الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوجه متعددة لحملة انتخابية نتيجتها معروفة

جمال الدين بوزيان

2009 / 2 / 14
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


اعتدنا في الجزائر على أن لا نرى مليمات و سنتيمات خزينة الدولة إلا قبيل بدء الحملات الانتخابية، خاصة تلك المتعلقة بالرئاسيات و الدساتير و البرامج و القوانين التي حتما ستكون نتيجة التصويت عليها بنعم، سواء رافقتها حملة انتخابية ناجحة، أو فاشلة، أو لم ترافقها أبدا.
لكن، الحملة الانتخابية هي لإكمال الديكور اللازم وجوده لتكون المسرحية جميلة و صالحة للمشاهدة. و لإيهام الناس بأن الحملة الانتخابية ناجحة، لا بد من فتح خزائن الدولة و تسخير محتواها للوصول للنتيجة الحتمية التي ستكون في النهاية مرضية لمن يتصرفون في مصير الجزائر و يقال عنهم بأنهم يحكمون و لا يظهرون في الصورة.
لذلك، لا يهم هذه الحملة هي لصالح الرئيس الحالي أم لرئيس آخر سيكون في مكانه حسب ما تتطلبه الظروف و ما يرضي أصحاب القرار و مصائر الناس، المهم، أن الحملة بدأت قبل موعدها الرسمي، و إن تعددت أوجهها، و إن جاءت في شكل لا يوحي للمرة الأولى بأنها تندرج ضمن الحملة الانتخابية.
بالنسبة لبعض قوانين الحماية الاجتماعية الخاصة بالفئات المحرومة، لماذا لم يتم تعديلها إلا قبيل الانتخابات الرئاسية؟ طبعا ليقال بأن ذلك التعديل و هذه الإكراميات التي نزلت على الفئات المحرومة هي من طرف سيادة أو فخامة الرئيس. لماذا ترفع منحة المسنين من 1000 دينار جزائري إلى 3000 دينار جزائري في هذا الوقت بالذات؟
و ماذا عن برنامج التشغيل الجديد الذي يقوم بتشغيل الشباب من ذوي المستوى التعليمي المتدني و الذين تقل أعمارهم عن 35 سنة، و بمدة عقد لا تزيد عن سنة أو اثنتان فقط؟ لماذا في هذا الوقت بالذات قررتم الانتباه لهذه الفئة و القضاء الافتراضي على بطالتها و بيع الأوهام لهم بعقود لمدة عام أو عامين، و بعدها يبقى مصيرهم مجهولا؟
أظن مدة عام تكفي، لأنه عندها تكون الانتخابات الرئاسية قد مرت بخير و سلام، و يكون أغلبية الشباب الذين شملهم برنامج التشغيل الجديد قد انتخبوا على ولي نعمتهم و صاحب الفضل فيما هم فيه ينعمون.
لماذا استهداف هذه الفئات بالتحديد بتلك البرامج قبل الانتخابات؟
فئة المسنين، و فئة الشباب ذوي المستوى التعليمي الضعيف، ربما لأنها الفئة الأقل وعيا، ربما هي لأنها الفئة التي تؤمن بسرعة بأحقية الرئيس الحالي في عهدة ثالثة بفضل تلك البرامج؟ هل يعقل هذا؟
و ماذا عن فئة الجامعيين و ذوي المستوى التعليمي العالي؟
و عن النساء، هل يوجد شيء من ضمن تلك البرامج المروجة للمرشح الحقيقي للانتخابات الرئاسية؟ أظن النساء في الجزائر أكبر فئة تقوم بالانتخاب، و عدم استهدافهن بمثل تلك البرامج يعتبر خطأ كبيرا من قبل مخرجي و مؤلفي المسرحيات الانتخابية.
استغربت هذه المرة عدم التكرم على الشباب الجزائري بالإعفاء من الخدمة العسكرية مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية!!! فمن المعتاد أن تكون هذه المبادرات هي من أولى خطط الترويج للانتخابات.
المهم، مع كل تلك البرامج الترويجية و القوانين الجديدة، سيكون طبعا من المنطقي جدا أن تكون نتيجة الانتخابات المقبلة لصالح فخامته، لأنه تكرم كثيرا على هذا الشعب مسنين و شبابا، ألا يحق له الحكم لعهدة ثالثة؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة : شهادة طبيب • فرانس 24 / FRANCE 24


.. -يوروفيجن- في قلب التجاذبات حول غزة • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الذكاء الاصطناعي يفتح جولة جديدة في الحرب التجارية بين بكين


.. إسرائيل نفذت عمليات عسكرية في كل قطاع غزة من الشمال وصولا إل




.. عرض عسكري في موسكو بمناسبة الذكرى الـ79 للانتصار على ألمانيا