الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وجوه أليفة

خالد جمعة
شاعر ـ كاتب للأطفال

(Khaled Juma)

2009 / 2 / 11
الادب والفن



وقتٌُ طويلٌ كدائرةٍ مرَّ، وما زال الهبوطُ المفاجئُ لصوتِ الوحشِ يفتكُ بطمأنينَتي الطّفلةْ، أغتالُ الصوتَ بالموسيقى وأمضي ساحباً فلسفةَ التاريخِ إلى الشارعِ، أصقلُ خبرةَ الكلامِ بالصمتِ، أحتمي بي دون مسعىً للفرارْ، توقظُني من يقظتي يدان عاريتان، فأفقدُ اتّزاني وأُولدُ كيومٍ جديدٍ قَفَزَ عن مرحلةِ الفجرِ ذاهباً رأساً إلى الظهيرة.

هنا كانت الوجوهُ الأليفةُ تبتكر أمنياتِها، هنا تماماً فوق هذا الحريقِ الخشبيّْ، كُنّا نربّي حُلمَنَا في صندوقِ الكلامْ، نحفظه من الهواءِ والناظرين، نعد الكراسي لمشاهد سيكون ممثلنا الذي نصفق له عند انتهاء العرض، أعرف المكان مثلما يعرف رائحة الحبر في قلمي، مدحتُ الممثلَ مرةً فضَحِكَتْ تفاصيلُ الخشب.

أمرُّ كذاكرةٍ على المكان، أفرش أصدقائي القدامى كورق اللعب، أتمتمُ كلوحةٍ لن يشاهدها أحد، يحزنُ الآتونَ من موتٍ مشابهٍ، نلتقي كزمرة وردٍ مقطوفةٍ من فناءٍ لا يخصُّ أحداً، سنذبلُ عما قليل في إناء المدينة الصغير، تضحكُ وردةٌ وحيدةٌ وتنثرُ أوراقها على المسرحِ المحترق حديثا لتغطي رائحةَ اللون في مسامات الإسمنت، لم ينتبه أحد إلى الفوضى إلا دوريٌّ صغير كان يراقب حمامتين ميتتين في جلال المشهد.

أتعثر بكل شيء، أخرجُ من وهمي الواهمِ ناقصاً ضلعاً وحفنة ذكريات، أكتبني على الهواء الساخن الذي يعيق الحركة، أصطدم بمشهد لا يمكن التعبير عنه، المشهد يتحدى، وفنانون كثيرون يخدعون المكان كأنهم لم يفهموا التحدي، أصبح للمعدن الساقط من سقف المكان أكثر من معنى فيما كانت معانينا البشرية تسقط معنى معنى، واهترأت أطراف الكلام.

كأني اكتشفت فجأة أن لي الحق في الخوف، مارست حقي البسيط في حرية لا يطالها أحد، وفيما البيت يبتعد كشمسٍ مسائيةٍ، كانت نجومٌ كثيرةٌ تسقطُ فوق خطواتي لتحرق الأثر وتمحي السؤال.

أقابل أصدقاءً اكتشفوا ما اكتشفت
أبتسمُ
يبتسمون..

1 شباط 2009








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية
محمود المصلح ( 2009 / 2 / 11 - 09:38 )
عاقاك ، وطيب ذكرك ، والى الامام .تابعني في مقالاتي .

اخر الافلام

.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال


.. محمود رشاد: سكربت «ا?م الدنيا 2» كان مكتوب باللغة القبطية وا




.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو