الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوم شاق..قصة قصيرة

ماجدة سلمان محمد

2009 / 2 / 10
الادب والفن


صباح ملبد بالغيوم والسماء تنثُّ بعض شجنها على رؤوسنا التي تضج بها الأفكار والأحلام والأخيلة بصمت, نمتهن الرحيل في الحواري التي تغترب بين أحجارها خطانا, زوادة من الصبر وجعبة فارغة, تنتظر الامتلاء تحت أي مسمى شرعي للكسب, وخرجنا نسعى في مناكب لا تعرفنا الوجوه فيها وندعي أننا تآلفنا معها لنخفي خيبتنا, حزين صباحنا بعيدا عن وجوه تكاد تختفي من ذواكرانا لولا الصور التي نجرها جرا إلى محيط الذاكرة, نهمس لأنفسنا (عيب واحد ينسى أهله) حين يكون كل ما يربطنا بالحاضر ألياف زجاجية لا نكاد نشعر بملمسها, انتزعت من نفسي قدرة, لأتطلع في وجهه الذي صارت عيني تهرب بعيدا عنه, تدعي الانشغال بالنملة التي تتسلق جذع حذائي الذي كان بلونها, وتتساءل كيف سيمضي بنا العمر معا؟!
تسحب الساعات الثقيلة الخطى نفسها فوق يدي التي ما فتئت تنقر كالغربان فوق لوحة بيضاء حيث تتشابك الأشكال والرموز وتدعي أنها أرقام وأبجدية وتنتهي الظهيرة, خاوية على عروش قلبي في شتاء أسقط كل ما تبقى من الأوراق التي تتشبث بأغصان آخذة بالتجرد بزخة من مطر, أحمل حقيبة اليد الكبيرة وهي تستغيث من الخواء, وأمضي استقبل الأصوات, أعلن عن تأخر موعد وصولي بسبب الطقس وسوء الأحوال الجوية وأهبط في مدرج آخر وأتسلم لوحة أخرى وانقر كالغربان فوق لوح أسود آخر, وتمضي ساعات العصر ويحل المساء وأنا هناك في الزاوية الفارغة, أصطك من البرد, تتجمد يداي ويتوقف نقر الغربان على اللوحة السوداء، أغادر تحت المطر.. يتسلل إلى عظامي ويئن معها بين لحمي ونخاعي, والحقيبة خاوية.. دينار واحد يرجع صوت الأنين, أقرع باب فارقته منذ ساعات عشر مضين, تتلقفني عيون باسمات وقبلات وأمل بالغد تحييني, أقف تحت الماء الساخن تنساب قطرات أشد سخونة من قطراته بصمت في نهاية يوم شاق آخر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نور خالد النبوي يساند والده في العرض الخاص لفيلم ا?هل الكهف


.. خالد النبوي وصبري فواز وهاجر أحمد وأبطال فيلم أهل الكهف يحتف




.. بالقمامة والموسيقى.. حرب نفسية تشتعل بين الكوريتين!| #منصات


.. رئاسة شؤون الحرمين: ترجمة خطبة عرفة إلى 20 لغة لاستهداف الوص




.. عبد الرحمن الشمري.. استدعاء الشاعر السعودي بعد تصريحات اعتبر