الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسباب إخفاق الشيوعيين في انتخابات مجالس المحافظات

عماد الاخرس

2009 / 2 / 9
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لقد أظهرت نتائج انتخابات مجالس المحافظات إخفاقا كبيرا لمرشحي الحزب الشيوعي العراقي وفى كافة المحافظات العراقية !!.. لذا فالمقال الجاري يستعرض دراسة وفتح باب النقاش لأهم النقاط التي تقف وراء ذلك .
ومن البداية أقولها لرفاق وأصدقاء الحزب .. رغم عدم حصول المرشحين الشيوعيين على مقاعد انتخابيه في مجالس المحافظات إلا إن هذا لا يعنى بأنها النهاية للحزب الشيوعي العراقي المشهود لتاريخه الطويل في النضال الوطني بل على العكس من ذلك يجب أن يكون هذا الإخفاق حافزا قويا لكم لمزيد من الإصرار والعزيمة للفوز في الجولات القادمة بعد تشخيص كافة السلبيات و علاجها .
ولكي نقطع دابر اليأس والتشاؤم والبدء بالعمل علينا الاعتراف بان الحزب قد حقق في هذه الانتخابات نصرا كبيرا باختراقه كل الحواجز والأطواق التي فرضها عليه النظام الديكتاتوري البائد وتبعها تهم الإلحاد بسبب هيمنة الأحزاب الدينية ونتائجها من استهداف وإرهاب المتطرفين .. فرغم كل ذلك تم تعليق اللافتات والملصقات التي تحمل اسم الحزب الشيوعي وأسماء مرشحيه على الجدران في كافة مناطق العراق من مراكز المحافظات والاقضيه والنواحي وحتى القرى رغم هشاشة الاستقرار الأمني .
إن الغرض من هذا المقال هو أن تقوم قيادات وقواعد الحزب الشيوعي في محافظات العراق كافه بتقييم أدائها في هذه الانتخابات على أن يتم اعتماد الصراحة المطلقة البعيدة عن المجاملات في تحديد الأخطاء والمعوقات وبالتالي وضع البرامج والخطط المناسبة لعدم تكرارها مستقبلا.
وعلى الجميع أن يفهم بان هذا الشكل من التحديد لا يعنى الطعن بعمل احد من الجهاز الحزبي سواء كان على مستوى القيادة أو القاعدة بل المقصود منه عدم تكرار هذا الإخفاق .
وقبل بدء النقاش هناك نقاط مهمة لابد من الإشارة لها .. الأولى.. إن المناقشة المطروحة في هذه الدراسة مفتوحة وأتمنى أن يشارك فيها كل من يجد نفسه مهتما بالحزب الشيوعي العراقي ودوره في الساحة السياسية .. والثانية .. ليس من الضروري أن تتوفر أسباب الإخفاق مجتمعه في موقع واحد من مواقع الحزب ولكن قد يتوفر احدها في مكان ما دون الآخر . .. والثالثة .. إنها لا تتعلق بالخروق الانتخابية وبصراحة أكثر لا نريد التهرب وخداع النفس بتعليق الإخفاق على شماعة الآخرين.
لذا فالمقال سيكون مهتما فقط بنقاش الأسباب العامة المتوقعة للإخفاق والمرتبطة بالظروف الموضوعية السياسية التي جرت فيها الانتخابات والذاتية المتعلقة بالهيكل التنظيمي للحزب .
بالنسبة للأسباب المرتبطة بالجانب السياسي ..
1) على الجميع أن يفهم بان صراع انتخابات مجالس المحافظات التي خاضها العراقيون مؤخرا هي صراع مذهبي وليس حزبي .. والكل يعلم بان الشيوعيين بعيدون كل البعد عن هذا الشكل من الصراعات مما قلل دورهم فيها .. أي أن التسابق المذهبي والخوف المحاصصاتى بين الناخبين للحفاظ على الحصة الانتخابية المذهبية الأعلى هو الصفة السائدة في هذه الانتخابات.
2) الفتاوى الدينية التي تعرض لها الشيوعيين قبل المعركة الانتخابية من قبل البعض من رجال الدين .. وهذا جانب آخر مهم كان له تأثير كبير على الناخب والكل يعلم الجذور التاريخية لهذه الفتاوى .
3) الإرهاب وسوء الوضع الأمني الذي تعيشه البعض من المحافظات العراقية والذي ترك أثره الكبير على الشيوعيين بسبب خصوصية استهدافهم من قبل التيارات الإسلامية المتطرفة والمعروفة بفهمها الخاطئ السلبي لبرنامج الحزب ونظامه الداخلي .
4) طرق الأبواب وشراء الذمم بالأموال والهدايا .. وهذه السياسة مارستها الكثير من الأحزاب ولكن لم يلجأ لها الشيوعيين لاعتمادهم على برنامجهم الانتخابي حصرا.
5) المبالغة السلبية في نتائج الاقتراع بحق المرشحين الشيوعيين وفى المحافظات العراقية كافه تولد شكوكا بأنه قد تكون هناك مؤامرة متفق عليها مسبقا بين البعض من القوى الإسلامية أو القومية والاحتلال الامبريالي الأميركي بسبب توافقهم في مواقفهم المعادية للحركة الشيوعية العالمية .
6) تسمية الحزب الشيوعي التي لازالت تمثل للبعض من العراقيين كلمه مخيفه ومرعبه بسبب فهمهم لها بأنها تعنى الإلحاد والزندقة ولازالت القلة تفهم بان هذه المفاهيم هي سلاح الإسلام السياسي الوحيد لإقصاء الشيوعيين عن الساحة السياسية .
7) هاجس الخوف الذي لازال يكبل البعض من رفاق وأصدقاء الحزب بسبب الاضطهاد والاعتقال والسجون والإعدامات التي تعرض لها رفاقهم في السنوات السابقة ومنذ تأسيس الحزب ولغاية اليوم .
إن خلاصه الإخفاق المرتبط بالجانب السياسي تتعلق بسوء فهم موقف الحزب من الأديان .. لذا فعلى القيادات الحزبية التفكير بالوسائل والحلول الواجب اتخاذها لاحتواء هجمات وفتاوى الإسلاميين وإيقافها عند حدها .. وعليهم الإجابة على الأسئلة التالية قبل بدء المعركة الانتخابية القادمة.. ابدأها .. هل استطاعت قيادة الحزب ابتكار الوسائل الذكية اللازمة للتصدي لفتاوى الإسلاميين ؟ هل تم إصدار كراسا أو منشورا خاصا بهذا الموضوع وهل تم إيصاله إلى كل فرد عراقي ؟ وأخيرا .. هل هناك إمكانية لتحالف الحزب مع الأحزاب الدينية المهيمنة على الساحة السياسية لإطفاء نار هذه الفتاوى؟
أما أسباب الإخفاق المرتبطة بالجانب التنظيمي ..
1) ضعف الإعلام المركزي للحزب وغياب دوره في التأثير الجماهيري .
2) شيوع ظاهرة الفوضى الدعائية بسبب عدم وجود خطط مدروسة للدعاية الانتخابية مما أدى إلى التوزيع العشوائي للملصقات والبوسترات وتركيزها في مناطق ما وخلو مناطق كثيرة منها .
3) قلة المؤتمرات الحزبية والندوات الجماهيرية للتثقيف ببرنامج الحزب ونظامه الداخلي .
4) سوء الإدارة الحزبية وفقدان المركزية في توزيع الواجبات على عاتق الكادر الحزبي وعدم التخصص في تحديدها.
5) عدم تفعيل دور الحزب في توزيع الوكلاء والكيانات السياسية على المراكز الانتخابية .
6) عدم الإشراف الصحيح من قبل كادر الحزب المتقدم على اللجان الانتخابية وعدم توجيهها بالشكل الصحيح وبما يتناسب مع ظروف المرحلة .
7) زيادة عدد المرشحين وهذا بالطبع أدى إلى تجميد نشاطهم وتقصيرهم في أداء عملهم ضمن الجهاز الحزبي .
8) عدم التوازن في توزيع حصص المرشحين بين مراكز المحافظات والاقضيه والنواحي.
9) السرعة وعدم الدقة في اختيار المرشحين.
10) ضعف أداء المرشحين وتقصيرهم في أداء واجباتهم في الحملة الانتخابية بسبب ضعف دعم وتثقيف الجهاز الحزبي لهم .
11) تقليل دور المراقبين الشيوعيين في عمليات التزوير بسبب قلة عددهم وكفاءتهم .
إن خلاصة الإخفاق المرتبط بالجانب التنظيمي تتعلق بإدارة ونشاط الكادر الحزبي لذا فعلى كل رفيق أو صديق في الحزب أن يسأل نفسه ..ما هو الدور الذي لعبه في هذه المعركة الانتخابية ؟
ويبقى السؤال الأخير الذي تتحمل مسؤوليته القيادات الحزبية كافه .. هل سيبقى الشيوعيون متفرجين على عمل مجالس المحافظات أم هناك خطه للتدخل من اجل فرض البعض من مرشحيهم عليها؟










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - 12
علوان ( 2009 / 2 / 8 - 20:26 )
(12
استقالة جميع أعضاء الحزب بسبب أخطاء القيادة وتمسكها بمواقعها


2 - اضافات اخرى
قاسم الدرويش ( 2009 / 2 / 8 - 22:41 )
اولا شكرا للاستاذ عماد على هذا الجهد والذى بذله مخلصا لصالح تسيير قطار الشيوعية والذى يبدو واقفا مع الاسف وبصفتى صديقا لهذا الحزب اساهم بما يلى
اولا اين قواعد الحزب الشعبية كاتحاد النساء والطلبة والعمال والفلاحين والادباء والفنانين والاطباء والمهندسين ومنضمات المجتمع المدنى الاخرى
ان مايجمع الشيوعيين برموز العراقيين وثوابتهم كالحسين وعبد الكريم قاسم وحتى الصحابى ابا ذر الغفارى هو اى هؤلاء الرموز محبتهم للفقراء والدفاع عنهم فلماذا لايفعل هذا الهدف مع الاهداف العصرية الاخرى لاضهار وجه الحزب وتوجهاته
ثالثا الامكانيات المادية لاى حزب عامل حاسم فى انتشاره وكسب مؤيديه وذلك من خلال الرياضة والسفرات واقامة الندوات وتأجير الاماكن للتجمع والترفيه البرىء والتثقيف وحث الشباب على العمل والانتاج كل فى موقعه وبالتالى تفعيل الارادة الوطنية وحبهم لوطنهم والتفانى من اجله


3 - سؤال
ابو كاطع ( 2009 / 2 / 9 - 06:51 )
ياسيدي اتفق معك مئه بالمئه
ولكن هناك سؤال بسيط وواضح وهادئ بعد هذه الانتكاسه هل ستكون هناك محاسبه ومكاشفه وتحمل مسؤوليه يترتب عليها استقالات او فسح مجال واعطاء فرصه للاخرين مثلما يحصل في كل احزاب العالم في كل بلدان هذا العالم
ام نكتفي بلساننا المشهود له بالتبريرات
سننتظر


4 - صحيح
هاوزين الخياط ( 2009 / 2 / 9 - 15:16 )
صحيح


5 - من سار على الدرب الصحيح وصل
خليل الجنابي ( 2009 / 2 / 9 - 15:32 )
إن ما جاء في مقالة الأستاذ الفاضل عماد الأخرس يصب في القناة التي تفضي الى مصلحة الحزب ومنعته وهذا ديدن الشيوعيين في وضع النقاط على الحروف منذ أن وجدوا على أرض الرافدين قبل ما يقرب من 75 عام , لذا فالدراسات المتأنية اللاحقة سوف تصل الى موضع الخلل والقصور في مجمل العملية الإنتخابية وأين يكمن الضعف , علماً بأن ما قام به كل الرفاق والأصدقاء من نشاط يُحمد عليه رغم شحة الإمكانيات والعداء المحموم للقوى الديمقراطية واليسارية وبالأخص الحزب الشيوعي العراقي , وعليه يجب أن لا نجزع لأن الطريق لا زال طويل جداً ... ومن سار على الدرب الصحيح وصل


6 - فما الحل؟
غادة السرحان ( 2009 / 2 / 9 - 15:56 )
السلام عليكم
شكرا على الموضوع
لا اريد ان اتحدث عن الحزب الشيوعي لانني لم ادرك بعد مبادئ واهداف هذا الحزب
ولكن جل ما اعرفه ان النزاهه والرقي تتجسدان في عقل الشيوعي
الكل يعلم ان الشعب العراقي الان هم من الناس المتوسطه المعاش ذات عقول بسيطه وهذا ليس عيبا لانه من صنيعة المجتمع الذي عاشووا فيه
لذلك تاثير الاحزاب الدينيه عليه يكون تأثير قوي جدا لانهم عاشوا في مجتمع ولكن الحزب الشيوعي مدى تأثر الشعب او غالبية الشعب من الصفات السلبيه التي تطلقها الاحزاب ضد الشيوعيين؟
فأذا يجب ان يكون هناك حل؟
ليس الحل بأن تكون شعارات الحزب الشيوعي النزاهه والبناء وحب الوطن
لان هذا لن يجدي نفعا لان الافكار التي تأصلت في اذهان الشعب لن تتغير حتى تجد تغيير حقيقي
يجب ان يجد الحزب الشيوعي حل اخر غير الشعارات وعقد المؤتمرات التي تلقي الكلام فقط وفقط
الكلام لم ولن يغير شيئا


7 - التثقيف سيف نصرنا
هندال سالم ( 2009 / 2 / 9 - 18:20 )
شكرا للفاضل السيد عماد ألأخرس على مقالته؛ لكنه لم يؤكد على سيف نصرنا وهو زيادة الوعي الماركسي والتثقيف لرفاقه وجماهيره .
لقد كتب الروائي جبران خليل جبران في إحدى رواياته - لم يارب لا تجعل الصعود إلى السماء كالهبوط منها- ... في عراق اليوم وما زرعه نظام البعث أصبح الجهل فاشيا بين بسطاء الناس ويستقبلوا الدجل والتضليل

بسهولة بينما سلوك سبيل النضال من أجل إنسانية ألإنسان يحتاج إلى جهد كبير لفهم هذا السبيل و كيفية إيصاله لعقول هؤلاء البسطاء ... أين نحن من هذا ؟؟؟


8 - ألطلال
جيفارا ( 2009 / 2 / 9 - 20:01 )
يا فؤادي لاتسل وين ألهوا صرح عالي ونهدم بنيانة00 كانة صرحآ من خيال فهوا حبنة مركب ديور 000وأنكسر سكانة نعود لمضوعنا هذة كلها تبريرات زائفة فلحزب ألشيوعي كانت لة أوسع قاعدة جماهيرة أثناء مرحلة ألخمسينات وكانت تعتبر أحرج مرحلة في تأريخ ألعالم بسبب ألحرب ألباردة هو ألذي عادي ألاستعمار وأنتصر لقضايا ألشعوب000 كل هذا يعتبر من تراث ألحزب ألشيوعي000ولكن هنالك مقولة ألي لنين 000000 أتعس ألناس هو ألمثقف لآنه يبررأخطائة000 وهذا ما وقع بة ألشيوعيون ألأن 00أذا كان هناك بقايا شيوعيون 000 رفاقنا في ألحزب ألشيوعي ألعراقي000حالهم حال رفاقهم في ألحزب ألشيوعي ألجزائري000 ألمقاومة ألجزائرية ضدألفرنسين مستمرة وهم يتفاوضون مع قتلة ألشعب ألجزائري0000 فيا مثقفين لاتبررو أخطائكم وليس للبعث ألذي تعاونتم معة في ألسبعينات دخل لآنة مثلكم يندحر ويقول أنا ألمنتصر وألتار خ لي ولافكاري وأليوم 00لاينفع مال ولابنون00 ألا رؤية ألحقيقة عارية فلا أبوذر ولاألحسين ولاعبد ألكريم قاسم ولاخضيرزلاطة ولامارلون براندو00 ألعراب00 ولافيثاغورس ولا بيلية ولا حتي بفاروتي0 مغني ألاوبرا ألعالمي 00رحمة أللة00 لأنكم جئتم علي ظهر ألدبابة00 وستبقون مندحرين00 لأنكم لم تختطو طريق 0جياب 0و 0هوشي منة0 ف

اخر الافلام

.. الجيش الأميركي: دمرنا محطة تحكم و7 مسيرات للحوثيين في اليمن


.. درجات الحرارة بالعراق تتجاوز الـ50 والمختصون يحذرون من الأسو




.. ما آخر تطورات العملية العسكرية بحي الشجاعية شمال غزة؟


.. رقعة| تدمير الحي الإداري برفح نتيجة العدوان الإسرائيلي على غ




.. وزارة الداخلية الإيرانية تعلن التوجه إلى جولة ثانية من الانت