الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سفر الخروج ولوثة العداء للحزب الشيوعي

الحزب الشيوعي السوداني
(Sudanese Communist Party)

2004 / 3 / 25
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


تعليقات في السياسية الداخلية
ليس جديداً ولا غريباً معاداة الإدارة الأمريكية للشيوعية. فهو عداء مستحكم ضارب في القدم منذ صدور البيان الشيوعي في العام 1848 فارتفعت قرون استشعار الإمبريالية العالمية للخطر الذي يهدد مصالحها ومستقبلها، منذرة ومحذرة من الشبح الذي يجول في أوربا، فتوحدت كل قوى أوربا العجوز في حلف مقدس لملاحقته والتضييق عليه.

وليس جديداً أيضا ولا مستغرباً ان تبلغ الإدارة الأمريكية عبر مناديبها الذين توافدوا بكثافة على البلاد في الأيام القليلة الماضية التي سبقت جولة مفاوضات نيفاشا ودار فور، سلطة الإنقاذ، بان الحزب الشيوعي السوداني هو عدوها الأول في السودان.

الجديد هوان تنصح الإدارة الأمريكية بدفع الشيوعيين للخروج من الاختفاء للنشاط العلني لأن الأحداث ستبتلعهم وتشغلهم عن عقد مؤتمرهم الخامس لحزبهم.

المفارقة تكمن في حقيقتين: أولاً: الحزب الشيوعي موجود بقيادته علناً في الساحة السياسية داخل البلاد وخارجها. وله صحيفة ناطقة باسمه وله موقع معلوم في الإنترنت ولديه لجنة اتصالات سياسية أعلنت أسماء أعضائها في الصحف ويتحدث عدد غير قليل من قيادته وأعضائه في الندوات وورش العمل المختلفة واللقاءات الجماهيرية واتصالات متواترة مع قيادات الأحزاب في التجمع والمعارضة الأخرى، ويقومون بواجباتهم في تنظيمات المجتمع المدني المختلفة ويسهمون في الكتابة في الصحف في القضايا السياسية والاقتصادية والدينية والأدب والفن وغيرها من الأنشطة، وهم يتحركون في كل مساحة ديمقراطية فرضها نضال الجماهير ويعملون معها على توسيعها وتقنينها. ثانياً: هذا النشاط لم يشغل الحزب عن مهام بنائه الداخلي وتجديد نفسه ولن يصرفه عن التحضير الجاد المثابر لعقد مؤتمره الخامس. وهو مصمم على أداء هذه المهام مهما كلفه ذلك من التضحيات والاستعداد لمواجهة فترة جديدة في مرحلة التطور الوطني الديمقراطي وفقاً لبرنامج محدد أقرته اللجنة المركزية للحزب.

نؤكد هنا، ان الحزب الشيوعي السوداني لا يرفض النقد لسياساته وأدائه ولا يهاب ما هو موضوعي وبناء منه بدليل نشره لمشروع دستوره في الصحف لتسهم جماهير شعبنا في نقد وتطوير ما هو سلبي فيه بما تقدمه من مناقشات ومقترحات.

ونقول لتلك الأقلام ذات الغرض لقد سبقكم إلى طريق معاداة الحزب الشيوعي والعمل لتصفيته قلم المخابرات البريطاني الذي كان يحصي أنفاس أبعد المحسوبين على الحزب الشيوعي ناهيك عن أعضائه، وقانون النشاط الهدام والاستخبارات المختلفة التي أسست تنظيمات مثل (الأخوان المسلمين) خصيصاً لمحاربة الحزب الشيوعي وكافة الأنظمة الديكتاتورية المدنية والعسكرية وواجه في تاريخه الطويل حملات ضارية لتصفيته فكرياً وجسدياً –مروراً بندوة معهد المعلمين الشهيرة والبيانات المفبركة باسمه والتجريدات شبه العسكرية التي هاجمت دوره وحاولت حرق بعضها وطرد نوابه من البرلمان وتحريم نشاطه ومطاردة قيادته وأعضائه اعتقالاً وتشريداً، والتعذيب حتى الموت في بيوت الأشباح والتي لم يسلم منها حتى الطالبات ناهيك عن أعداد هائلة من النساء.

في تلك المنعرجات السياسية والصراع الضاري ضد الأنظمة الشمولية فقد الحزب الكثير من أعضائه عسكريين ومدنيين وعلى رأسهم بعض قادته المؤسسين مثل الشهيد عبد الخالق محجوب والشفيع احمد الشيخ وجوزيف قرنق وغيرهم على يد نظام السفاح نميري.

في كل تلك المعارك كان بعض الكتاب المرتزقة في الصحف هم مقدمة فصائل الهجوم (الباشبوزق) على الحزب الشيوعي.

ومع كل ذلك ذهبت ريحهم وبقي الحزب الشيوعي قوياً متماسكاً في أحلك الظروف وأكثرها ظلاماً – يخطئ ويصيب، يصحح أخطاءه، يستفيد من تجاربه ويواصل مسيرته وسيظل هذا ديدنه.

ويحضرنا في هذا المقام ما قاله الصحفي المخضرم الأستاذ على حامد رحمه الله، وكان وقتها رئيساً لتحرير صحيفة الرأي العام، للأستاذ التجاني الطيب بابكر عضو سكرتارية اللجنة المركزية وكانت المعركة ضد الحزب الشيوعي قد انهزمت "ياخي انتو إيه؟ والله ده لو كان جبل كان انهد".

لم ينهد ولن ينهد الحزب الشيوعي لأن جذور أفكاره نبتت من تربة واقع السودان لتلبية احتياج موضوعي لشعب السودان في العدالة الاجتماعية والتقسيم العادل للثروة والمساواة في الفرص وفي المواطنة صرف النظر عن الدين أو الجنس أو اللون – وظل لصيقاً بشعب السودان يعبر عن تلك الطموحات وينهل من تجارب الجماهير وأشكال وأساليب عملها التي لا ينضب معينها. ولهذا ينغرس عميقاً في تراب الوطن مثل جبل يصعب ابتلاعه أو اقتلاعه طالما ظل أميناً ومخلصاً ومعبراً عن قضايا شعب السودان ومدافعا عن استقلال الوطن ووحدة ترابه.

ولهذا، فان اسطوانة سِفر الخروج التي تنصح بها الإدارة الأمريكية لابتلاعه في دوامة الأحداث، لا مكان لها، وسيواصل الحزب اجندة عمله المقررة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ألمانيا تقر قانونا لتسهيل طرد مؤيدي الجرائم الإرهابية | الأخ


.. أردوغان لا يستبعد عقد اجتماع مع الأسد: هل اقتربت المصالحة؟




.. قراءة ميدانية.. معارك ضارية وقصف عنيف على حي الشجاعية بمدينة


.. -من الصعب مناقشة كاذب-.. هكذا علق بايدن على -التنحي- | #عاجل




.. -لكمات- بين بايدن وترامب .. والأميركيون في مأزق ! | #التاسعة