الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى البرلمان العراقي .... أقترح

نبيل تومي
(Nabil Tomi)

2009 / 2 / 13
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


يعد البرلمان آحدى الواجهات الأساسية للتشريع العام في آي بلد من بلدان العالم
بعد النجاحات الكبيرة والعظيمة والضخمة المتتالية للبرلمان العراقي وأعضائه في الفترة الماضية ، ومن كثرة مـا أصدر وسـّن من قوانين وأنظمة جديدة التي صبت أغلبـها في محيط رفعة الشعب العراقي وتقدمه وتطويرأدوات حياته من البدائية إلى الأكثر تقنية وحضارية في ظرف قياسي من الزمن الجديد بعد سقوط التخلف الذي قادهُ النظام السابق . وأدخلنا برلماننـا العتيد في حالة التجدد والبحبوحة والتغير ، ممـا جعلنـا فخورين بكونـنا ننتمي إلى هذه الـبقعة من الأرض التي تجمع ممثليـنا الأكابر الذين أنتخبناهم سابقـاً لتنفيذ هذه المهمات . فعلى سبيل المثال لا للحصر ، أحاول إيجاز هنـا بعض منجزات العصر الراقية التي شرعت من أجل تنظيم حياة العراقيين أجمعين بدون إستثناء .... فلقد سُنـّـت قوانين المجتمع المدني المتحضر التي ساوت الجميع أمام القانون ولم تفرق بين المرأة والرجل ولا بين المسلم والمسيحي والصابئي المندائي أو الإزيدي والشبكي وغيرهم ، وأيضاً ساوت بين الحاكم والمحكوم ووضعت القانون فوق الجميع ، عملاً بـ ( لا فرق بين أعجمي اوعربي ألا بالتقوى ) .... فبذلك يحق للأعاجم أن يعبثوا في أرض العراق فساداً مـا شـاؤوا وما رغبوا ، ، وبتالي نفس الأحكام تنطبق على جميع العربان من اليمين إلى أقاصي اليمين المتطرف أيـضاً . إستناداً على ذلك القول المأثور .
نعود إلى منجزات مجلس نوابنـا المؤقر حيث حـّـدث جملة من القوانين كقانون الأحوال المدنية الذي يعتبر أنموذج راقي لحضارة وادي الرافدين والأنسانية ، و كذلك وضع قوانين تتعلق بشؤون مختلف طبقات المجتمع العراقي الزاهي والسعيد بعد مـا تخطى جميع المعوقات وأبعد الدين عن الدولة ، وراحت تلك الأنظمة والقوانين تبشر بأن العراق لا بد وفي وقت جـد قصيرسيغدو منارة للعلم والمعرفة وستشع فيه أنوار المستقبل الزاهي الذي هو أنتظار البشرية جمعـاء ، ومـا أجمل أن ترسخ قوانين العدالة الأجتماعية بين الحاكمين والحاكمين أنفسهـم ( لا تسأل من أين لك هذا ، و كيف ستنهب وماذا ستنهب ) ، أقـرت أنظمة تهتم بصغائر الحياة مثل كيفية عبورالسابلة ، والأولوية للعربات المنطلقة بجنون وعنجهية ، والأكثار من إشارات المرور من أجل تسهيل وحماية العربات الخشبية إلتي يجرها العربنجية أو الحمير وهذا يدخل ظمن قانون حماية الحيوان المتطور جداً في العراق ، ولم يقتصرالأمرعلى ذلك وإنما تعداه إلى سن أكثر قوانين حضارية في مجال تربية والتعليم وتنشئة الطفل ، وشؤون الدراسات العليا والجامعات والمعاهد و..و القائمة تطول ، أما في شؤون الصحة العامة فحـّدث ولا حرج ، دخلت التشريعات والأنظمة حتى لتنظيم حياة الكلاب والقطط ودورات المياه ، والحيوانات الآخرى التي لم تحظـَ بمثل هكذا أجواء ملائمة في العالم الشرقي والغربي ، وبتالي لم ينسَ [ حبيبي مجلسنـا ] ! ( نسبة إلى إمـامـنا الكبير المقتدى به , طـّول الله غـيابه ) ، ذكر الأنظمة التي تخص الطيور وأصحابها (المطيرجية ) .
كثيرة هي الأنجازات والتشريعات مثل حماية الصحفيين ، الطلاب ، العمال ، وبقية شرائح الشعب السعيـد ، وأصحاب الدكاكين والبصّطات التي تجـّمـل الأرصفة والشوارع المبلطة حديـثاً والساحات العامة ولم ينسوا أصحاب القنادر أيضاً ، برلمانـنا العتيد شرع الأنظمة والقوانين التي تسهل للتجار إدخال كل مـا هو فاسد من بقايا أسواق الغرب والشرق ليتناولها المواطن العراقي بأعتباره مركزاً أرئسيـاً للتجارب الأستهلاكية على الأنسان ( لأن معدة العراقي أمبلّـطه ) ، وخاصة من الآخت الكبرى أيران ، ناهيك عن المشاغل الثانوية الآخرى إلتي تشغل بال البطرانين ، وبعد أن أستنفذ البرلمانيون الزاهدون النـاسكون حـّد اللعنة .... !!! تلبية كل حاجات العراقيين أرتأوا أن يؤسسوا شركة عامة للنقل البريدي الفائق السرعة وغايتها نقل كل مقترحات أبناء الشعب أليهم من أجل الأستجابة الفورية والسريعة لهـا ( خوفـاً من أن قد يكونوا ظلموا فرداً واحداً من أبناء الشعب ، ويقعون في المحظور ومعصاة الله) .
وكتبت جملة واحدة على صناديق المقترحات التي وزعت في جميع أرجاء الوطن تقول (يعتذر البرلمان العراقي إلى الشعب فيما إذا نسى أو اغفل ، من غير قـصّد فردا أو شريحة أو فئة لم تـنّـل حقها وحقيقها من ثمار الخير والرفاه والعطاء الكبير النازل بحمد لله من السماء على الجميع ، مقترحاتكم تصلنـا ) .
وبـما أن الأنتخابات قد أنتهت والفائزين سيستلمون مهامهم بشكل سلس من الخاسرين في المباريات الودية جداً وأجواء الديمقراطية الجميلة والمباركة ( بحيث لم نرَ شرطي واحد أو جندي واحد في الشوارع يوم الأنتخابات ...!!! ) ممـا أضفى البهجة والسعادة في القلوب ، وأقيمت لذلك الأحتفالات على قـدم وسـاق في أغلب مدن وقرى العراق من شماله حتى جنوبه فالرقص والغناء والمباهج العامة تعلو أوجه العراقيين في كل مكان ، ومـا زالت الأعراس والأتراح قائمة ، حتى يظهر أن الخاسرين أكثر الناس سعادة وفرحة بتسليم كراسيهـم ومهامهم ومشاريعهم الوهمية وكل المخططات المستقبلية التي لم يسعفهم الحظ بتنفيذها ... والمغادرة بكل ود ومحبة وتقديم التهاني والتبريكات للفائزين من غير حــسد .
فأقترح على برلمانيين العتات وعلى رئيسه المنتظر القادم بأذن الواحد الأحد ( على فكرة ليس هناك أحداً من أعضاء البرلمان يريد أن يستلم مهمة الرئيس بسبب قوة الأيمان والنزاهة والعفة والزهد ..!!! فالجميع يرفض من أجل الآخر ، وهذه قمة الكرم والتضحية ) ..... يـا سلام .... سـلم . أقتراحي عليكـم أيها النـُساك أن تحتفلوا بالخاسرين والذين أنتهت مهامهم ومسؤلياتهم بعد الأنتخابات بــ
1 – تخصيص جوائز نقديه كبيرة وبالدولار (طبـعـاً ... طبـعـاً مـا تقبل غلط ) على كل الخاسرين تقديراً لجهودهم الأستثنائية في مـا قدموه أثناء توليهم ( العرش ) اقصد المسؤوليه في تنفيذ المهام الصعبة خلال السنوات الماضية .
2 – إقرار رواتب تقاعدية مجزية لهم من أجل أن تحميهم من الفاقه والجوع لأنهم كانوا من أشد الناس زهداً وتنسكـاً وتقشـفاً ، ولم يقبلوا على أنفسهم فلس حرام من مال العام ، ولم يستغلوا الكرسي والسلطان وحرموا أنفسهم من جميع أشكال مباهج الحياة ونعمها وعله ُ توزع لهم قطعة أرض صغيرة أو دار سكنية لقاء نزاهتهم .
3 – تقديم شهادات تقديرية بحسن السلوك والسيرة لما أبدوه من تفاني ونكران الذات وسهرالليالي وفراق العائلة والأحباب ، (كمـا تفعلون أنتم في مجلس النواب ) بأعتباركم المثل الذي يحتذى بهم في التضحية والعمل المتفاني من أجل أسعاد الشعب ليل نهار ، لأنكـم مؤمنون وتشعرون بالمواطن وقسوة الدنيا والزمن عليهِ . وبتالي تقديم أنواط ونياشين لهم للخدمات الجليلة التي قدموها . ( يستاهلون ) .
4 – وكتقدير لهم ولتلك الجهود يسمح لهم وعلى وجه السرعة السفر خارج العراق للراحة والأستجمام مدفوعة الآجر من المال العام لأنهُ ( زايد عن اللزوم ) . لمـا أبدوه من عنـاء وإرهاق في العمل المضني المتواصل طيلة السنوات الماضية .
أمـا بعـدُ فعلى الفائزين الجدد والذين أنتخبهم شعبنـا لخدمتهم ، الاستمرار في مشوار السابقين ..... فأني على ثقة من أنهم قادمون وهم مشمرون عن سواعدهم وقـد ( حـدّو أسنانهم ) وبأنهـم قـد حلفوا اليميـن بأنهم سوف لا يختلفون عن الآخرين حمـاسة في العمل وبأنهم سيكونون أكثر وعـيـاً وصلاحـاً ونـفعـاً وجنـياً وقـبضـاً وأوفر صيداً للفرص من السابقـين ، ولأن المرحلة تقول أفعل أي شيئ مـا دمت لا تخجل .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -