الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التهدئة وإدارة الصراع مع الاحتلال

وليد العوض

2009 / 2 / 9
القضية الفلسطينية


تتواصل في العاصمة المصرية القاهرة مشاورات الربع ساعة الأخيرة بين وفد يمثل حركة حماس والقيادة المصرية ممثلة بالوزير عمر سليمان وذلك بغرض الوصول إلى تهدئة في قطاع غزة،وفود حركة حماس ومنذ أن أوقفت إسرائيل إطلاق النار من طرف واحد بتاريخ بعد اثنين وعشرين يوما من حرب الإبادة على شعبنا، ومن ثم وافقت فصائل من دمشق على ذلك ،منذ ذلك الحين تواصل وفود حركة حماس زيارتها للقاء المسئولين المصريين تستمع للمطالب والشروط الإسرائيلية وتقدم مطالبها بالمقابل ، بين ثنايا هذه المشاورات المكثفة تمكنت وفود بعض الفصائل من اقتناص لقاء مع الإخوة المصرين سعيا وراء وضع بصمتها لو تمكنت على طبخة التهدئة الجديدة ، هذه الطبخة التي يجري إعدادها على نار الغارات المتواصلة يبدو أنها لم تنضج بعد وإمكانية الوصول إليها ما زالت تتأرجح بين مطالب إسرائيل وشروطها المجحفة ورغبة حركة حماس ومطالبها ، في كل الأحوال تشير المعطيات أن طبخة التهدئة هذه ستنضج خلال اليومين القادمين لكن السؤال المطروح كيف ستكون التهدئة هذه المرة ، التقديرات تشير إلى ان حكومة أولمرت ليست في عجلة من أمرها فهي إن تمكنت من الحصول على تهدئة وفق شروطها المهينة ستقبلها دون تردد أما إذا كان الأمر غير ذلك فمن المرجح أن تكتفي بما تعتقد أنها حققته على الأرض بفعل عدوانها الوحشي على شعبنا وأن تكتفي في هذه الحال بتقديمه للناخب الإسرائيلي الذاهب إلى صندوق الاقتراع على اعتباره إنجاز للثلاثي اولمرت ـ ليفني ـ باراك ، ساعتئذ من المرجح ترحيل ملف التهدئة برمته إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية في العاشر من شباط الجاري حيث ستكون الجولة مختلفة بطبيعة الحال عما هي عليه الآن في ظل تصاعد احتمالات فوز اليمين الإسرائيلي وتشكيله لحكومة مع غلاة المتطرفين، اليومين المتبقيين لموعد الانتخابات أيام حذرة للغاية يبحث فيها وزير الحرب أيهود باراك عن هدف ثمين يمكن أن يعزز رصيده الانتخابي الآخذ بالتراجع، علاوة على استمرار الغارات العدوانية خلال هذين اليومين على مناطق مختلفة من القطاع، لكل ذلك قلنا منذ البداية أن المسار الذي يتم فيه بحث التهدئة إذا ما استمر على هذا الحال سيكون غير مناسب وسينتج تهدئة ناقصة غير قابلة للصمود مع كل التقدير للجهود التي تبذلها الشقيقة في هذا المجال ، لذلك نوعد للقول انه من الأفضل اغتنام فرصة هذا الأسبوع حيث ينشغل قادة الاحتلال بانتخاباتهم الداخلية، في البحث عن مدخل أخر للحديث عن التهدئة ويمكن أن يتم ذلك بتجاوز المفهوم الأمني التهدئة واختصاره بالعناوين المطروحة إسرائيليا ولابد من تجاوز ذلك على قاعدة توسيع البيكار وفق رؤية فلسطينية موحدة تحت عنوان متفق عليه يتمثل في كيفية إدارة الصراع مع الاحتلال والاتفاق الفلسطيني على إشكال مقاومته باعتبار أن المقاومة حق مشروع لكل شعب يقع تحت الاحتلال ،بهذا المعنى فان ساحة الصراع مع الاحتلال وأشكال الصراع معه ستكون واسعة بما يشمل الضفة التي تتعرض للاستيطان كشكل من أكثر أشكال العدوان وحشية وقطاع غزة بطبيعة الحال الرازح تحت الحصار والعدوان، وانطلاقا من هذه الرؤية الوطنية تتحدد أشكال النضال المناسبة ضد الاحتلال بما يضمن نزع الذرائع التي يتشدق بها ويستغلها قادة الاحتلال لتأليب الرأي العام لشن العدوان على شعبنا ،إن المدخل الحقيقي لذلك وآلية الوصول إليه لا يمكن تحقيقها وفقا للطريقة التي يتم فيها بحث التهدئة لكنه يتحقق فقط من خلال الحوار الوطني الشامل وإجراء المصالحة الوطنية الشاملة عبر إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية وإعادة مجمل الأمور إلى إطارها الصريح ، إطار شعب يرزح تحت الاحتلال ويسعى للتخلص بكافة الأساليب التي أقرتها الشرعية الدولية لأي شعب تحت الاحتلال .إن الطريق لذلك بينة لا يكتنفها أي غموض تتلخص بأهمية التعلم والاستفادة من تجارب الشعوب التي نالت استقلالها وسارت وفقا للقواعد والقوانين التي تتميز بها حركات التحرر الوطني على مدار التاريخ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. تقارير: الحرب الإسرائيلية على غزة دمرت ربع الأراضي الزراعية




.. مصادر لبنانية: الرد اللبناني على المبادرة الفرنسية المعدّلة


.. مقررة أممية: هدف العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ البداية ت




.. شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي على خان يونس