الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقّا انهم مراسلون

صباح زنكنة

2009 / 2 / 12
الصحافة والاعلام


ليس ثمة عيب ان يكتب صحفي عن نظير له في الوسط الاعلامي عندما يتلمس في طريقة الاداء المهني مكامن ابداعية ، ولكن المعيب ان يتغاضى عن هذه المزايا انطلاقا من الانانية التي تصدّه عن ابراز تلك السمات الكامنة مع وجود المشتركات المهنية.
والذي يدفعني للكتابه عن الزميل فلاح الذهبي من قناة الحرة او حيدر العبودي من قناة العراقية تلك الجماهيرية التي حازا عليها من اعجاب المشاهدين فضلا عن اعجاب اقرانهما بشان أدائهما الملفت، اذ انّ المتابع العراقي تعوّد على التنقل يوميا عبر الفضائيات بحثا عن بصيص امل تحفزه وتمنيه على العيش وتحمل الصعاب بغية عبور مرحلة المأسي والاوجاع التي ضيقت الكثيرمن آماله، ولعل الذهبي والعبودي تمكنا من هذه المهمة الصعبة التي يشق على البعض تحمل اعبائها.
فمن السهل جدا نقل الفجائع والكوارث والآلام للمشاهد ومن السهل ايضا التطبيل على ايقاعاتها لاغراض دنيئة تبعا للاجندات الاعلامية التي يهمها العبث بالوقع العراقي وشويه الحقائق، إلا انه من الصعب ايصال الآلآم عبر فسحة الامل وتلقين المواطن جرعات من الصبر بشكل يشعره ان هناك اهتماما حقيقيا بعيدا عن المزايدات الاعلامية والتجارة باوجاع المواطن العراقي.
الملفت انهما وفّقا في هذا المسعاهما عبر ايقاعاتهما السحرية وعباراتهما الشفافة و التمكن بشاعرية متناهية من تسليط الضوء على الجرح العراقي سعيا وراء علاجه وتضميده عبر استمالات عاطفية رقيقة تهدئ الاوجاع وتسكن الآلام، فتارة يقف احدهما مع طابور من المصطفين امام محطات الوقود مع من يحملون آمالهم في جلكاناتهم! ،ٍ اويمسح على رأس طفل فقد ابواه في انفجار مرعب ليجدّدا دعوتهما لأهل الخير املا في العثور على ذويهم، وتارة اخري يجلسا جنب سرير لاحد الراقدين في المستشفيات الغاصة بالمرضى، وكثيرا ما يقفا امام الكامرة وخلفهما من ذوي الاحتياجات الخاصة يطالبان فيها بضرورة الاتفات الى وضعهم المتأزم .
اذن ليست بالصورة ونوع التقرير وقوة الاخراج وحده يمكن ايصال الصورة والفكرة، انما الاسلوب المهني الذي ينبغي للصحفي المتمرس التحلي به فضلا عن صدق المشاعر كفيل في احراز الهدف الانساني الذي ترمي اليه اخلاقيات المهنة وتدعو الى الالتزام بها.
ان ايرادي لـ فلاح الذهبي وحيدر العبودي كنموذج ناجح لا يعني بالضرورة تفردهما في الساحة الاعلامية في وقت يوجد هناك اصحاب كفاءات متماثلة لم تذكرها بالاسم او اخرى لم تبرزها الفضائيات للآن لاسباب نجهلها، إلا إن عنصر الجذب الذي يتحليان به دفع نظير لهما في مهنة المتاعب ان يكتب سطورا يعكس فيه للقارىء ان الصحافة ليست صراحة ووقاحة كما يحلو للبعض حصرها، انما هناك صدق وامانة وتكافل انساني واجتماعي ولكن في جانبها الخفي وللاسف!.












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سباق بين مفاوضات الهدنة ومعركة رفح| #غرفة_الأخبار


.. حرب غزة.. مفاوضات الهدنة بين إسرائيل وحماس| #غرفة_الأخبار




.. قراءة عسكرية.. معارك ضارية في شمال القطاع ووسطه


.. جماعة أنصار الله تبث مشاهد توثق لحظة استهداف طائرة مسيرة للس




.. أمريكا.. الشرطة تنزع حجاب فتاة مناصرة لفلسطين بعد اعتقالها