الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذِكْرَيَاتٌ وَحَنِيْن

علم الدين بدرية

2009 / 2 / 11
الادب والفن



يُسَافِرُ الْمَدُّ مُرْتَحِلاً ..
مُنْتَحِلاً أُسْمِي وَرَسْمي ..
مُرْتَشِفَاً مَا تَبَقَّى مِن ذِكْرَيَاتٍ حَزِينَةٍ ..
تَقْبَعُ في دَمْدَمَاتِ السِّنِين !!
يَجْمَعُ بَقَايا أثِيرٍ وَرْدِيٍّ ..
يُوقِظُ بَيْنَ الْحَنَايا ..
أرْوَاحًا تَهْجَعُ .. وأصواتًا تُهَدْهِدُ
إذا ما لَفَحَتْها شَوَائِبُ الأحْلامِ ..
وذِكْرَى صَدَىً في مُقَلِ الأيَّام !!
هَذَا هُو الْمَدُّ يَأْتِي مُتَبَوِّئًا
يَبْعَثُ بِطَيْفي إليكِ ...
لِيُعَانِقَ ما تَبَقَّى مِن وَهَنٍ وأوهَامْ !!
* * *
يَوْمَاً ما ...
سَتَبْحَثِينَ عَنِّي في كُلِّ السِّطور
بَيْنَ أزْهَارِ الْبَسَاتِينِ ..وفَرَاشَاتِ الْحِقُولْ ..
في بَرَاءَةِ الطّفُولَةِ ... وهَمْسِ الْغُرُوبْ ..
في لَوْنِ الْبَحْرِ وغُمُوضِهِ الْعَجِيب ...!!
في إشْرَاقِ الصَّبَاحِ .. وخَرْخَرَةِ الْغَديرْ!!
سَتَسْأَلينَ أمْواجَ الشَّاطئ ..
وتَجَهُّم الصّخُورْ ..
وأصْدَافَ الْمَحَارِ .. وأسْرَابَ الطّيورْ !!
وَلَنْ تَعْرفي إليَّ طَريْقًا ..
لأنَّنَي تَبَخَّرْتُ .. كَرَائِحَةِ الْبَخُورِ ..
كَعِطْرٍ تَشْتَهيْنهُ .. يَفُوحُ ..
ولا يَلْبَث أَنْ يَزُولْ !!
* * *
يَوْمًا مَا ...
سَيُحَدِّثُكِ الْيَرَاعُ ..والْجَدَاوِلُ ..
وَزَقْزَقةُ الْعَصَافِيْر ..
وَتَهْمِسُ لَكِ نَسَمَاتُ الْكَرْمِلِ..
وَتُلوِّحُ لكِ ورُودُ الرّبِيعْ ..
سَتَقْرَئيْنَ آخِرَ الْفُصُولْ ..
بالأَمْسِ كَانَ هُنَا .. بالأَمْسِ مَرَّ مِنْ هُنَا ..
بالأَمْسِ كَانَ صَلْبًا كالسِّنْدِيَانِ
كَجُذُورِ الصَّنَوْبَرِ والتِّيْن !!
مُعَمِّرًا كَالزَّيْتُون ..رَقْرَاقًا كَالنَّبْعِ الْوَفِيْرِ ..
لَيِّنًا كَالْحَبَقِ والرِّيْحَان .. عَبِقًا كَالْفُلِّ ..
جُلْمُوْدًا كَالصَّخْرِ الْمَتِينْ !!
* * *
عِنْدَمَا يُقْلِعُ الضَّبَابُ ..
فِي لُجَاجِ الصَّمْتِ ..
وَتُبْحِرُ مَرَاكِبُكِ الشِّرَاعِيَّةِ الْعَتِيْقَةِ ..
تَحْتَ الْمَطَرِ ..
يَسْقُطُ آخِرُ شُعَاعٍ للشَّمْسِ .. فَوْقَ الْمُحِيطْ ..
وَيَذْوي يَوْمٌ آخَرَ فِي رَعْشَةِ الْوَتَرْ !!
وَتَرْتَعِشُ آخِرُ الدَّمْعَاتِ تَحْتَ جَفْنَيْكِ ..
وَيَتَقَمْصُ السَّأمُ الْمُنْبَسطُ ..
أَهْدَابَكِ السَّوْدَاءْ !!
فِي هُدُوءِ عَيْنَيْكِ .. سُكُوْنٌ قَاتِلٌ !!
وَلَيْلٌ مُظْلِمٌ لا يَعْرِف الإَشْرَاقْ
لا يَبْزُغُ فِيْهِ فَجْرٌ ..
لا تَرْقُصُ عَلى أَطْلالِهِ أَطْيَافُ بَشَرْ !!
* * *
أَحْمِلُ أَحْلامَكِ وَهُمُوْمَكِ ..
وَأَسْتَشِّفُ الْوَهْمَ الْعَالِقُ بَأَهْدَابِكِ !!
الْمَاثِلُ كَشَوْقٍ تَلاشَى فِي الصُّورِ ..
وأَسْتَهْلِكُ بَقَايَا نَبَضَاتٍ ..
مَا زَالَتْ تَقْرَعُ فُؤَادًا خَوَى .. مُنْذُ عَهْدٍ بَعِيْدٍ ..
وأَسْتَلْهِمُ حُبًّا ..
مَا زَالَ يَحْيَا .. رَغْمَ مَوْتِ الْجَسَدْ !!
فإذَا مَا تَرَاءَى لَكِ طَيْفِي يَوْمًا ..
أُذْكُرِي ...
إنَّ لِلقِصَّةِ بَقِيَّة ..
وَللتُّرَابِ رَائِحَة تَعْبَقُ ..
إذَا مَا سَقَطَ الْمَطَرُ !!
* * *








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رائع
انسان ( 2009 / 2 / 11 - 12:35 )
من أجمل ما قرأت

اخر الافلام

.. فيديو يوثق اعتداء مغني الراب الأميركي ديدي على صديقته في فند


.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز جسديًا على صديقته في




.. حفيد طه حسين في حوار خاص يكشف أسرار جديدة في حياة عميد الأد


.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين




.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي