الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تظاهرات التضامن مع غزة، إستفتاء جماهيري، وصرخة -لا- مدوية في وجه الطرح الإقليمي

خالد كلالدة

2009 / 2 / 13
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


تقوم بعض القوى بطرح مفهوم حق العودة الكامل أو الحر، وتعني به عودة أكثر من مليوني أردني من أصل فلسطيني، في ظل غياب حق العودة الفعلي، مما سيؤدي إلى حرمانهم من حقوقهم السياسية، وبث حالة الانقسام الإقليمي التي ستفضي لاحقا لسياسة المحاصصة والوطن البديل.

البعض الأخر يطرح مسألة المحاصصة بين الأردنيين في المناصب السياسة على أسس إقليمية لحل مسألة ما يسمى بالحقوق المنقوصة، والتعويض المادي والنفسي، بالوطن البديل، للأردنيين من أصل فلسطيني عن حق العودة.

وفي النهاية، يتساوى الطرفان في شد حبل الإقليمية، وفي تصورات الحل النهائي، مما يؤدي لتخفيف العبء عن إسرائيل، رغم أنهما يبدوان على طرفي نقيض في المواقف.

المشكلة السياسية في الأردن ليست إقليمية بل تكمن في غياب الديمقراطية، والتحكم المطلق للتحالف الطبقي الحاكم بآلية تشكيل الحكومات، التي تعتمد على الولاء التام لمجلس النواب في منح الثقة، وإقرار القوانين المخالفة للدستور. وقد تنازل المجلس فعليا عن سلطاته الرقابية والمحاسبية للحكومة، وأدى ذلك إلى طغيان السلطة التنفيذية، في ظل مصادرة صلاحيات محكمة العدل العليا كمحكمة دستورية. ويعود سبب ضعف المجلس إلى قانون الصوت الواحد الذي يضعف الأحزاب، ويسهل عملية تزوير الانتخابات.
إن حركة اليسار الاجتماعي الأردني، وبعد دراسة مستفيضة للطروحات التي قدمتها عدة شخصيات في مبادرة تحويل الأردن إلى ملكية دستورية، أو غيرها من الطروحات تتقدم بالملاحظات التالية:

• إن الإصلاحات السياسية تأتي بتفعيل الدستور القائم، ووضع قانون جديد للانتخابات العامة، يضمن إشراف القضاء عليها، ويتطلب وجود مراقبين دوليين، وتحقيق استقلال القضاء لإطلاق الدور الدستوري لمحكمة العدل العليا. وهذا ضروري لتفعيل الطابع النيابي للحكم، وإلا كانت العملية قفزة إلى المجهول، فما فائدة أي دستور إذا تم تزوير إرادة الشعب في انتخاب ممثليه.

• ترتبط الإصلاحات السياسية بإصلاحات اقتصادية، تضمن للمواطن القدرة على اتخاذ موقف حر، دون أن يكون مضطراً لتقديم تنازلات على حساب رأيه، بسبب ظروفه المعيشية، وإلا عدنا إلى ظاهرة شراء الأصوات ووصول الأثرياء والمتنفذين إلى الأغلبية. وعليه فإن المناداة بتعزيز الدور الاجتماعي الرعائي للدولة، ومحاربة البطالة والفقر، يرتبط ارتباطاً وثيقاً بأية دعوة إصلاحية، وسيعزز من استقلالية موقف المواطن ويعتبر شرطاً ضرورياً لها.

• محاربة الإقليمية والمروجين لها، وتعزيز الإنتماء الوطني وتكافؤ الفرص أمام الأردنيين، بما يكفل تطور سلمي وديمقراطي للمجتمع. ينبغي المراكمة على مكاسب ديمقراطية واجتماعية قابلة للتحقيق، ضمن برامج طويلة المدى لتعزيز المساواة المدنية، وصولاً إلى عدالة اجتماعية حقيقية. وعملية التطور التدريجي هي جزء مهم من آليات تطوير وعي شعبي ديمقراطي يتجاوز الانتماءات الضيقة.

• لا يمكن إنجاز الهوية الوطنية الأردنية دون هزيمة المشروع الصهيوني. وحق العودة مرتبط أساساً بهزيمة ذلك المشروع. وحتى ذلك الوقت فإن الأردنيين من أصل فلسطيني هم مواطنون أردنيون لهم كامل حقوق المواطنة المدنية والسياسية، وعليهم نفس الواجبات، مع احتفاظهم بحق العودة. ويقررون في الوقت المناسب وبمطلق الحرية خيارهم بين العودة أو البقاء.

إن حركة اليسار الاجتماعي الأردني تعلن عن افتخارها واعتزازها بالوحدة الوطنية الراسخة التي تجلت أثناء التظاهرات الأخيرة للتضامن مع غزة، وتعتبرها استفتاءا جماهيريا، وصرخة "لا" مدوية في وجه الطرح الإقليمي. ونعيد التذكير بأننا طرحنا، وبكل جرأة، وفي وقت مبكر، قضية عودة الولاية العامة للحكومة، وإصلاح القوانين الناظمة للانتخابات والحريات العامة، وقضية دور الحكومة في إدارة الاقتصاد، كركيزتين متلازمتين للإصلاح العام في الأردن. وهي الآن فرصة لإعادة التأكيد على تينك الركيزتين.


* الأمين العام لحركة اليسار الاجتماعي الأردني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رؤية حضارية
ابراهيم علاء الدين ( 2009 / 2 / 12 - 21:24 )
الاستاذ خالد كلالده المحترم
تحية واحترام
انا ما تفضلت به يعتبر من وجهة نظري رؤية حضارية يمكن بمقتضاها تحقيق نقلة نوعية في المجتمع الاردني، واسمح لي ان اضيف ملاحظة وهي ان تقدم البند الثاني على كافة البنود والذي قلت فيه - ترتبط الإصلاحات السياسية بإصلاحات اقتصادية، تضمن للمواطن القدرة على اتخاذ موقف حر، دون أن يكون مضطراً لتقديم تنازلات على حساب رأيه، بسبب ظروفه المعيشية، وإلا عدنا إلى ظاهرة شراء الأصوات ووصول الأثرياء والمتنفذين إلى الأغلبية. وعليه فإن المناداة بتعزيز الدور الاجتماعي الرعائي للدولة، ومحاربة البطالة والفقر، يرتبط ارتباطاً وثيقاً بأية دعوة إصلاحية، وسيعزز من استقلالية موقف المواطن ويعتبر شرطاً ضرورياً لها-؟
حيث انني لا اعقد انه يمكن تحقيق اي من الاهداف الكبرى التي طرحتها دون الاصلاحات الاقتصادية، وهنا اسمح لي ايضا بان اطرح بديلا لتعبير الاصلاحات الاقتصادية واقول التنمية الاقتصادية التي تؤدي الى الازدهار الاقصادي
فطالما ان الاقتصادي الوطني قائماعلى التداول العقاري وثقافة -الدونم- فلا يمكن تحقيق اي من الامال العظيمية التي يناضل حركتكم الموقرة.
مع خالص الشكر والتقدير


2 - أتمنى التوفيق
سعيد العلي ( 2009 / 2 / 12 - 22:28 )
الطرح جريء ومبدئي لقضية شائكة ومعقدة، إلا انه متوازن. المشكلة في العالم العربي هي دائما تزوير إرادة الناخبين وحصول الزعماء على نسبة 99,9 % أو على الأغلبية النيابية كما هو الحال في الأردن. الإتحاد الأوروبي وأمريكا قد تتغاضى عن إرسال مراقبين دوليين للأردن
وذلك لأن النظام يستخدم فزاعة الإسلاميين لديكم، وهو بذلك يضمن السكوت الغربي عن التزوير، إضافة للتعاون الأمني للأردن مع الغرب. أعتقد أن المسألة بحاجة إلى تغيير الخطاب السياسي للإسلاميين، وإلى قوى يسارية برامجية لتعزيز الطرح العلماني.


3 - شكرا للشجاعة
اليسا ( 2009 / 2 / 12 - 23:17 )
عندما يتم حظر الأحزاب والنشاط السياسي تأخذ حركة الاحتجاج والتغيير أشكالا أخرى تقليدية، كالتحركات العشائرية أو الدينية أو الطائفية أو الإقليمية. وأعتقد أن القوى المحافظة هي المستفيد الأول من إثارة النعرات الإقليمية لإجهاض الإصلاح بإخافة المجتمع، والإدعاء أن الشعب لم ينضج بعد للحياة الحزبية والأحزاب غير مؤهلة بعد، وبحاجة إلى التنمية السياسية.
ولذلك ينبغي عدم الخوف من الحوار.


4 - والله زمان
أسامة فخر الدين ( 2009 / 2 / 13 - 08:50 )
أهلا بالرفاق الأشاوس من جبال عمان وسهول إربد، كما عهدناكم دائما، بمواقفكم الصلبة العنيدة كصخور البتراء. تقاسمنا وإياكم الحلوة والمرة. إن من يطرح الأمور بهذه الطريقة نأتمنه على القضية الفلسطينية أكثر من المدعين بالوطنية لدينا. لو أن الطرق سالكة دون الحواجز الإسرائيلية لانتخبناك نائبا لجنين كما انتخبنا يعقوب زيادين عن القدس.


5 - ضد القوى الإقليمية
أحمد الناطور ( 2009 / 2 / 13 - 09:30 )
طرح ناصع وواضح ويناقض كل الأطروحات الإقليمية المتخفية والعلنية


6 - you are in the right direction
abo zaid ( 2009 / 2 / 13 - 09:36 )
thank you it is a great article


7 - المطلوب المزيد من التوضيح والتفصيل بشأن الوجود الفلسطيني في
صالح ابو طويلة ( 2009 / 2 / 13 - 09:49 )
شكرا على هذه المقالة المهمة ونتمنى من الدكتور خالد اثراء القراء بمزيد من المقالات التي توضح الكثير من القضايا والاشكاليات المتعلقة بحقوق الفلسطينيين في الاردن وموقف حركة اليسار منها وحبذا لو كانت على شكل حلقات


8 - ديمقراطية ولكن...
أبو عواد ( 2009 / 2 / 13 - 10:37 )
الأستاذ خالد، الأردن وطن المهاجرين والأنصار، والعشائر الأردنية تشمخ وتعتز بالعروبة، ونحن لفلسطين والعراق ولكل العرب وهم لنا في ظل القيادة الهاشمية، لكن مسالة الديمقراطية الجرعة الزائدة منها ستؤدي إلى التخمة بل وتآمر بعض من حولنا علينا. فيجب أن لا نبتعد كثيرا أمام الركب وإلا سنكون في عزلة. أعتقد أن برلمان توافقي هو الحل الواقعي الآن لحين إصلاح القوانين وجعلها دستورية. بعد ذلك يمكن الحيث عن إنتخابات حرة ونزيهة تؤدي إلى تعويم الوضع السياسي بين حكومات يمينية ويسارية ولكن بتوافق بين المواطنين على العلمانية والوسطية. فلا مجال للتطرف الديني أو العقائدي أو الإقليمي أو الجهوي.


9 - لا لزارعي بذور الاقليمية
ابو عمر ( 2009 / 2 / 13 - 11:41 )
لا جدل ان مقالة الرفيق خالد ستقبل الاجماع السياسي من كل الاطياف و الاطراف ما عدا هؤلاء المستفيدين من اثارة النزعة
الاقليمية و المروجين لها ان كانو اعضاء احزاب او منظمات او افراد او حتى اطراف حكومية رسمية و من هنا اود ان اشدد ان طرح الاقليمية و بهذا الوقت الحرج من صراع القوى الوطنية و اليسارية من اجل اقامة الدولة الفلسطينية و دعمها لمبداء المقاومة الشريفة ضد الاحتلال ان كان في فلسطين او العراق و اعادة تشكيل اليسار العربي فان الطروحات الاقليمية لا تخدم الا الاعداء و مصالحهم
نشكر الرفيق خالد على هذة المقالة القيمة


10 - مشكلة الأردن
جهاد علاونه ( 2009 / 2 / 13 - 14:12 )
مشكلة الأردن حكومة وشعبا هو في غياب المؤسسات الدمقراطية فعلا وممارسة , بالتالي النقص العام في مؤسسات المجتمع المدنية المنبثقة عن تلك الأحزاب والهيئات .

وكذلك سيطرت وتدخلات المخابرات في تلك المؤسسات للحيلولة بينها وبين التنمية الشاملة , معتقدة إعتقادا خاطئا أنه من الممكن المصالحة والتقدم مع إمانية غياب تلك المؤسسات المدنية


11 - كيف؟؟؟؟؟
Carlos ( 2009 / 2 / 13 - 15:12 )
؟ كلام جميل يا رفيق لكن ما هي الاليات ؟ وما هو حجم اليسار ان وجد؟ علما ان الحفاظ على الهوية الوطنية الفلسطينية هو مطلب ثوري في مواجهة المشروع الصهيوني


12 - اليسار الأردني : رد فعل فقط
محمد عبد القادر الفار ( 2009 / 2 / 13 - 17:43 )
ولماذا كان اليسار الأردني يا أستاذ خالد ينتظر رحيل الغرايبة وغيره ليقودوا مبادرة الملكية الدستورية وغيرها،، وأين اليسار الاجتماعي بالذات من الحراك السياسي الجاري وما هي فرص وجود يسار حقيقي في ظل انضواء اليساريين دائماً في التظاهرات واللطميات التي تقودها قوى الظلام الذين يبدو أن اليسار الأردني يجد فيهم شريكاً جيداً في مواجهة الفقر والبطالة والإقليمية


13 - من داخل اليسار الاجتماعي
حمزة البديري ( 2009 / 2 / 13 - 18:09 )
المحاصصة هي الحل الوحيد لانصاف الاردنيين من اصول فلسطينية
بعد 40 عام من التهميش
كيف يمكن اصلاح الوضع في اجهزة الامن الاردنية التي يشكل الشرق اردنيين رافدها الوحيد من دون خطة محاصصة حقيقية؟


14 - الأردن - أنجح تجربة للوحدة العربية
عمر شاهين ( 2009 / 2 / 13 - 18:10 )

المسألة ليست في الدستور، ولا في الميثاق الوطني كما يذهب أصحاب مبادرة -الملكية الدستورية- أو -الحقوق المنقوصة-، بل في مصادرة الحريات، وفي تزوير الانتخابات وتوفير أغلبية نيابية مريحة لصالح الحكومات اليمينية والرجعية، وعند تعذر ذلك، نتيجة النهوض الجماهيري، كان يتم تجاوز الدستور وتعطيل الحياة النيابية، وانتشار القمع بتواطؤ مع الحركة الإسلامية. وكان الأردن يحظى بدعم الغرب تحت حجة مكافحة الشيوعية. وبعد انتهاء الحرب الباردة كان يجب الانتهاء من هذه الصيغة إلا أنها تفاقمت، وأصبحت أكثر خبثا وتعقيدا، والتزوير أكثر نجاحا مع قانون الصوت الواحد واستخدام التكنولوجيا الحديثة والرقم الوطني.
وتقوم دائرة المخابرات العامة بتنظيم العملية من الألف إلى الياء، ابتداء بتحضير المرشحين، ودفع هذا للترشح، وثني ذاك عن الأمر بالترغيب والترهيب... وهي متهمة بالاعتداء الجسدي على النواب، أو الإعدام السياسي بواسطة بناء قضايا تؤدي إلى السجن لأغراض غير سياسية، وبالتالي الحرمان من الحياة السياسية.
وإذا كانت الدائرة قد مارست الضغط على المواطنين لمنعهم من العمل السياسي أيام الأحكام العرفية، فمع دخول الأردن مرحلة الديمقراطية، فقد جاء دور الأحزاب لإبعاد الدائرة عن العمل السياسي كأفراد ومؤسسة. وإلى أن يتحقق ذلك، يتع

اخر الافلام

.. رغدة تقلد المشاهير ?? وتكشف عن أجمل صفة بالشب الأردني ????


.. نجمات هوليوود يتألقن في كان • فرانس 24 / FRANCE 24




.. القوات الروسية تسيطر على بلدات في خاركيف وزابوريجيا وتصد هجو


.. صدمة في الجزائر.. العثور على شخص اختفى قبل 30 عاما | #منصات




.. على مدار 78 عاما.. تواريخ القمم العربية وأبرز القرارت الناتج