الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عبد الزهرة غضبان = عبد الزهرة مال الله في العراق

جواد الديوان

2009 / 2 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


بين ماسي شباط الاسود 1963، تظهر طرائف هنا وهناك ربما تلطف ذكريات تلك الايام بابتسامة ساخرة او ضحك من الاقدار. ويروي والدي عن اعتقاله في تلك الايام حين وصلت قطعان الحرس القومي مع افراد من الشرطة المحلية لمقر عمله في شركة نفط البصرة BPC وفي النقليات، وصلوا ومعهم قائمة لمجموعة من الوطنيين والديمقراطيين وغيرهم لاعتقالهم. لم يعثروا على عبد الزهرة غضبان فقد هرب واختفى وقتها، فاشار بعضهم لاخر اسمه عبد الزهرة كذلك! ولكنه عبد الزهرة مال الله، واجاب الاخير بانه ليس الشخص المطلوب والاختلاف واضح في اسم الاب، الا انهم اعتقلوه لاكمال عدد القائمة المطلوبة. ويشرح مال الله اشكالية اسم الاب بينه وبين عبد الزهرة غضبان للحرس الوطني والشرطة واللجان التحقيقية مع مستمسكاته، والجواب يتكرر دائما "ليش اسم الاب يفرَق من شخص لاخر". وهكذا كان رجال الشرطة وقطعان الحرس الوطني ورجال القضاء! للانقلاب الدموي، وهي ايام يطلق عليها البكر اسم عروس الثورات!. ويتعظ البعث ايام حكم القائد الضرورة ويطلب الاسم الرباعي مع اللقب للفرد. وتداول الناس قصص تنفيذ حكم الاعدام بالمجانين بدلا من المجرمين او غيرهم مقابل الثمن، وبذلك يستحق ذلك القائد لقب عبد الله المؤمن لعدالته!. وربما اختلطت الصور على المتنبي لقوله:
كم ذا بمصر من المضحكات ولكنه ضحك كالبكا
في اشارته الى اشكاليات كافور في مصر، في حين يتشابه ذلك مع الوضع في بغداد في القرن الرابع الهجري من ظهور للقرامطة وسيطرة الاتراك والفرس بالتعاقب واقوام اخرى على دار الخلافة فيبدو فيها الخليفة بقرة ضاحكة (لافاشكيري).
وربما يعاني العراق من مشكلة الاسماء المتشابهه، وتكرر قصة عبد الزهرة غضبان وعبد الزهرة مال الله، عند مناقشة اشكالية المهجرين قسرا داخل العراق في برنامج بالعراقي في قناة الحرة. فلم يستطع اغلبهم استلام مكرمة الحكومة 150000 دينار، ويسهب مدير عام في وزارة المهجرين والمهاجرين في شرح الاسباب في تشابه الاسماء، المشكلة التي اعاقت تنفيذ المكرمة. ويستغرب مقدم البرنامج ذلك وربما اغلب المشاهدين. فقد كانت اليات تسجيل المهجرين معقدة!. من الحصول على كتاب تاييد من المجلس البلدي لمنطقة النزوح او الهجرة! ثم اعلام من المحافظة وبعدها دائرة لوزارة المهجرين والمهاجرين. وكل تلك المراجعات والكتب الرسمية مع مستمسكات واوليات البطاقة الشخصية وشهادة الجنسية وبطاقة السكن القديمة والبطاقة التموينية. ويتم نقل البطاقة التموينية وكذلك طلاب المدارس واحيانا مكان العمل وبكتب صادرة من وزارة المهجرين والمهاجرين. وربما تناست او اغلفت الوزارة الحصول على بصمة افراد العوائل المهجرة. ومع ذلك تواجه الوزارةمشكلة تشابه الاسماء فيتوقف العمل ببعض برامجها. ولا نعلم كيف استطاعت تجاوز المفوضية المستقلة للانتخابات مثل هذه الاشكالية فقد اعتمدت على البطاقة التموينية كذلك.
تذكرت هذه الاشكالية ووجدت عذرا لاعتقال عبد الزهرة مال الله بدلا عن عبد الزهرة غضبان، فهو تشابه اسماء قبل نصف قرن تقريبا! فكيف تستطيع تلك الكوادر على بساطتها تجاوز مشكلة تستخدم وزارة المهجرين والمهاجرين حواسيب دون ان تستطيع حلها.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شر البلية مايضحك
أحمد سمير ( 2011 / 12 / 26 - 18:54 )
يبقى الأهتمام بالكمية مقدما على الأهتمام بالنوعية لدى الشعوب التي نسميها من باب المجاملة -شعوب العالم الثالث- ولذلك لاأعتقد بأن المفارقة التي رواهها الكاتب هي حادثة غريبة أو معزولة عن واقع الحياة في بلد كالعراق يحرص فيه المدير قبل الغفير بالحفاظ على الشكل الخارجي للواجب المنفذ (الكم) دون أعارة نوعية العمل أي اهتمام يذكر.

اخر الافلام

.. زعيم كوريا الشمالية: حان وقت الحرب! فهل يشعل صراع الكوريتين


.. لافروف: ما يهم روسيا هو عدم صدور أي تهديد غربي لأمنها| #الظه




.. الملف النووي الإيراني يستمر الشغــــل الشاغـــل لواشنطن وتل


.. أول مرة في العالم.. مسبار صيني يعود بعينات من الجانب البعيد




.. ابتكار جهاز لو كان موجودا بالجاهلية لما أصبح قيس مجنونا ولا