الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجالس الصحوات بين صناديق العتاد وصناديق الاقتراع

ناجي الغزي

2009 / 2 / 9
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق




مجالس الصحوات العراقية هي مجاميع شبه عسكرية تشكلت من قبل أبناء العشائر العراقية في عدد من المدن العراقية الساخنة مثل الانبار وصلاح الدين وديالى والموصل وقسم من مناطق بغداد , وهي المناطق التي يقطنها أبناء العراق من الطائفة السنية وهذه المناطق أصبحت في وقت ما وكر للارهاب والارهابيين وأعمال العنف الكبيرة . وبدأ مشروع الصحوات في أواخر 2006 بزعامة الشيخ عبد الستار أبو ريشة في محافظة الانبار التي كانت معقل القاعدة والارهاب .

وفي عام 2007 أنتشرت التجربة في المناطق الساخنة والمضطربة بشكل واسع حيث بلغ تعدادها 130 مجلساً , وقد تم تجهيز تلك المجالس من قبل الامريكان بالأسلحة والمال. وقد حققت تلك المجالس أنتصار كاسح على الارهاب وطرد تنظيم القاعدة الارهابي من العراق. وقد كان ثمن ذلك دماء كبيرة كان على رأسها الشهيد عبد الستار أبو ريشة, بعد قتالهم الى جانب السلطات العراقية والقوات الامريكية ضد التنظيمات الارهابية في الانبار وبقية المحافظات الساخنة.

وقد انخرط العديد من أبناء الصحوات في الجيش العراقي والقوات الامنية ليشكلون قوة أضافية في مطاردة الارهاب والارهابيين من تنظيم القاعدة والمتعاونين معهم. وبعد الاتفاقية الامريكية العراقية تم نقل ملفهم من القوات الامريكية من ناحية الادارة والرواتب الى السلطات العراقية في أول أكتوبر تشرين الاول 2008. وقد أصدر امر من ديوان مجلس الوزراء رقم 118 في 8/9/2008 والذي يتضمن دمج الصحوات في الاجهزة الامنية والمدنية الحكومية حيث قرر دفع لكل عنصر 300 دولار.
ودمج 20% منهم مع القوات الأمنية في وزارتي الدفاع والداخلية، والنسبة الباقية 80% ستعمل الوزارات العراقية الخدمية الأخرى على توفير فرص عمل لهم حسب مؤهلاتهم . وان عدد أبناء العراق من الصحوات هو 100 الف وقد تتكفل الحكومة العراقية دفع رواتبهم التي تبلغ رواتبهم من خزينة الدولة العراقية360 مليون دولارسنوياً, لحين توفر فرص عمل مناسبة لهم . وأن عدد أبناء العراق من الصحوات في مدينة بغداد فقط بلغ 51135 الف عنصرا.

والصحوات من أبناء العراق لهم الفضل الكبير في استتباب الامن وفي المساعدة على وقف نزيف الدم منذ ظهورهم عام 2006 وحفاظهم على المنجز الامني في المحافظات الساخنة والمضطربة وبعض مناطق بغداد . وان المخاوف التي حاول ان يدسها الكثير من الذين يتقاطعون مع فكرة الصحوات ومن علاقتهم بالحكومة العراقية , هي مخاوف لامبرر لها لان الحكومة العراقية تشيد بجهودهم المثمرة في حفظ الامن والاستقرار, ولم يتعرض أحد من هؤلاء الرجال الى أعتقال او تصفية من قبل الحكومة اوالاحزاب الحاكمة , والصحوات لايمكن ان يكونوا عبئاً على الحكومة العراقية كما يصورهم البعض لانهم أبناء العراق وحماة امنه .

ويتخوف البعض من أبناء الصحوات من " الدعاوى الكيدية " التي ربما يكيلها البعض لهم بسبب مشاركة هؤلاء القادة في المشروع الامريكي الذي ضرب تنظيم القاعدة وفلوله, أو ممن تعرضوا الى تصادم مع الصحوات أثناء تأديتهم واجباتاهم الوطنية . وقد علق رئيس لجنة تنفيذ المصالحة " محمد سلمان" لايمكن أن يتعرض شخص لاي دعوى كيدية الا أذا اثبت القضاء العراقي المستقل ذلك, وبهذا لايمكن للحكومة أن تتدخل في أمر القضاء بأعتبارها سلطة تنفيذية وليست سلطة قضائية والتدخل هنا سيكون خط أحمر. وبذلك لاتستطيع الحكومة ان تتدخل بالغاء أوامر القبض أو الاحكام بحق الذين أرتكبوا جرائم عمد. وهذا لايعني تخلي الدولة عن أبناء العراق , ولكنها تحترم قرار القضاء العراقي وعدم تبنيها الذين يرتكبون جرائم بقصد أوعمليات ثأرية.

(2)

الصحوات في الانتخابات

مجالس الصحوات العراقية في محافظة الانبار خاضت العملية السياسية من خلال أنتخابات مجالس المحافظات بقائمة واحدة نتيجة لرغبتهم في المشاركة السياسية ولثقتهم بالفوز بأكبر عدد من مقاعد المحافظة , وهذا ياتي نتيجة لثقة ابناء الانبار بتلك المجالس التي وقفت بوجه الفلول الإرهابية من تنظيمات القاعدة والخارجين عن القانون. والتي أسمهت في عودة الأمن والاستقرار إلى محافظة الأنبار، وهي قادرة مستقبلا على الحفاظ على هذا المنجز الأمني وتحقيق مطالب الجماهير الخدمية من خلال مشاركتهم السياسية .

إنهاء ملف “الصحوات” وتحول قادتها إلى العمل السياسي هي خطوة جادة وصحيحة على طريق البناء السياسي والاداري لكيان الدولة العراقية وتقدمها, وأيمان أبناء الصحوات بدورهم الضروري بالمساهمة السياسية التي تؤمن لهم المشاركة في أدارة بلدهم عبر آلية الانتخابات الديمقراطية . وقد خاضت الصحوات الانتخابات بقوائم خاصة بها بكيان سياسي موحد, مكون من أبناء عشائر محافظة الأنبار تحت اسم “الجبهة الوطنية لإنقاذ العراق” وقد أعتمد الكيان السياسي في تحالفه على الوحدة الوطنية بعيد عن كل التخندقات الحزبية والطائفية الاسلامية وقد تجانب أبناء الصحوات بعضهم البعض على اساس عشائري ووطني.

وقد ضم الكيان السياسي شيوخ وعشائر الانبارورؤساء مجالس «الصحوات» في بغداد، أضافة الى مجموعة من التكنوقراط وعناصر من الفصائل المسلحة العراقية التي قاتلت ضد «القاعدة». وكذلك عناصر كانت تعمل مع «الجيش الإسلامي في العراق» و «كتائب ثورة العشرين» و «جيش المجاهدين» وأن غالبية المجالس اجتازت مرحلة غربلة أفواجها من العناصر المرتبطة بتنظيم القاعدة الارهابي. وقد تم تشكيل هذا الكيان السياسي في إطار قانوني ودستوري بعيداً عن المساومات السياسية.

وقد خاضوا الانتخابات لاول مرة بعد أن كانوا مقاطعين لها عام 2005 مع 530 مرشحا يمثلون 37 كيانا سياسيا للفوز بتسعة وعشرين مقعدا بعد ان كان مجلس محافظة الانبار تحت سيطرة الحزب الاسلامي الذي سيطر على مقدارت وخيرات المحافظة وتفعيل انشطته الحزبية على حساب المصلحة العامة من خلال توزيع الاراضي قبل موعد الانتخابات حسب قول ابناء الصحوات. وقد حققت الصحوات فوزا بالمرتبة الثانية بعد المشروع الوطني بزعامة صالح المطلك وهذه النتائج هي أولية .

ان مشاركة الصحوات في إدارة محافظة الانبارسيفتح لهم باب المشاركة الواسعة في الانتخابات البرلمانية المقبلة وكذلك ستزودهم التجربة بخبرة الادارة السياسية والتعامل مع السلطات التشريعية والتنفيذية من خلال التعامل مع المواطن ومؤسسات الدولة وعلاقة المحافظة بالمركز وعلاقتها بالمحافظات الاخرى. وان تلك الخطوة تضمن لهم الحفاظ على موقعهم الاجتماعي والسياسي في قلب الأحداث الجارية في البلد, وكذلك يضمن لهم الحفاظ على منجزهم الامني الذي حققوا في محافظة الانبار بالذات معقل تنظيم القاعدة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: غانتس اختار أن يهدد رئيس الوزراء بدلا من حماس


.. انقسامات داخلية حادة تعصف بحكومة نتنياهو وتهدد بانهيار مجلس




.. بن غفير يرد بقوة على غانتس.. ويصفه بأنه بهلوان كبير


.. -اقطعوا العلاقات الآن-.. اعتصام الطلاب في جامعة ملبورن الأست




.. فلسطينيون يشيعون جثمان قائد بكتيبة جنين الشهيد إسلام خمايسة