الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لاقصائد

سعيدي المولودي

2009 / 2 / 14
الادب والفن



1 ـ
أنا المصفح، تراب رجليك، أو هامتك، تعتريني خلوة الريح، يا نخلة ضالعة في الكبرياء. إني عرجونك العاطل، أنام في مهب اليقظة.
ليس في الهوة إلا خطاي.شيء ما كالوقت يكنسني. مخافة أن يطير الصحو، أضع بندقية، وأنام في صدئها كالقبعة.
يملأني طقس الحر... هكذا تسرقني الحافات، أرتب ضيق الأسفار، أيها التعب: يا كم خطوة بيني وبين هذه المسافات الشاغرة.
(كان آدم إذا جاع، نسي حواء، وإذا شبع تذكرها)
أنا عنقود هذا المساء، أركض في جرة السؤال. غريق، أنا من لا يصل من غوصي، أنشب أظفاري، في عنق هاتيك الزجاجة..يا قاتلي المتربص، أيها اللامكان، جفت قدماي على ماء الرحيل..
تلبسني أكوام الغيظ. هذا الطول.وحدي أتشقق، يسكنني النجيع على الحبل، أيها الغارب المستطيل... هي، كم أنشودة تفصل بيني وبين النبوة.
أحس الآن أني محروس كالناب، مذبحة تتقدمني، كل السنان تتلصص جلدي، يا رمل العشق، أيها الموصد، إني أعترف: ما اجتمعت غمتي على ضلال.
تصطف الشدة في رقبتي. حدأة تجرب خوفها في سريري، أعواما تغلقني المودة، وأستيقظ على غريب ما يجتث صدري.
يقودنا طعم الغابات، هكذا: تجلس القبائل الصفراء على صفحة النهر، تبني هواها كالأغصان. لا مقام لاخضرار الصوت، أيتها الحواس الخمس: كم طعنة بيني وبين المنكبين.
حفاء هذه السواحل: دمي. من يا بستي يقترب حجر الريق
يا دوي الغبار الآتي، كم موتا يأتيني. تقضمني قبرة الوهم، أخشى في كل لحظة أيها الترف الأزرق أن نقوم بعد نفاد المقبرة...
(وكان آدم يمشي فتطوى له الأرض، صار كل مكان وضع عليه قدمه يفيض نفطا)



الواحد، دمي. في الغابات ينهض.

كأنما أجلس تحت ظل زوبعة،
تاريخ من الرمل في قدمي يبني مربعه.
كأنما أجلس في جوف ضفدعة
تساقط أسناني كجريد صومعة
خريف أبيض يرفع في دمي إصبعه
يسألني: يا نائما في خوف المزرعة
تعال، أعطني مداك للهزات الأربعة.

السائد، دمي. في الغابات يركض.

جسدي، صيف بارد كالممحاة
في ساعدي تنام أكواب الرعاة،
وخلاخيل السيل، وأغصان العراة
زمانا، أشق شارات العمر في السراة
وأمشي على حافات الضوء كالغداة.
فما وصلت. وصلني السيف قبل المخلاة.

العائد، دمي، في الغابات ينهض.

تسافر أوراقي في مروة العراء
أحط شفتي على سقف الهواء
مابين دفتي سماء برق الحناء
تلبس تاريخا من الدروع والأشلاء
عائد بخف الحنين، يا عروة الحذاء
هاتي مداك، لزلزلة الأشياء..

الراحل، دمي، في الغابات يركض.

واحات من دخان تغمض أسفاري
من ليلة عزلاء في حارات النهار
أفتح ساقي لمودة الأشجار
مجاعة زرقاء تشدني للأوزار
وأقف على غربة الأحجار
أحمل فضة المدائن، وكوة الأظفار
تسعني كل المرايا..فأنى لانحداري.

القاحل، دمي، في الغابات ينهض.

أيتها الحمامة البيضاء من التعب
رفرفي. فأنا تدخلني دودة الهرب
أيتها الغمامة العارية كالجرب
استيقظي. لا صحراء تقل أجراس العنب
ـ عفاك ـ يا امرأة التاريخ، هزي بجذع الغضب
فأنا تسكنني ضوضاء القصب.

3 ـ

حقيبة متهدلة، تتكلمني، كالغرابة
أضع يدي في مساء بارد كجذع الغابة
وأرحل من غرة البئر لبد القميص، كالذبابة...
مابين الشفة والشفة تجلس قطة الكآبة
مات سواد القلب، وهذا البياض أغلق بابه
هرب الدم من دورته، يا من تغتال أحبابه
وحاضت دموع الحقل، يا من تقتل أعشابه
ميتة كل السواحل، فأين يغرز السيف أنيابه...؟
خارطة مبللة، تشدني، أنا الرحابة.
يلملمني الطريق كالظل يهرق أتعابه،
وأنا... طالما اشتهيت أن أفتض أعتابه
ها هي الريح تلغوني، أو تذروني كالسحابة
قارات عابرة في وجهي تذرف أعنابه
مهلك. أيها الخيط الشارب أنخابه
تولني بالعدل، فأنا مملكة صبابة...
حديقة متورمة، تراودني، كالجنابة
أسرح في زمان غاو لا يغسل أثوابه
في منتهى الصدر وطني يلقيني أوصابه
أبني صوته في عز الطفولات، أو خرابه
وأحمل خوفه في برد العراء أنا الدابة
يسافر الرعب في أمشاطي، يلملم أذنابه
وأنا حقيبة متهدمة تأكل أعصابه.
ليس لهذه اللغة رقبة، فأين يغرز السيف أنيابه؟.
1985.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غير محظوظ لو شاهدت واحدا من هذه الأفلام #الصباح_مع_مها


.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف




.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس


.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في




.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب