الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافة الاستقالة

طارق الحارس

2009 / 2 / 11
عالم الرياضة


ثقافة تقديم الاستقالة تعد من الأمور الحضارية والديمقراطية المتقدمة، فهل وصلنا نحن الى مستوى حضاري ديمقراطي يؤهلنا الى تقديم الاستقالة بعد الفشل في تحقيق مطالب الجماهير؟
الإجابة بالتأكيد هي: كلا، لم نصل الى المستوى الحضاري والديمقراطي الذي يؤهلنا الى تقديم الاستقالة بعد الفشل في تحقيق مطالب الجماهير.
اتحاد الكرة العراقي بكرة القدم فشل مرة ومرتين وثلاثاً وفي كل مرة يخرج علينا ببيان يضع فيه المسؤولية على اللاعبين، أو الملاك التدريبي، أو الحكومة، في البيان نفسه يدافع الاتحاد عن نفسه دفاعاً شرساً وحجته في كل مرة أنه قدم الدعم المعنوي والمادي حسب الامكانات المتاحة له.

من المؤكد أننا هنا لا نريد أن ننسف بعض الانجازات التي حققها الاتحاد العراقي لكرة القدم خلال السنوات الماضية وأهمها اقامة بطولة الدوري بالرغم من الظروف الأمنية المتدهورة التي كانت سائدة في السنوات التي تلت سقوط النظام السابق، وكذلك انجاز الحصول على لقب أمم آسيا، لكن لابد لنا في الوقت ذاته المقارنة بين هذا الانجاز والاخفاقات والانتكاسات المذلة التي حصلت للكرة العراقية في السنوات الماضية تحت قيادة هذا الاتحاد وأهمها الخروج المذل من دورات الخليج العربي (17، و18، و19)، والخروج المذل من تصفيات كأس العالم (2006 و2010)، وفشله في التأهل الى أولمبياد بكين، وفشله في التعامل مع الاتحاد الآسيوي في قضية منتخب الناشئين، وكذلك مع الاتحاد الدولي لكرة القدم والمحكمة الرياضية الدولية في قضية اللاعب (ايمرسون)، وفشله في التعامل مع بعض اللاعبين المحترفين الذي تمثل في ضعفه الواضح أمامهم، لاسيما في قضية اناطة مهمة تدريب المنتخب الوطني لتكملة مشوار تصفيات كأس العالم الأخيرة بالمدرب عدنان حمد خلفاً للمدرب النرويجي أولسن حسب رغبة هؤلاء اللاعبين، وهو المدرب الذي كان السبب الرئيس في النتائج المذلة التي خرج بها منتخبنا في بطولة خليجي 17، وتصفيات كأس العالم 2006 وهو الأمر الذي نعده النكسة الكبرى التي اساءت لسمعة الكرة العراقية في عهد هذا الاتحاد! لقد توقعنا فشل حمد في هذه المهمة ونبهنا الاتحاد في مقالات سابقة، لكن الاتحاد الضعيف لم يسمعنا، أو الأصح أنه خضع لرغبات بعض اللاعبين الأقوى منه.
من المؤكد أننا نحترم الانتخابات التي وضعت أعضاء الاتحاد في مناصبهم بالرغم من اعتراضنا الشديد على التمديد غير الشرعي الذي حصل عليه الاتحاد لمدة عام من طرف الاتحاد الدولي لكرة القدم والذي استند فيه على حجة غير حقيقية وهي (الوضع الأمني المتدهور في بغداد)، لكننا في الوقت ذاته نؤكد أن الفشل الذي صاحب عمل الاتحاد خلال السنوات الماضية كان لابد من أن يكون له ردة فعل من قبلهم، ردة الفعل التي نعنيها هي تقديم استقالتهم نتيجة الفشل المتكرر!.
لم نستغرب ذلك ، نعني عدم تقديم الاتحاد استقالته، لأننا نعرف أن ثقافة تقديم الاستقالة لم تصل الى درجة القناعة في عقولنا حتى الآن، لكننا كنا نتوقع أن يقدم البعض من أعضاء الاتحاد استقالتهم نتيجة الفشل الذريع الذي رافق عملهم خلال السنوات الماضية وقد حصل ذلك أخيرا حينما قدم أحمد عباس أمين سر الاتحاد استقالته بسبب اخفاقة خليجي 19.
جريدة المدى


السؤال الآن هو : هل سيقدم بقية أعضاء الاتحاد استقالتهم أو انهم سيبقون في مناصبهم الى الانتخابات المقبلة؟
المؤشرات تؤكد على بقائهم في مناصبهم الى الانتخابات المقبلة ونحن نراهن على أن خسارتهم ستكون كبيرة جداً، لأنهم لم يختاروا الطريق الأمثل لاحترام تاريخهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريال مدريد إلى نهائي دوري أبطال أوروبا بعد تغلبه على بايرن م


.. ريال مدريد يتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا بعد فوز مثير عل




.. 08-05-2024)- ماذا يقول أسطورة رياضة المحركات اللبنانية روجيه


.. أخبار الرياضة في دقيقتين | صحيفة ليكيب تقسو على مبابي قبل خر




.. باريس سان جيرمان يخرج من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا