الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دستور الاتقراطية القروسطوي : حول مذكرة الاصلاحات الجامدة و المحافظة التي سيتقدم بها حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية

عبد اللطيف المغربي

2009 / 2 / 11
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


تبدو المطالب الاصلاحية الناعمة جدا جدا التي تسرب بعضها الى الصحافة و التي يتوقع ان يتقدم بها حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في مستوى منح ما يسمى حكومة صلاحية الاقتراح ! و الحقيقة انها مجرد اصلاحات تافهة يزايد بها الحزب اللاإشتراكي على بقية الاحزاب بعد ان استشرت بين "الحزيبات" حمى الانتخابات ، هده الاصلاحات المومئ بها و التي لم تخرج بعد الى النور لا في صيغة مدكرة مفتوحة و لا مغلقة موجهة الى القصر حسب تقاليد سياستهم العتيقة ( سياسة المدكرات ) ، اثارت كثرا من اللغط حول طبيعتها و اهدافها خلال هده الفترة ، اصلاحات لم تحمل جديدا سوى انها اكثر ليونة مما كان يتبناه الحزب قبل ان يتعهر داخل مراقص النظام (المؤسسات الصورية) قبل ان يحمل حراب الليبرالية و يصفي ارث الشهيدين عمر بن جلون و بنبركة منظر الخيار الثوري ، كل الجديد هنا دلك المفهوم "التضامنيا" و الدي يدكر بترسانة المفاهيم الديماغوجية من قبيل التنتاوب التوافقي ، العمل التشاركي ،... الخ ، فعلا هده الاحزاب الاصلاحية المنخورة بالفساد و التي صارت عشا لدبابير الوصولية و الاسترزاق من كل اشكال المنبطحين و السماسرة ، اقول صارت جديرة بالشفقة اكثر منه بالاحتقار .
بنظري ان النظام ايضا يعي ان تطور الصراع الاجتماعي و السياسي بالبلد لابد سيفرض تعديلات لدستوره اللاشعبي الممنوح ، لكنه ينتظر نضج شروط تنزيل دلك و هو يبقي تلك الورقة لليوم الدي يحتاجها لامتصاص غضب الشعب . لكن كلا الطرفان مخطئان جدا لان المغاربة صاروا لا يؤمنون لا بترقيع تلك الخرقة القروسطوية و لا بجمعية تاسيسية و لا بمجلس تاسيسي للدستور و لا باستفتاء تعديلي او تاسيسي حتى، و ان كان دلك قد يفرضه الواقع الموضوعي يوما ما ، المغاربة خلال هده المرحلة يعون كيف يقوم القصر بتوجيه مجمل اللعبة السياسية و التحكم فيها و تحريك بيادق لعبتها المفضوحة يمينا و شمالا ، يعون مدى حاجة النظام الى دلك الباراشوك الدي هو المؤسسات الشكلية :مجالس برلمان حكومة مجالس محلية ، هيئات و مجالس استشارية ، لجان ....، و بالمثل من دلك يعون حاجته الى معارضة مقلمة الاظافر معارضة هجينة نصفها مخزني و نصفها الاخر لديه قابلية للتمخزن ، كونها معارضة تربت في مستنقع المهادنة و الانبطاح و القت كل راياتها و التحقت مهرولة بلا ادنة ضمانات بالنظام لتغترف من فتات ما يسرق من الشعب و لتدير ازمة النظام بعدما خانت الشعب . اقول ان استراتيجية بديلة تنمو اليوم بعيدا عن الانظار هي بالضبط النقيض الحقيقي لكل تلك الجوقة من نظام و احزابه و نقاباته و جمعياته ايضا ، لكنها تحتاج الى بعض الوقت لتنضج و لتنمو و تتبلور و لاشك انها تسير نحو هدا الاتجاه لان دلك هو منطق التاريخ و قانون حركته .
لكل هدا فنحن نقول بملئ افواهنا اننا لم نفوض احدا ليشكل لجانا باسمنا كشعب ، و لا يمثلنا اليوم احد بما في دلك الاحزاب التحريفية التي اخدت مكانها كديكور يؤثث مافيوقراطية محمد و التي يطيب للنظام القائم ان ينعب بعضها باليسار المتطرف !. و لسنا معنيين ابدا بدلك و لو من باب البراغماتية البناءة ، لكننا لسنا ابدا ضد اي اصلاحات قد تحسن من اوضاع الشعب و تمنح ابناءه مجالا للحركة الى الامام لانجار المهام الوطنية و الديمقراطية ، لكننا لسنا نثق في جدية ما هو مطروح من قبل الاحزاب البوليسية العاملة وسط مؤسسات النظام القائم و التي هي ضرورية لشغل كل فراغ قد يخيف النظام و يفسح المجال امام نمو بدائل شعبية بدات معالم بعضها بالتشكل و ان كانت في مرحلة جنينية الى حد الان . و الى ان تتبلور الاداة المعبرة عن مصالحنا و طموحاتنا كشعب مغربي نقول : لابد يوما ستتحقق سيادة الشعب و لا مناص من دلك فلا يغتر النظام ببعض الهزائم التي الحقها بنا و لا بضعف الدفاع مقابل هجومه الشرس على قوت و قوة الشعب المغربي الكادح و ليستعد جيدا لبداية انسحاب قوى الشعب -التي يخاف حتى الحديث عنها - من الهامش نحو مراكز الصراع المتقدمة و ليعلم ان حيوية الجماهير دليل على ان الاداة ستنمو و ستتطور لا محالة و ان ليس من الصعب على المناضلين المبدئيين و ان كانوا الان جيشا صغيرا مشتتا و غير منظم بما فيه الكفاية بناء حزب .. لكنهم يدركون جيدا ان هدا الحزب الدي هو حزب الشعب الحقيقي و الوحيد لا يبنى بتلك الارادوية الحالمة بل سينشأ تدريجيا و بشكل عفوي في البداية من داخل الصراع الواسع للطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء و كدح الاحياء الشعبية و معدميها ، سيبنى تحت لهيب الصراع الطبقي الاخد في الاحتداد بشكل تدريجي و نصف واعي اولا حينما تجعل الشروط الداتية و الموضوعية من دلك شيئا ممكنا ..
انداك و انداك فقط ستنبت مخالب الشعب كاملة من الصراع ضد نقيضه ، انداك سيفهم النظام و جوقته السياسية ما الفرق بين ما تنجه و تعد له الظروف الموضوعية و ما يمكن ان تزايد به احزاب البرجوازية الرثة المتهاوية و التي تسير نحو نهايتها بفعل فيروس المخزن الدي طال جسدها المتهرل بعد زواج مجوسي كانت كل نفقاته على حساب الشعب !

اصلاحات ما اصلاحات !

لا زلنا لم نرى هده المسودة كاملة ، و على كل حال يبدو من الفقرات التي تسربت و تضمنتها مقالات بعض الصحف ان اصحابنا"الاشتراكين" جدا لا يطالبون الا ببعض فتات الاصلاحات التي تخدم مصالح محترفي السياسة من حثالة البرجوازية للتحكم بتركيبة الحكومة بما يتناسب مع مبادئ الوصولية و الزبونية و الحزبية الضيقة التي صارت كلها اعرافا تحكم ممارستهم السياسية الانتهازية . فالاتحاد الاشتراكي الحزب الجماهيري سابقا صار اليوم يغالب الاحتضار بعد ان نجح النظام في تدجينه و احتوائه و تحويله الى داخل المؤسسات في اطار ما سمي انداك بالتناوب التوافقي خلال مرحلة التحضير للانتقال البيولوجي للحكم قبيل وفاة الحسن ، و من الواضح ان مثل هده الاصلاحات التي يلتمسها هدا الحزب اليوم لا تفزع النظام كما كانت تفعل المطالب الدستورية الشهيرة المتوافق حولها بين هدا الحزب و الاحزاب التي تشكل اليوم ما يسمى اختصارا ب : تيد ، نقول انها لا تزعجه بل تسره ايما سرور خصوصا و انها تعيد تأكيد احترام الحكم الفردي لا و بل تمثل تراجعا مهولا يسمح للنظام القائم بالالتفاف حول مطالب الاصلاح الواضحة و المتقدمة و التي ستحضى لو طرحت بسند شعبي . ايضا يلاحظ استمرار هده الاحزاب بما فيه حزب الاتحاد الاشتراكي طبعا و هو المعني بنقاشنا لا زالت تؤمن بسياسة استجداء الاصلاحات مستنكفة عن دعم هده المطالب باي تعبئة شعبية للضغط على النظام و ارغامه على الاستجابة لمطالبها . و يدل هدا الاسلوب على تخوفها من احتمال فقدان اي تفاعل شعبي او حتى ضعفه و بالتالي تجاهل مطالبها من قبل الجماهير التي تعتصرها الازمة الاقتصادية اليوم اكثر من اي وقت مضى هدا من جهة و من جهة ثانية يدل هدا على ضعف ايمانها بانبثاق الدستور من الارادة الشعبية مادامت قد تجاوزت و تخلت كليا عن مطلب انتخاب مجلس تاسيسي للدستور لادخال اي تعديلات كيفما كانت على دستور الخبراء الفرنسيين دستور الحكم الفردي المطلق المغلف بشرعية الحكم الالهي المعمول به لحد اليوم . و يبدو ان الحزب يفضل سياسة الانبطاح اكثر و التعاون مع النظام القائم حتى في معارضة هدا الاخير بدلا من مواجهته . و هدا مفهوم ادا ما نظرنا الى المصالح المشتركة بينه - و الامر نفسه بالنسبة للاحزاب التي تتواجد داخل برلمان النظام او حكومته - و بين النظام القائم .
و تدل كل هده الاشياء ان سياسة الحزب ستصاب مستقبلا بمزيد من التخبط فاصحابنا المسمون اشتراكيين زورا و بهتانا يراوحون بين رفض اي اصلاح و المطالبة ببعض الاصلاحات الصورية و هو ما يفقدهم بوصلة العمل السياسي و يفضح تدبدبهم و برغماتيهم الفجة . و لم يعودوا يجيدون سوى ادارة معارك المزايدات و البروباغوندا و هو ما يؤشر على انهم سيمنون بمزيد من الهزائم بعد ان استنزف النظام شعبيتهم و عرى انتهازيتهم و ابطاحهم المخجل و خرج بعد استعماله الدرائعي لهم اكثر تماسكا و اكثر تحكما بحلقات الفعل السياسي الملتفة حوله . فهؤلاء الانتهازيون يمسون على موقف و يصبحون على اخر لكنهم على كل حال مستعدون دوما لتنفيد اي اجندة يكلفهم بها النظام بعدما فقدوا بكارتهم السياسية و تكيفوا مع مستوى الاستبداد السياسي للحكم المطلق خلال اجيال بكاملها الى حدود الان ، و اهدروا فرصتهم التي لن تعوض للبقاء الى جانب جبهة الشعب . و مع دلك فان هدا الحزب الدي لم يعد ايديولوجيا بالمرة و الدي صار يمينيا بلا ريبة يبرع اليوم في خداع نفسه لان افلاسه و سخط الشعب لن يمكنه مرة اخرى من اصطياد اي تعاطف بل كثيرا من التوجس و مزيدا من النفور و هو هنا كمن ينصب الفخ فادا به يسقط فيه ! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الإسرائيلي يحاول تحقيق استراتيجية -النصر الشامل- ضد حم


.. شكري حذر خلال اتصال مع نظيره الأميركي من -مخاطر جسيمة- لهجوم




.. بلينكن: واشنطن تعارض معركة كبرى في رفح | #رادار


.. الجيش الإسرائيلي: طائرتان مسيّرتان أطلِقتا من لبنان تسقطان ف




.. حرب غزة.. مصدر فلسطيني مسؤول: السلطة الفلسطينية لن تدير معبر