الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ديمقراطية الغفلة وأزمة السكن

علي عبد داود الزكي

2009 / 2 / 12
حقوق الانسان



أزمة السكن ليست وليدة اللحظة وليست وليدة حكومة وإنما هي تراكمات غبية لتركة مرير من الظلم والغباء في عدم احترام تاريخ وحضارة شعب وعدم التبصر في مستقبل الأجيال... الخطط غير مدروسة والهمجية القاصرة كانت سببا كبيرا في خلق فوضى الحضارة العراقية المعاصرة وتراجعها على كافة الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والفكرية والسياسية... تفاقم أزمة السكن وغلاء المساكن وزيادة كلف مواد وأجور البناء والنمو السكاني الكبير تعتبر هموم عراقية تتعاظم وتعتبر من أهم مشاكل دولة الديمقراطية الفتية التي أساسها هش وضعيف ويتهاوى لتراجعات عديدة....أزمة السكن تتفاقم بشكل مروع.... كما أن عدم تنظيم الأسرة وتحديد الإنجاب في المجتمع العراقي وخصوصا في المدن كان من أهم الأسباب التي أدت الى تفاقم هذه الأزمة وتعاظمها ..ونتنبأ بمستقبل صعب جدا لذلك..لغرض التقليل من حجم هذه الأزمة نحتاج الى قانون لتنظيم الأسرة وحفظ حقوق الإنسان وتطبيق القانون بعدالة اجتماعية وحماية الإنسان من كل سوء وعرف عشائري وفئوي جائر لكي يكون هناك أمان اجتماعي ... وهذا بدوره سوف يساعد على تنظيم الأسرة وتحديد الإنجاب.. للأسف لم ينظر احد من المسئولين لهذه المشكلة بواقعية ألا الزعيم الشهيد البطل النزيه الوفي الشريف الطيب حبيب الفقراء ومنصف المظلومين الرجل الطيب عبد الكريم قاسم... حينما بنى مدينة الثورة والشعلة ووفر فرص طيبة وعادلة للسكن الآمن للعراقيين جميعا وحفظ كرامتهم..كما انه بنى القرى العصرية .. لقد كنت في سبعينيات القرن الماضي طفلا صغيرا وكنت أرى إحدى القرى في محافظتي جميلة جدا ومنظمة جدا...كنت أتسال لماذا هذه القرية جميلة فاخبرني المرحوم والدي حينها أن الزعيم عبد الكريم قاسم هو من بنى هذه القرية...فقلت لوالدي من يكون هذا الزعيم فلم يستطيع والدي أن يجيب على هذا السؤال... فقلت لوالدي ولماذا لم يبني قريتنا فقال أبي لو لم يسقط حكمه لكان بنى العراق كله وليس فقط قريتنا .... لم اكن اعلم ما هو العراق في وقتها!! سوى انه شيء مقدس لان والدي يحبه ويقدسه ... هنا شعرت بكره عفوي لمن قتل الزعيم البطل عبد الكريم قاسم... كرهت من كان السبب بعدم بناء قريتي مثل القرية العصرية التي تجاور قريتي....نعم الزعيم عبد الكريم قاسم بنى وبنى وهو الوحيد الذي بنى بنزاهة ولم يسرق ... بنى أشياء كثيرة وأسس لأشياء كثيرة بينما هو نفسه استشهد ولم يمتلك بيت ولم يقرب أحدا من ذويه ولم يساعدهم في أن يتملكوا البيوت... بينما الحثالات السياسة كانت تتقافز للوصول للسلطة لبناء أمجادها الشخصية على حساب العراق وشعبه تبنى امجادها على رؤؤس جماجم العراقيين وقهرهم..كان صدام مجرما لا يحترم العراقيين وغبيا لم يكن ينظر ألا الى قصوره لم يكن ينظر الى مدنه لا يخجل من أن بلاده تتراجع مقارنة بأفقر دول الجوار لا يخجل عندما يرى البنيان الحضاري في دول الجوار ويرى بلاده عبارة عن مزابل وبنايات رطبة تافه لا تمثل ألا بؤس وتخلف وتراجع.....ومن جاء بعده من الأقزام لم يكونوا بأحسن حال منه... أن الزمن يمر وكأنه حلقة تتكرر بالسوء والسرقة والفساد بوجوه جديدة.... كان صدام غالبا ما يوزع البيوت والمنح والهبات والبنايات والأراضي في أرقى مناطق بغداد والمدن الأخرى على أهله وذويه وأقربائه وأصهاره وحرسه ومنتسبي قصوره ووزرائه ومد رائه العامون وأجهزته الأمنية ورجال مخابراته وقادة جيشه وأعضاء حزبه.... ولم ينظر بمشكلة الشباب العراقيين الذين يتمنون الحصول على قطعة ارض صغيرة لبناء بيت آمن يؤويهم ويؤوي أبنائهم ويحفظ لهم كرامتهم من الامتهان ..وأصبح امتلاك منزل أو قطعة ارض حلما مستحيل للعراقيين الشرفاء....نعم أصبح العراقيون يعيشون الحرمان وهم يرون أعوان صدام يتنعمون بخيرات البلد ويستهترون بحقوق المواطنين....تم استنساخ هذه الحلقة وتمثيلها بادوار جديدة بظل ديمقراطية السقطة الآن أيضا ... مشكلة السكن وتعاظمها ستتسع بالمستقبل القريب أذا لم تعالج...... إضافة الى ذلك فقدت العدالة الاجتماعية في التوزيع بشكل شامل حتى في ابسط الدوائر...فقد أعطى صدام البعض أكثر من قطعة ارض ومنهم أعطاه بيوت إضافة للأراضي... والبعض من الذين منحهم صدام الأراضي لازالوا حتى ألان في دوائر الدولة ويطمحون بالحصول على المزيد منها وذلك لأنهم يمتلكون سنين خدمة طويلة وبذلك فأنهم لديهم نقاط خدمة كثيرة تؤهلهم للحصول على أي مكسب كالحصول على بيت أو شقة أو قطعة ارض من الدولة ...أي حتى ألان يطمحون بان يأخذوا المزيد رغم أنهم يمتلكون بيت أو بيوت واخذوا من الدولة أكثر من حقهم في هذا الصدد...كما أن إدارات الدولة أحيانا تتصرف بغباء تضع شرط لمنح الأراضي للموظفين هو يجب أن لا يكونوا يمتلكون ارضي بأسمائهم أو أسماء أطفالهم القاصرين...لنفرض أن شخصا اشترى الأرض من أمواله فلماذا لا تعطيه الدولة ثمن أرضه لكي يبنيها أو تمنحه قطعة ارض ليستطيع أن يبنيها أو يبيع احدها ليبني الأخرى.... المفروض توزع الدولة العطايا بالتساوي من أعطته الدولة تمنع عنه ومن لم تمنحه تسهل له ذلك .... ويجب على الدولة أن تنظر لجميع الشباب في عمر الزواج وتفكر بحل لهم حتى يتمكنوا من أن يؤسسوا بيتا لهم لمستقبلهم ولمستقبل عوائلهم.....كفى تراجعا للغباء( المدراء وذوي النقاط وذوي الأملاك تمنح لهم الأرضي والهبات بالدرجة والأولى!!!! هذا فكر البعث المجرم فلا تفكروا بأسلوبه) ..أتمنى أن يمنح جميع الشباب العراقيين الأراضي المناسبة لهم في أماكن جيدة لا بل أفضل المناطق لكي تزدهر مدننا وعاصمتنا.... وبعد ذلك يفكر بالوزراء والمدراء العامين وغيرهم لكي يتملكوا... هذه هي العدالة هذه هي الوطنية فأين الوطنيين أين الحكومة الحكيمة ؟؟؟!!!! لكن المصيبة كبيرة استأثر المنتخبون بالمكاسب وأصبحوا عميان لا يهمهم أي شي ولا يفكروا ألا بامتلاك المزيد في أرقى مناطق بغداد ولا يهمهم الشعب ولا يهمهم الشباب ولا يهمهم حضارة العرق ...لا بل سمعت أن هناك فكرة لتمليك شقق وبيوت المنطقة الخضراء لساكنيها .... وهذه الفكرة يتقول بها الكثيرون لكن هنا نقول لهم ونتسال... هل سوف يمتلك مدير المستشفى المستشفى هل سوف يتملك مدير المدرسة المدرسة هل سوف يتملك مدراء الدوائر دوائرهم ؟؟؟؟؟ هل سوف يتملك رئيس الجمهورية القصر الجمهوري؟!! ...هل تملك بوش القصر الأبيض ... أم تركه لاوباما ؟!!!! عجائب وغرائب.... نتمنى أن يسمعنا علماء الدين لان سلطة الغفلة التاريخية سلطة ديمقراطية السقطة وظل الاحتلال لا تسمع لا ترى لا تحل مشكلة أنها نهمة بالسرقة والفساد....كيف سوف يتبلور الحل لا نعرف لكن لنتمنى ونتمنى ونتمنى بان يكون غدا أفضل ومن يتمنى فهو سلبي سلبي!!..... ويبدوا أن سلبيتنا بأمنياتنا....نقول هنا كفى أمنيات عجز كفى أمنيات ضعف لنعمل شيء لنؤسس لشيء اسمه التغير الجذري اسمه الأساس المتين للغد من يعتقد أن لديه فكرة ليطرحها للتماسك الاجتماعي والنمو الحضاري لمعالجة المشاكل كفى طرح مشاكل بدون حلول نريد حلولا واقعية كفى عجزا كفى عجزا لنسقط الظلم فان شمس تموز عبد الكريم قاسم أحرقت الظلام قبل نصف قرن.... لنرفعها شعار ونحرق فيها الظلم الحكومي والظلام الفكري... أنها الثورة استعدوا للثورة لا لا تتخاذلوا انصروا الثورة انصروا الثوار.... لا نحتاج أداريين فاشلين نحتاج أداريين ثوريين شرفاء شجعان ليغيروا واقع الحال لنبحث عنهم ولنبحث عن غدا ولا ننتظره... لنصنع غدا بالألفة بالكلمة بالفعل بالمشروع الوطني لبناء الوطن كفى انخداعا وكفى عواطف غير ناضجة.... أزماتنا ستولد أزمات ..اليوم نترحم على الأمس الغبي وسوف نترحم على اليوم ...غدا .. الثوري لا يتخاذل وسوف ينفذ القانون بعدالة ... والعدالة والنظام هي أساس البناء والتكامل والهيبة الحضارية.....د.علي عبد داود الزكي [email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آلاف المجريين يتظاهرون في بودابست دعما لرئيس الوزراء أوربان


.. إسرائيل وافقت على قبول 33 محتجزا حيا أو ميتا في المرحلة الأو




.. مظاهرات لعدة أيام ضد المهاجرين الجزائريين في جزر مايوركا الإ


.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يتظاهرون في باريس بفرنسا




.. فوضى عارمة في شوارع تل أبيب بسبب احتجاجات أهالي الأسرى