الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من سفر الذكريات....صور عن تاريخ الرياضة والرياضيين في مدينة النجف الاشرف 1

فلاح صبار

2009 / 2 / 11
عالم الرياضة


شعلة من الحنين قادتني الى مدينتي حيث زرتها منذ سنوات قليلة بعد غياب دام اكثر من 31عاما... حنين جارف مخلوط باسئلة لا استطيع تصور اجاباتها‘ احببت مدينتي لحد التعبد في محرابها‘ عشقتها ولم تخذلني يوما. وانا على ابوابها سيطرت عليّ صورعن الطفولة والفتوة والشباب‘ مرت بذاكرتي وكم تمنيت ان تعود كي اعيشها مرة اخرى‘ حيث لا اتصور توقف حاجتي عن عشقها او حبها بشكل ابدي‘ لا يمنعني عنها قمع وغربة واضطهاد مر به وطننا المنكوب برجالات قادت شعبنا العراقي الى هلاك وتهلكة. لقد استقبلتني المدينة بابتسامة ساحرة عبّقتها عطور الزهر البري فأنستني لوعة الالم المد مرة نتيجة لابتعاد قسري.
سألت سائق السيارة - ذات الدفع الرباعي - التي اقلتني من الاردن الى مدينة النجف الاشرف عن طريق صحراء النخيب:
- اين ملعب الادارة المحلية ؟ نظر اليّ باستغراب!
- ماذا تقصد استاذ بالادارة المحلية؟
واسعفتني درايتي نتيجة للمتابعة الدائمة لاوضاع العراق العامة وبضمنها الرياضة بطبيعة الحال ‘ ورياضة مدينة النجف الاشرف بالذات ... وتداركت الامر ... بلى ‘ لقد تبدل الاسم ‘ من ملعب الادارة المحلية الى اسم المدينة اجبت نفسي ...
- عفوا اقصد ملعب النجف الرياضي ...!
- استاذ لقد مررنا عليه منذ دقائق خلت... وقد اردف.
لقد مر شريط من ذكريات السنين طويلا برأسي بصوره الحلوة والمتعبة معا‘ لقد اخفت الملعب البيوت المنتشرة حوله ‘نتيجة التوسع السكاني والعمراني .
لقد كان الطريق الى الملعب في الستينات طويلا‘ ومملا‘ تلفه الصحراء‘لكننا كنا نشعر بمتعة كبيرة ونحن نتوجه اليه كل يوم‘رغم زمهرير البرد ذاك... والعواصف الرملية التي تهاجم عيوننا وخاصة في اشهر الصيف الرهيبة ونحن فتية حيث كنت احد لاعبي فريق اتحاد الفتيان بقيادة /الاخ الاستاذ شاكر حجيجو والصديق كاظم محبوبة/
لقد كنت من المهتمين والمراقبين للحركة الرياضية النجفية في حقبة الستينات....واستمر اهتمامي بالرياضة العراقية زمنا طويلا حتى اني قد تركت بعض امتحاناتي الجامعية‘ عندما كان يلعب المنتخب العراقي في دمشق ‘ في البطولات العسكرية ومنتخبات الشرطة العربية في حلب‘ وحتى البطولة العربية لالعاب القوى والمصارعة في نهاية السبعينات ‘هناك.
و هنا... اود ان اسلط الضوء بعض الشئ على تاريخ النجف الرياضي... وقد اعانني بعض الشئ في تذكر بعض الاسماء‘ كتاب الاستاذ الحاج علوان السفيرالصادر في عام 1994 الموسوم / تاريخ النجف الرياضي.
والاستاذ الحاج علوان السفير ‘هو استاذ للمادة الرياضية والكشفية في مدينة النجف اضافة الى الاساتذة الكبار ومنهم المرحوم موسى العادلي الذي كان استاذ مادة الرياضة في متوسطة النجف والخورنق والاستاذ المرحوم عبد النبي ابراهيم والاستاذ حامد النجم وغيرهم .
كانت مدينة النجف الاشرف تعج بحركة رياضية متميزة اواخر الخمسينات وبداية الستينات‘ عدا مرحلة تاريخية مر بها العراق سياسيا حيث كان الوضع مضطربا‘ وهي المرحلة التاريخية بين 1963 و1964 حيث كانت الحياة الاجتماعية والسياسية والرياضية/ ليست في النجف فقط .. بل استطيع الجزم في غالبية مدن العراق/ مختلة نتيجة لتلك الظروف السياسية غير الطبيعية والقاسية التي مرت بنا .
كنت طفلا صغيرا في منتصف الخمسينات ‘ وانا اتوجه مع اقربائي الى ساحة كرة القدم التي كانت واقعة في وادي السلام
- البرية- بقرب السور القديم للمدينة وعلى مشارف الجد ول وبحر النجف والمرتفعات الواقعة غرب المدينة وتحديدا في طرف العمارة - الطارات*- وبير عليوي ‘ حيث كان يتدرب فريق فيصل الذي كان يلعب ضمنه اثنين من اخوالي مجيد وكريم صبار‘ والكابتن نعمان مرزة‘ كما كان معهم باقر الغراوي‘ ونعمة اللامي ‘وعزيزشمس علي ‘ومحمد السماك وسعودي شمسة‘ الذي لا زلت اتذكر الطرائف اللطيفة التي كانت تجرى معه من قبل بعض اعضاء الفريق‘ ومقالبه هو مع الاخرين والتحق بهم لاحقا اخي صاحب صبار‘ الذي شكل ثنائيا خطيرا مع اللاعب هاتف خضر‘ وكاظم الدباغ ‘وحسن الجواهري حينذاك‘ وهم من اللاعبين الشباب في تلك المرحلة‘ حيث تشكل فريق اتحاد الفرات نتيجة للتطورات الاجتماعية الحاصلة وقتئذ ‘ وتأثرا بالمناخ السياسي في تلك المرحلة.
ملاحظة: قدم عرض الى اللاعبين صاحب صبار وهاتف خضر في عام1959 ليلعبا ضمن فريق المصلحة‘ لكنهما رفضا ذلك لحبهما الشديد الى فريقهما انذاك اتحاد الفرات ... بعد تشكيله عوضا عن فريق فيصل.
كانت رائحة الورد البري وشقائق النعمان تفوح من الارض الطيبة حين ينهمر المطر‘ ويغسل الارض الرملية‘وكانت
- نباتات الحلفاء - سلوى لنا‘ حيث نذهب ونقتلعها ثم نأكل جذورها ‘ نحن الصغار الذين كنا نحضر التمارين مع اقربائنا كون احد من اللاعبين اخ‘ او عم‘ اوخال‘لنا عضو في الفريق...
ياالهي كم هي جميلة الذكريات ‘ اتذكر عند الاستراحات الطويلة بعد التمرين‘ نذهب لاقتلاع الكمأ ‘حيث يكون وقته قد حان‘ ومن الصدفة والجمال ان تكون مكاناته قريبة جدا من الساحة في- البرية- حيث يتدرب الرياضيون او عندما نشتري - اللبلبي او اللوبيا - واحتساء ماءهما الحار اللذيذ مع -النومي حامض- ...ولم تكن هذه الحالة اي تواجد الباعة ‘ دائمة هناك‘ الا بعد زيادة الاهتمام الرياضي وتزايد اللقاءات و المباريات الرياضية في المدينة حيث خلقت فرصا‘ للباعة الجوالة في طلب الرزق .
واما عند هبوب الرياح ونحن في وادي السلام ‘ نتفرج على التمرين او اللعبات...لم نكن نشعر بعواصف الغبار او التراب ...يا سبحان الله !!! كان هناك فقط .. هواء بارد.. يلسع ايادينا وخدودنا‘ ونحن نتدثر بمعاطفنا او نتغطى ب – يشماغ- او نضع – الكليته- وهي غطاء للرأس... انها سنوات جميلة و صافية كصفاء سماء تلك المدينة.
وعند الغروب نعود الى البيوت جميعا‘ لأن الكل يقطنون في منطقة واحدة تقريبا‘ ونحي العمال ونبادرهم بالتحية ‘ او هم المبادرون بأحايين كثيرة . كان الجميع يعرف بعضهم البعض...وبيوتات لم تغلق ابوابها يوما بوجه احد على الاطلاق‘ كان الجميع يحب ويشجع الرياضة والرياضيين في المدينة.
يتبع

*-الطارات - وهي مرتفعات تقع غربي مدينة النجف وفي محلة العمارة بعد السور ... حيث تشرف على جدول وبحر النجف وهي قريبة من الساحة التي كانت تتدرب فيها الفرق النجفية في الخمسينيات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أول سعودية تفوز بمنافسات كأس العلا.. قصة -شغف- ريما الحربي ب


.. أب أمريكي متهم بالتسبب في وفاة ابنه بسبب سوء المعاملة وإجبار




.. ولي العهد رئيس الوزراء يلتقي الملك تشارلز الثالث في جناح الب


.. الملاكمة المحترفة صوفيا نابت: حلمي أن أمثل المغرب




.. غولف من دون ملاعب.. كيف تطورت هذه الرياضة بالسعودية منذ فترة