الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نضال الشعوب وتواكبها معا يؤدي الى الديمقراطية

خالد عيسى طه

2009 / 2 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


دائماً نضال الشعوب يبدأ من شرارة وهي التي تعلن حالة نضوج عوامل الاتفاقية او الانقلاب او الثورة كما حدث في جميع الثورات التي سجلها التاريخ منها الثورة الفرنسية عام 1848 وبعدها الثورة البورشفية عام 1917.
ان تواجد الظلم في أي مجتمع لا يكفي لاشعال التمرد والثورة ولكن الشعور بهذا الظلم هو الاساس الذي يَّكون الشرارة لدفع هذا الخزين من الالم والشعور بالظلم الواقع والذي تمارسه السلطة ضد أي شعب من شعوب العالم.
ان عوامل الوعي السياسي وشرارات نار الثورة متعددة .. ويلعب الكُتاب دوراً مهماً ضمن كتاباتهم وطروحاتهم الادبية واقلامهم الوضاءة لمحفزة لمشاعر الانسان وبالتالي شعوره بالظلم، ونجدها ايضا من خلال المسارح وعن طريق الممثلين الذين يجيدون ادوار تجسم العلل الاجتماعية وصور الفقر والظلم وعكس حالة الاقطاع وارباب العمل وتعسف السلطة اذا تجمعت كل هذه فأن ثورة قادمة لا محال منها.
في عراقنا الزعيم قاسم لم يأتي عن طريق حزب او تيار سياسي بل تجمع عسكري انظمت اليه الجبهة الوطنية الواسعة التي شُكلت 1956 وضمن كل القوى السياسية من اقصر اليسار الشيوعية ثم الديمقراطية ثم الاحرار ثم البعث وحزب الاستقلال القومي.. لذا نجد ان صباح يوم 14 تموز خرجت جماهير الشعب بكاملها مؤيدة لمجئ الزعيم قاسم قبل ان تعرف من هو وماهي عقيدته او تياره السياسي.
هذه المئات الآلاف كانت هي التربة الناضجة لقيام الثورة الانقلابية التي حققت الكثير لمصلحة الشعب العراقي.
في هذا التاريخ نرى ان كل عوامل قيام حركة تصحيحية لاجل الديمقراطية الواقعية موجود لدى شعوب الشرق الاوسط وخاصة لدى الشعبين المتحاربين العراقي والايراني .
نحن لا نريد ان ندخل كيف وصلت هذه الحالة ولكن بالتاكيد ان الشعب العراقي يتفجع من حاله والشعب الايراني يئن بوجع من نظام الملالي.. المتكبر.!
وللاسف ان الملالي استطاعوا بالتعاون مع الامريكان ان يصلوا الى مواقع النفوذ السياسي والديني والاجتماعي في العراق خلال الست سنوات الاخيرة ولقد ساعدتهم الظروف كثيراً وهذه الظروف ليس الاحتلال فقط وانما الدعم الايراني الذي يملك حدوداً طويلة مشتركة بالآلاف.
ساعدتهم ان مليشيات بمئات الالاف عراقية متواجدة ايام الاجتياح الامريكي وهي مليشيات بدر ومليشيات حزب الدعوة بالاضافة الى الاف الاسرى الذين دخلوا دورات طائفية لاجل تقديم الخدمات وغسلت ادمغتهم من قبل النظام الايراني ليكونوا جاهزين على تنفيذ الاغراض الاستراتيجية الايرانية والمحافظة على نفوذ ومصالح دولة الملالي.!
الزمن حقق خطوط مشتركة لوعي الشعبين ووجب عليهم ان يتعاونوا لاجل الخلاص من الحالة القمعية لذا تبلورت فكرة ان اهم عوامل هذا البلاء اثنين وهما:-
أ‌- تسيس الدين واعمال الطائفية.
ب‌- وجود الاحتلال الامريكي ..ومن حسن حظ المعتدلين الذين لا يؤمنون بتدخل الدين في السياسة ويجب الفصل بينهما ان وجد على اراضي عراقية منظمة يطلق عليها بمنظمة مجاهدي خلق للمقاومة الايرانية واصبح الهدف واحد مما يؤكد ويوجب ان يتعادل الكل في مسيرة الخلاص من الطائفية في العراق ومن التزمت الشيعي الصفوي وهكذا بدات مسيرة النضال .. ومسيرة يجب ان تبدأ .. وخطوة خطوة حتى النصر والخلاص من نظام العمائم والملالي بكل الوانها.
ان الشعوب قدرها يدفعها ان تتلاقى في وحدة المصير ووحدة النضال ووحدة طلب الحرية والديمقراطية هذه قواعد تحتاجها ثورات الشعوب . ان الاحداث التي مرت في ايران وسيطرة قوى الردة والرجعية وتسيس الدين كان في خانة عوامل التأخر الحضاري الذي يجب ان تناله ايران صاحبة التاريخ العظيم.
وكذلك في العراق تسلط حزب البعث على مدى الـ 35 عاماً وجعل الحكم شمولياً ديكتاتورياً بعيداً عن الديمقراطية وحُكِم العراق بالسيف والقمع والمخابرات ابعد العراق عن طموحاته الديمقراطية.
نحن لا نقيس الدول بعدد عماراتها او طول شوارعها ولكننا نقيس الاسم بعدد المتعلمين من افراده ونسبة هذا التعلم ورسوخ الديمقراطية في مؤسسات دستورية ووجود قضاء عادل يقضي بين الناس مع عدالة تشمل الكل. هذه الثوابت الحضارية تؤدي الى التقدم التطور التكنولوجي العلمي وهو ماحصل في اوربا في القرنين الماضيين ايام الثورة الصناعية.
ان الظروف العالمية في الوقت الحاضر والاحداث المتلاحقة في الشرق الاوسط جعلت من مسيرة مجاهدي خلق التي حاربت نظام الشاه بكل قوته وجبروته واستطاع الخميني ان يسرق هذا النضال الطويل لهذه المنظمة ثم يبدأ باعلان الحرب عليهم هذه حقائق دامغة لا يمكن مناقشتها ولكن المهم ان يتلاحم الشعب العراقي ومنظماته الديمقراطية مع مسيرة نضال مجاهدين خلق وهي منظمة لم تاتي بأي اذى وبأي شكل ضد الشعب العراقي وانما كان هدفها الرئيس هو فصل الدين عن الدولة والعمل على اسقاط نظام الملالي.
نحن كمنظمة محامين بلا حدود واكبنا المسيرة القانونية التي نجحت المنظمة فيها مما جعل المحكمة العليا البريطانية تصدر قراراً باخراج هذه المنظمة من قائمة الارهاب وحسناً فعلت فأن هذه المنظمة ليست ارهابية وانما منظمة سياسية لها هدف واحد هو انهاء حكم الملالي وابداله بحياة ديمقراطية وهذا مايطلبه كل العراقيين في الوقت الحاضر بتبديل نظام الملالي الطائفي الى نظام ديمقراطي حديث.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - راي
نجم ( 2009 / 2 / 12 - 23:20 )
اول مقال ناضج ومتوازن
اقرته للكاتب .....

اخر الافلام

.. بين أنستغرام والواقع.. هل براغ التشيكية باهرة الجمال حقا؟ |


.. ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 34388 منذ بدء الحرب




.. الحوثيون يهددون باستهداف كل المصالح الأميركية في المنطقة


.. انطلاق الاجتماع التشاوري العربي في الرياض لبحث تطورات حرب غز




.. مسيرة بالعاصمة اليونانية تضامنا مع غزة ودعما للطلبة في الجام