الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قانون اعادة المفصولين للخدمه ، تكريما للميت ام نقمة على الحي ؟

ناديه كاظم شبيل

2009 / 2 / 15
كتابات ساخرة


قانون اعادة المفصولين السياسيين للخدمه ! تكريما للميت ام نقمة على الحي؟
كلنا يعرف جيدا حجم التضحيات الجسام التي قدمها الشعب العراقي في صراعه المرير مع النظام الدكتاتوري السابق ، ومن حصيلة ذلك النظام تشريد اربعة ملايين عراقي من كافة الطوائف والاحزاب السياسيه الى خارج الوطن ، اضافة الى المقابر الجماعيه والحروب العبثيه مع دول الجوار وما خلفته من مئات الالاف من الشهداء ، وحصيلة ذلك ايضا الاف الارامل والايتام .

كان النظام السابق يكرم الشهداء الذين زج بهم في حروبه الطاحنه تلك لا حبا للشهيد او اكراما له وانما لخدمة اغراضه الدنيئه وافكاره الشريره ، فحظيت زوجة الشهيد بمكرمه كما يسميها الدكتاتور وهذه المكرمه راتب تقاعدي شهري او سياره او قطعة ارض وما شابه ، وعندما تصاعدت اعداد الشهداء تقلصت العطايا بسبب انهيار الوضع الاقتصادي في البلد.

كان الطاغيه يحارب كل من ينتمي الى حزب اخر بحرمان ذويه من راتبه التقاعدي في حالة اعدامه او مغادرته البلاد ومصادرة ممتلكاته وحرمان اولاده او اقاربه من الدرجه الاولى لحد الدرجه الرابعه من اكمال الدراسه او الحصول على الوظيفه وفرض على كل فرد من افراد الشعب ملئ استماره امنيه يدرج فيها اسماء جميع الاقارب المتواجدين في الخارج والعاملين في صفوف المعارضه الوطنيه وذكر اسماء من اعدم منهم في تلك الاستمارات المرعبه تحت طاولة التهديد من قبل الاجهزه الامنيه القمعيه .

تنفس الشعب الصعداء بعد سقوط الصنم واستبشر خيرا بتشكيل حكومة وطنيه اختارها بملئ ارادته رغم المخاطر الامنيه الجسيمه التي كانت تهدد حياة الالاف من المواطنين في تلك الفترة العصيبه ، املا في بناء عراق ديمقراطي موحد ، يتساوى فيه جميع المواطنين بغض النظر عن انتمائاتهم السياسيه وتوجهاتهم القوميه او الطائفيه ، ليشمل العدل والمساواة الجميع .

لكن حصل شئ لم يكن في الحسبان ، اذ ان السلطة التي فازت بالمقاعد السياسيه خيبت امال واحلام الجميع ، وتركت ابناء الشعب العراقي البطل في خيبة ما بعدها خيبه ، اذ اصبح هم السياسي الوحيد هو ارضاء عائلته وحاشيته فقط ، فلقد اصبح عدد افراد الحمايه للمسؤولين مائه واربعه وعشرون الف شخص حسب مصادر وزارة الداخليه ، وهؤلاء يكلفون الدولة مبالغ باهضه ايضا ، اذن من يحمي الشعب الذي ابيد بايدي افراد الحماية والمليشيات ؟؟؟ ومن يعيل مئات الالاف من الارامل والايتام ؟؟

لقد امتلك اقارب المسؤولين السياسيين مليارات الدولارات ، بينما الارمله التي لا يتعدى راتبها المئة الف دينار عراقي او اقل تطرد من الخدمه ان لم تحضرشهادة رسميه تؤيد ان لها شهيدا من الدرجة الاولى او الثانيه !

اي بلد ديمقراطي ذلك الذي يكرم الميت على حساب الحي ؟ من اولى بالرعاية والعنايه الميت ام الحي ؟ ان الشعب العراقي البطل بجميع طوائفه عانى ولسنوات طويله من الظلم والاضطهاد ، ترى الا يكفي الحصار الجائر الذي دفع ثمنه ابناء العراق فقط والذي لم يؤثر في صدام وزبانيته شعرة واحده بل استفاد منه للهيمنه على الشعب الصابر واستغل الام الشعب وموت ملايين الاطفال كوسيله للضغط على المجتمع الدولي للرضوخ لنزعاته الشريره . الا يكفي هذا ان يكون سببا سياسيا لاعادة الموظف المفصول او المستقيل او الى الوظيفه ؟
اذن الحصار الذي عانى منه الشعب اشد المعاناة يكفي ان يكون اهم الاسباب السياسيه لاعادة المفصولين الى الخدمه ، فالكثير من النساء استقلن بسبب العوز والفاقه ولكون الراتب الشهري لا يكفي لاجرة النقل فقط من والى مكان العمل فكيف بهن في دفع اجور الحضانة لاطفالهن او شراء الملابس والاحذية التي لا بد وان تستهلك بسبب الاستعمال اليومي في الدوام ، ان تدهور الوضع الاقتصادي هو محصله للاوضاع المترديه انذاك والتي لم يكن للشعب البطل له يد في ذلك ..

ان اطنان القنابل المحرمه دوليا التي اهداها المجرم بوش للشعب العراقي بحجة ارساء الديمقراطيه سببت امراضا فتاكه للعراقيين من الشمال الى الجنوب ،والتي تسببت في تشويه الجينات الوراثيه للاجنه مما دعى معظم الامهات لترك الوظيفه والتفرغ لرعايه اطفالهن المرضى او المعقوين هذا سبب اخر ومهم لمنح المراة راتبا شهريا في بيتها واحتساب رعايتها لطفلها المعوق او المريض خدمة فعلية لغرض العلاوة والترفيع والتقاعد ، وهذا ماتعمل به الدول المتقدمه في ارجاء العالم .

على الدوله النظر بصوره جديه للاجئين والمغتربين العراقيين الذين فروا من ظلم واضطهاد النظام السابق ، او الذين هجروا قسريا من سكناهم لاسباب دينيه او سياسيه وذلك باعادتهم الى الخدمه للاستفاده من خبراتهم وكفاءاتهم العلميه لاعمار البلد ،وتوفير كافة متطلبات الحياة الكريمه لهم من سكن وعلاج مجاني وما الى ذلك .
للاسباب انفة الذكر يعتبر الشعب العراقي البطل مناضلا وطنيا من الدرجة الاولى وعليه يجب تكريمه وتوفير متطلبات الحياة الكريمه له بغض النظر عن كونه ينتمي لهذا الحزب او ذاك او ان كان لديه شهيدا من الدرجه الاولى او العاشره ، فماذا يمكنه ان يقدم ليثبت للحكومة وطنيته ؟ هل مطلوب من كل الشعب ان يستشهد لينال عطف الولة ورضاها ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي