وعلى كوادره. ان ابتعاد الحزب ماديا وليس بالكلام العاطفي عن الجماهير وهي تعاني وعدم ارتقائه في خطابه السياسي عن مستوى العملية السياسية افقده الاستفادة من دعم هذه الجماهير له ولمرشحيه في فرصة ذهبية الا وهي الانتخابات التي جرت في اجواء فشل احزاب الاسلام السياسي, الا ان الجماهير لم تجد غير هذه الاحزاب التي عرف قادة بعضها اللعبة فغيروا الخطاب وغيروا الاسماء والشعارات وكسبوا الاصوات,وكان المالكي مثالا(اضافة لجهازه الحكومي والاموال التي تحت تصرفه).. اما الحزب الشيوعي العراقي فماذا عمل وماذا غير؟
ان استمرار الاخفاقات في صفوف الحزب الشيوعي العراقي وعموم التيار الوطني الديمقراطي تتحمل مسوليتها قيادة الحزب والكوادر المتقدمة,وهي مدعوة للتحرك والتجديد والتغيير, والا فالالغاء والتحول الى حزب وطني ديمقراطي افضل له بكثير من حزب ايديولوجي, لا تجيد قيادته التصرف الوطني بهذه الايديولجية الخلاقة. لا يجوز لوم الناخب قبل لوم النفس وقبل المراجعة والنقد الصريح والواضح, فلو حقق الحزب تقدما لقال ان الناخب واع وان الحزب نشيط, وبوعي الاول ونشاط الثاني قد تحقق التقدم, بينما الحقيقة ان الناخب العراقي هو ذات الناخب وبحسه الوطني ومرجعياته الموجودة والمتغيرات في الميدان قد تأثر بها وانتخب.. وامتنع اخرون لاسبابهم,ولم يكن للحزب دور يميزه في التأثير حتى ينتخبه غير كادره واصدقاؤه المقربون, وهو كادر قليل في الداخل ومحروم في الخارج. كان احرى بالحزب ان ينشط وطنيا ويعرف طريق التحالف المجدي ويطرح الامور الوطنية التي تنافس اطروحات الطائفيين وهي اطروحات غير صادقة ويلم شمل هذه المئات من الاشخاص والقوائم,لكنه لم يعرف تحقيق التحالف الناجح في (مدنيون) فكيف يحققه على ساحة اوسع. كان تأثير شخصيات مثقفة كالاستاذ جاسم المطير والاستاذ ياسين النصر والدكتور صادق اطيمش وقائمة طويلة من المثقفين والوطنيين, على الناس في العراق في سبيل المشاركة الايجابية في الانتخابات عبر الانترنيت اكثر وضوحا من خطابات قيادة الحزب, واعتقد بان الاحباط الذي اصابهم واصاب غيرهم ليس قليل, رغم انهم يتحملون واخرين غيرهم مسؤؤلية احداث التغيير في سياسة الحزب ومنهجه عن طريق النقد والتقويم والمصارحة وليس عن طريق المجاملة والتعامل الاخلاقي والصداقة, بدون مقابل فعل سياسي وطني على الارض.
لم تنفع الانفعالات العاطفية للبعض والهوسات والشعر الشعبي في استنهاض الجماهير,لان الحزب كما اعتقد كان بعيدا حتى عن هؤلاء وعن هوساتهم وانفعالاتهم التي لم يجددوها ولم يطوروها ..فمن كان يتقبل الهوسات الشعبية في يوم ما, صارالان يستمع ويردد شعارات خطباء المجالس الحسينية و(رواديد) اللطم والعزاء والمسيرات المليونية المتواصلة.لم يستطع الحزب استغلال بدء التوجه اللاديني للناس نتيجة فشل احزاب الاسلام السياسي خلال الخمسة سنوات الماضية وانكشاف شعاراتهم وبطلان خطابهم, لانه لم يطرح القضايا الوطنية بقوة الخطاب الشيوعي وذكائه, تلك القضايا التي فشلت فيها تلك الاحزاب, وانما استمر يجاملها ويطالبها وينصحها ..وهنا فرق كبير بين المجاملة والمطالبة والنصح للاخرين ومخاطبة الجماهير مباشرة. الدروس والعبر عديدة.. فمن يقرأ ومن يدرس ومن يعتبر؟؟؟. عبد العالي الحراك 6.2.2009








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اختلفنا محبة واللتقينا محبه
ذياب مهدي محسن ( 2009 / 2 / 8 - 04:32 )
مابين، بين؟ العراق ...د الحراك...سلام سلاما... يوما انتقدتني وانا احبك ولكن اتصور كنت انا على صح وهذا لايجعل للود مسأله قانونيه...كنت تنادي بوحدة او اتحاد او تحالف اليسار ورميت جام غضبك على الحزب وقيادته وتجاملت مع الاخر؟ المهم الان في هذا المقال وحسب رأي المتواضع...! ان اجمله ما شخصته وشخصه الاخرين ...؟وليس من يدعي اليسار من الاولين والتالين؟؟؟ اشكرك ومعك، فهذا القول(لانه لم يطرح القضايا الوطنية بقوة الخطاب الشيوعي وذكائه, تلك القضايا التي فشلت فيها تلك الاحزاب, وانما استمر يجاملها ويطالبها وينصحها .) حلو...؟هكذا علينا في المرحله القادمه ...؟واريدك كما تعرفني ربما انا ابن طيبة الفرات واهل العراق وانت منهم....بوركت حين تكون بعيدا عن الانفعال ومزيدا من الهدوء حين تتأجج العواطف؟ وهذا حقك وهذه محبة دمتم مسره رغم؟ احيانا؟ لكنك من عشاق العراق ورياحينه؟ ورضيت ام أبيت أنت رفيقي... انا ويافشله من جلمة انا...!؟


2 - التشخيص النظري للاخطاء مهم ولكن الاهم العلاج اي المحك العملى
كامل الشطري ( 2009 / 2 / 8 - 10:37 )
الاستاذ العزيز عبدالعالي الحراك تحياتي لك

ان تشخيصك للاخطاء والاداء العملي المتواضع لقوى اليسار العراقي على الساحة العراقية والذي يشكل محوره الاساسي الحزب الشيوعي العراقي كان تشخيصآ صائبآ واتفق معك فيما طرحته
ولكن الاشكالية الكبرى تكمن في قدرة القوى الفاعلة في اليسار العراقي وخصوصآ قياداته على اتخاذ مواقف وقرارات تتجاوز الحواجر الايدلوجية والنفسية والعاطفية واشراك قواعتها في تلك القرارات المصيرية في حياتها الحزبية الداخلية وعلاقتها بمتطلبات الجماهير الشعبية لعموم العراقيين من خلال دراسة الواقع العراقي دراسة مستفيضة علمية بحثية واستطلاع واسع لرأي القواعد الحزبية و واشراك شرائج واسعة ومختلفة الرؤى من من ابناء الشعب العراقي والخروج بخلاصة نطرية شاملة تتبلور من خلالها جملة من الاسباب والنواقص والاخفاقات النظرية والعملية والتي ادت الى الهزائم المتكررة لقوى اليسار العراقي وعزوف الجماهير العراقية عن اسنادها ودعمها لهم هذه الهزائم الانتخابية والتي اعتبرها انا استفتاء شعبي كبير و واسع على إداء ودور اليسار العراقي وتأثره في مجريات العملية السياسية الديمقراطية وتحقيق آماني وحاجات في الحرية والديمقراطية والعيش الكريم في وطن كوحد حر وديمقراطي يتساوى فية كل ابناء الشعب وفي كل مناحي الح

اخر الافلام

.. سرايا القدس: خضنا اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال في محور ال


.. تحليل اللواء الدويري على استخدام القسام عبوة رعدية في المعار




.. تطورات ميدانية.. اشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحت


.. ماذا سيحدث لك إذا اقتربت من ثقب أسود؟




.. مشاهد تظهر فرار سيدات وأطفال ومرضى من مركز للإيواء في مخيم ج