الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كسكس شبابي

مصطفى العوزي

2009 / 2 / 12
الادب والفن


بالأمس قررت المجموعة تنظيم غداء جماعي و على العادة المغربية و بما أن اليوم هو يوم الجمعة سيكون الغداء هو الكسكس المغربي بالطريقة التي تبهر الكثير من الزوار عندما تقودهم الأقدار إلى زيارة المغرب ، و تم الاتفاق على أن يتم إعداد الكسكس بمقر السيدة الحرة ، و هي بالمناسبة جمعية مدنية نسائية تنشط في مجال المرأة و لها في ذلك شان عظيم . في الصباح كنت على موعد مع زميلتي فوزية على أن نتوجه إلى السوق لنشتري كل ما نرغب فيه لإعداد الكسكس ، انتظرت فوزية قليلا قرب الشارع الرئيسي ، و كان للمطر ساعتها ذروة في النشاط فتبللت قليلا إلى أن التحقت بي فوزية تحمل في يديها مظلة ، مبتسمة و نشيطة كما تعودتها دوما ، و بسرعة شملتني معها في المظلة و رحنا مسرعين إلى السوق و نحن نتمتم ببعض الكلام الروتيني ، لم أشاء أن أسألها عن ما نحن في حاجة إليه لإعداد الكسكس لأني لم أكون لأفقه في ذلك شيء و خفت أن تصبح أسئلتي نوادر يهضم بها الكسكس عند الظهيرة في حضرة بقية أفراد المجموعة . فوزية بارعة في التسوق تمشي مسرعة بين دكاكين مختلفة بدأ من صاحب الدجاج إلى الجزار ثم بائع الخضر ، تسأل عن الاثمنة و تزن بيديها الصغيرتين و بين الحين و الأخر تأمرني بفعل شيء ما ، و بعد حوالي نصف ساعة كانت عملية التسوق قد تمت ، لنتوجه بعدها في عجلة من أمرنا نحو مدينة المضيق حيث مقر السيدة الحرة .

عند مدخل الجمعية أحسست بتعب حط بي بسبب ثقل ما كنت أحمله ، و بعلامات تذمر تطلعت في وجه الصديقة زهرة التي استقبلتني بابتسامتها الجميلة المعتادة ، قلت لها في أول الأمر أني لن أتزوج ، و السبب هو أعباء الحياة الأسرية التي يشكل السوق واحدا منها ، ضحكت زهرة كثيرا و معها بشرى من ضعف قدرتنا على التحمل ، فوزية بدورها نالت نصيبها من التعب ، لكنها حاولت إخفاء ذلك و طلبت مني إحضار الأواني اللازمة لإعداد الكسكس ، طبعا لم أحضر الكل فقد أحضر كل من هشام و منير بدورهما بعض الأواني التي احتجنها ذلك اليوم ، التحق باقي الأصدقاء بالمطبخ ، مريم و فاطمة ، سناء و إنصاف ، حتى الذكور لم يتم استثنائهم من عمل المطبخ ، عبد ربه و فخر الدين منير و هشام ، و كما يحل لفوزية قول ذلك تم تقسيم العمل بين أفراد المجموعة ، و بما أن جل أفراد هذه الأخيرة هم من طلبة علم الاجتماع فان عبارة تقسيم العمل تعني لهم الشيء الكثير ، اذ هي عنوان كتاب للسوسيولوجي الفرنسي ايميل دوركهايم ، الجميع داخل المطبخ يقوم ببعض الأشغال فيما فوزية تنتقل من مكان لأخر محاولة بذلك الإشراف على كل صغيرة و كبيرة في عملية إعداد الكسكس .

مرت عملية الإعداد في جو جميل تعليقات و ابتسامات لا تخلوا من مظاهر الإعجاب بهذا التجمع و هذا اليوم الذي تم فيه إعداد كسكس مغربي من يد شباب مغربي أكثر ما يروج عنهم ، كثرة الاستهتار و ضياع الوقت و تفريط جد خطير في عادات و تقاليد المجتمع ، طبعا حطمت مجموعتنا تلك المقولات الشائعة و أنجزت كسكسا مغربيا أصيلا ، شهي و لذيذ جدا ، و رغم أني لم احضر أخر محطة في يوم الكسكس هذا إلا أن الأصدقاء حكوا لي أنها كانت بدورها محطة ممتعة .

مساء ذلك اليوم شعرت بنوع من الضيق حط بي فجأة فرأيت من الأنسب الذهاب في زيارة ترفيهية إلى مدينة طنجة ، و طبعا فعلت ذلك ، لكن شعور الضيق ذاك لم يفارقني إلا حينما جلست أحتسي القهوة على شاطئ طنجة أنا و صديقي حمزة ، دونما أن أسأل عن سبب الضيق ذاك ، لكنه و حسب رسالة قصيرة من فوزية يعود لكوني أم أتناول كسكسا أعدته هي بيديها و بمساعدة الأصدقاء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق شقتها بالجيزة


.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق شقتها




.. الممثلة ستورمي دانييلز تدعو إلى تحويل ترمب لـ-كيس ملاكمة-


.. عاجل.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق




.. لطلاب الثانوية العامة.. المراجعة النهائية لمادة اللغة الإسبا