الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جماليات جميلة

أحمد الفيتوري

2009 / 2 / 19
الادب والفن


قليل من يمتلك ثروة لا يعتد بها ، والأقل من من لا يعيرها اهتماما ، جميلة الوحيدي تمتلك ثروات عدة ، موهبة
بقدر يفيض عن المقدرة والحاجة ، عرفتها منذ عشرين عاما ومنذها سطعت علي ّ مواهبها خاصة الجمالية منها ، ثمة حس عال بالجمال حيث يكمن وقدرة علي اكتشافه ولكن هذه القدرة معطلة لانها لا تهتم كثيرا بها .
لديها حس عملي اجرائي لذا كثيرا ما تعمل علي صقل الموهبة كأن تدرس فن تشكيلي ما كي تطرحه جانبا ، وكأنها تستنفذ طاقتها الجمالية في الدراسة .
لها اهتمام بالتصوير مثلا ولكن كهواية شخصية بحثه وان كانت موهبتها وقدراتها تتخطي ذلك .
كنت وأنا احثها علي التركيز علي ما في نفسها من كنوز أعرف انها لا تعير هذه الكنوز أهمية ، فهي تجد أن ما لديها من طبائع الأمور وأن الناس كافة لديها ما لديها هي وأني ابالغ في تقدير مواهبها .
منذ عشرين عاما لم تنقطع الصداقة بيننا وكنا دائما علي اتصال ،ولهذا كنت اري مواهبها تدفن في يوم الحياة المعتاد، وأسف علي ذلك كثيرا .
وتبذل جهودا مذهلة في يوم الحياة كما تبذل ذلك في التعلم وخاصة فيما تحب من فنون ، لكن كل ذلك لكي تعيش كما تحب ، دون بحث عن حصاد ما تزرع وتحرث وتكد .
متابعة للفنون كما تتنفس وعلي صلة بالحياة الفنية هنا وهناك من مونتريال حتي طرابلس الغرب وما بينهما ، لكن ذلك طريقها الذي تقطع وطريقتها في الحياة ، فهي عندها حس بالوجود جمالي الطابع وتستهلك هذا الحس كما تستهلك أكسجين الهواء .
تشارك بين الحين والأخر بلوحة أو فوتغراف مميز أو حفر ولكن علي الهامش ، وان لم ينتبه أحد إلي نتاجها فهي أول المغتبطين لذلك والحريصين عليه؛ لأنها بهكذا مشاركة تبدو وكأنها تشبع نزوة عابرة وحسب .
لذا فنصوصها الجمالية لعب لحظة خلقها وكذا بعد أن تنتهي منها ، وتحول منتوجها إلي العاب تملها كما طفلة .
منذ عشرين عاما تعيش الحياة علي الهامش وبمثابرة منتج لحوح ، غرضه أن يمشي في الطريق ؛ الطريق هو الهدف و لا هدف غيره ، تعرف الناس كافة وخاصة في مجال الفنون والثقافة هنا وهناك ، ويعرفها الكثيرون بمودة ولكن دون انتباه لما تنتج في المجال الذي تلح علي الحضور فيه .
وإذا اعرنا نصوصها لحظة من التعيير فإننا نجدها هاوية كما لا يستطيع المحترف ، ثمة دراسة بينة والمام واضح بالفن الذي تبدع ، ففي اللوحة مثلا معرفة جيدة بالمقومات الاساسية للرسم ؛ وما ترسمه وهو قليل مدروس بعناية فائقة وعلائقه من خطوط أو اللوان أو ابعاد موزونة بحس موسيقي يتبع نوتة النفس علي اطلاع جيد علي أوصول الموسيقي .
وجميلة الوحيدي تملك ثوابتا لحوحة وعلاقة مضطردة مع الفن ، وكما يبين مرسومها هي علي علاقة مشتبكة مع ما تنتج فكأن ليس لديها في الحياة شغلا غير ما تشتغل حينها ، ولهذا مثلا تبدو الكاميرا جزاء منها وقطعة من لزوم ما يلزم جسدها حتي تبدو هذه الكاميرا أكثر جدوة من أعضاء جسدها . هي في تواصل ملح علي أن تكون الكاميرا عينها فتبدو بهذا تعطل عينها الطبيعية أو تخفيها بهذه العين الاصطناعية.
هنا في هذا المعرض الصغير نعرض لوحات تكوينها صورا معالجة بذكاء مفرط وحس لهوف لاقتناص اللحضة الجمالية فالصور ملتقطة من خلال الانعكاس علي الماء من خلال تكوين يخلل العفوية في القصد ، والصور تكثف حساسية فائقة باللون وسيطرة علي الالوان تؤمي بشخصية طاغية وقوة في التحام باللون واللعب به بل واعادة صياغته .
وموضوع الصورة الاصلي يتبدد بين ايديها الي مواضيع عدة تغزلها كما دودة قز بمعني أن روح جميلة قابضة علي الالوان أو انها أي الالوان هي روحها في سطوع نورس يسبح علي شاطيء يملكه في فضاء هو خالقه .
لكن وكالعادة اللوحات لا تشبع من جوع ، والفنانة كما هي ضنينة في الانتاج أكثر تقتيرا في العرض ، فقط اللوحة الواحدة هنا تدلل علي هذا الغني الذي وراء الخباء...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رحيل الممثل البريطاني برنارد هيل عن عمر 79 عاماً


.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع




.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو


.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05




.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر