الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألفضائيات ألعربية ليست لتسويق ألاعلام وبناء ألوعي .. بل هي لتخريب ألعقول وافساد ألذوق ألعام .

حامد حمودي عباس

2009 / 2 / 13
ملف- دور الفضائيات العربية في تسويق الإعلام وبناء الوعي و توجيه الرأي العام


حاول الحوار المتمدن على الدوام أن يطرح أمام كتابه مهاما يحاول من خلالها مواكبة ذلك التحرك الديناميكي لعناصر الحياة والمتمثلة في ذلك الطيف المتنامي من الافرازات المجتمعية والتكنلوجية المتسارعة والمؤثرة في سير الاحداث سلبيا كان ذلك التأثير أم أنه ايجابي . ومن تلك الاسهامات المفيدة لموقع الحوار المتمدن كان مؤخرا ملف التصدي لدور القنوات الفضائية في نشر الوعي العام لدا شرائح المجتمع .
ان من أولى تداعيات خواطري أمام طرح هذا الملف هو أنني أحترت ومنذ البداية في أمر الاجابة على سؤال مفاده هو هل أن هناك اعلاما عربيا في الحقيقة الواقعة أصلا حتى نستطيع التصدي لمهامه ومؤثراته وسبل تطويره ؟ .. أم أن الامر لا يتعدى مسألة التوصيف المجرد والمعتمد على جرد ميداني لعدد كبير ومتنامي من القنوات الفضائية بينها المتزمت دينيا والاخر رسمي التوجه وثالث يطن ويرن بلا اهداف مسماة غير الكسب الرخيص عن طريق تلقي الهواتف وابتزاز الناس ؟
لقد أصبح عندي – وهذا موقف شخصي – لا أهمية أن يكون في بيتي تلفزيون من عدمه ما دام الانترنيت يحلق بي أينما أريد لا كما يريد هراطقة الاعلام وصناع الخبر المبطن ، ووجوده في بيتي وبين افراد عائلتي سببه هو حاجتهم لمتابعة المسلسلات المعاده وأفلام الكارتون والتسلي بحركات البهلوانيين العالميين لا غير حيث يعينهم ذلك على كسر الحصار النفسي والذي يمنعهم من ارتياد مقهى عام أو التمشي في حديقة عامه وبين الغام اجتماعية تهددهم بالتحرش والتهجم والسرقة وسط غياب تام لسلطة القانون .
وكي أكون أمينا في مذهبي بأن لا حاجة لمحاورة هيكلية الاعلام العربي من حيث القدرة على اغناء الناس بنفع يذكر ، لي أن أسأل أين هو الاعلام المرئي في بلادنا وحتى المسموع منه ؟ .. ماذا يمكن للفرد الواعي أن يرى من خلال برامج التلفزيون غير زعيق ونهيق واخبار تبدو للوهلة الاولى بانها غير محايده وموجهة حسب رغبة مطلقيها دون غيرهم ودون مراعاة لاحاسيس زبائن لا قدرة لهم على الهروب من ورطة المشاهدة المملة غير أن يقعوا في ورطة اكثر مساحة عندما يغيروا نوع القناة ؟ ..
الشاشة الصغيرة اليوم تعج بعشرات القنوات المنتمية لمنافذ الترويج الديني وبمختلف الاتجاهات والمذاهب ، وهذه القنوات آخذة في الازدياد وبشكل ملحوظ دون أن نرى بادرة واحدة لافتتاح قناة تلتزم بالخط الفكري المنتمي للتيار العلماني واليساري العقلاني والذي تفتقر له مجمل الحركة الاعلامية الملتزمة في البلاد العربية عموما ، ولم يدرك عقلي بعد ماهي الاسباب الداعية لذلك ، أهو الافتقار للمستلزمات المادية ام ان هناك اسباب اخرى ، وفي هذه الحالة ماذا يعني أن يقوم أفراد همهم الكسب المادي فقط بفتح قناة فضائية ولا يستطيع تنظيم باكمله أن يتخذ سبيل الاعلام المرئي والمسموع أداة له في نشر الوعي بين الناس ؟! ..
ان التردي الواضح على طبيعة الاعلام المطل علينا عبر شاشات القنوات الفضائية في البلاد العربية هو نتيجة حتمية ومنطقية لذلك الانحسار الكبير في كل عناصر الحياة العامه وانعكاس تام لكل جوانب الارث الرجعي والاستهلاكي والرأسمالي وهو أيضا ترجمة حرفية صادقه لتداعيات يأس المواطن من أن يعثر على مخلص له من واقعه المريض ، حيث نرى هذا اللهاث وراء عناصر التسلية المجرده والمشاهدات القسرية لافلام الرعب من خلال قنوات تخصصت بعرض هذه الافلام لتضيف الى الذوق الانساني في منطقتنا مزيدا من عناصر الخوف من سطوة جندي المارينز والمخلوقات البشرية المنسوخة عن الشياطين ومصاصي الدماء ، يقابلها قنوات اخرى تخيفنا في كل لحظة من عذاب القبور وويلات سدنة جهنم وسلاسل طولها سبعون ذراعا سنكبل بها يوم الحشرالاعظم ، وثالثة تعرض علينا حزورات لو افلحنا بحلها سنكسب ملايين الدراهم الخليجية بلا أرقام حساب في البنوك بل عدا ونقدا بمجرد الاتصال الهاتفي بمقدمي العرض .. ويبقى للمتتبع الواعي فقط هو أن يوجه سمعه ونظره الى قنوات سمت نفسها بالقنوات الاخبارية وهي الاخرى تصنع الخبر كما تشاء لا كما يشاء الخبر ذاته ، وتتفنن في اختيار صور القتل الجماعي ودفن الاحياء وهدم المنازل لتظهرنا أمام العالم كيف نتصارع أو كيف يصرعنا أعداؤنا ونحن نشتمهم أو نشتم بعضنا بعضا بلا هواده .. فكيف اذن يمكن لاحد أن يحضى بمشاهدة يوفرها له الاعلام المرئي كي يختار لذاته ما يعينها على التطور والنمو الذهني والنفسي باتجاه الاسهام في بناء كيان مجتمعي يتسم بالاستقرار وينزع نحو التطور على الدوام ؟ ..
انني انزع أحيانا للتمني بأن يسلك القائمون على ادارة الاقمار الصناعية الى ابتكار وسيلة تمكنهم من سن قوانين يكون بموجبها السماح للبث التلفازي لقناة معينه مقرون بمدى التزامها باخلاق وشرف المهنة ، وأن لا يسمح لتلك القنوات المتخصصة ببث الشعوذة الفكرية والتفسخ الثقافي والاسهام في نشر الغباء واشاعة خراب العقول بالترهات الرجعية المتخلفة ، ومنع البث عن أية قناة تحارب حقوق المرأة سواء باظهارها على انها سلعة رخيصة تعرض ازيائها وجمالها ومفاتن جسدها أو تلك التي تظهرها على انها أمة تباع وتشترى ولا يعتد بانسانيتها تماما كما تظهرها شاشات السلفية المقيته .
واتمنى ايضا ان لا تكون نظرتي سوداوية لو قلت بأننا نفتقد تماما في ايامنا هذه لشاشة تلفزيونية تخاطب المشاهد قبل أن تخاطب رصيدها المادي فحسب .











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسلسل-دكتور هو- يعود بعد ستين عاما في نسخة جديدة مع بطل روان


.. عالم مغربي يكشف الأسباب وراء حرمانه من تتويج مستحق بجائزة نو




.. مقابل وقف اجتياح رفح.. واشنطن تعرض تحديد -موقع قادة حماس-


.. الخروج من شمال غزة.. فلسطينيون يتحدثون عن -رحلة الرعب-




.. فرنسا.. سياسيون وناشطون بمسيرة ليلية تندد باستمرار الحرب على