الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللاجئين بين الشرعية الدولية والمبادرة العربية

علاء نايف الجبارين

2009 / 2 / 16
القضية الفلسطينية



سيشكل الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو الحكومة ، هذا ما رجحته وسائل الإعلام الاسرائيلة، على اثر النتائج المتوقعة للانتخابات التي أظهرت تقدم اليمين واليمين المتطرف في المجتمع الإسرائيلي على حساب الوسط واليسار، مما يؤكد أن خيار السلام ليس إستراتيجية إسرائيلية وإنما تكتيك يرد منه ذر الرماد في العيون ، وعلى الساحة الفلسطينية أصبح أمر التهدئة مع إسرائيل واقع، والتركيز في المرحلة المقبلة سيكون على بدء الحوار وإنهاء الانقسام وتبعاته، وبالفعل بدأت الاجتماعات واللقاءات بين قادة الحركتين التي نتمنى أن لا تتوقف لأي سبب كان.
من التجارب السابقة نجد اليمين الإسرائيلي هو الجهة القادرة على اتخاذ القرارات المصيرية المتعلقة بمستقبل الدولة العبرية، فمناحيم بيغن الليكودي وقع اتفاق كامب ديفيد مع مصر، ولحقه إسحاق شامير بالتفاوض مع منظمة التحرير التي كانت بالنسبة لهم في تلك الفترة منظمة إرهابية ومجرد الحديث عنها يعتبر جريمة، لكنه لم يذهب لمدريد بمحض إرادته بل بفعل الضغوط التي مورست عليه من قبل الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب وكان ذلك من نتائج حرب الخليج الثانية.

الشعارات والمحرمات التي أطلقها نتنياهو أثناء الحملة الانتخابية لم تكن سوى لحث الناخبين للتصويت لصالحه، بالتالي إذا ما أخذنا بجدية الإدارة الأمريكية الجديدة في التعامل مع ملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وبالتأكيد بمشاركة القوة الدولية الأخرى ، سيجبرها على قبول أي مبادرة قد تساهم في إنهاء الصراع، ولن يكن بمقدورها الرفض، والحل الوحيد الذي ستملكه سيكون من خلال خلق انتفاضة فلسطينية جديدة تعيد الأمور إلى المربع الأول.
فلسطينيا إذا تأكدت الرغبة الأمريكية بالتدخل الايجابي، اعتقد أن الحوار سيكتمل لأن الإطراف المعنية بعدم وجود توافق فلسطيني ستضطر لمواجهة الولايات المتحدة، ولذلك اتجهت دولة قطر إلى السودان لمناورة المصرين هناك، وسوريا مقبلة على علاقات ودية مع أميركا ولن تخسرها لأجل طموحات أخرى، أما إيران بمجرد تنحي قطر وسوريا فستكون يدها قصيرة في المنطقة ولن تكون ذو تأثير عظيم يذكر.

هذه الأحداث ستمهد لمفاوضات فلسطينية إسرائيلية، بالطبع ستكون الأخيرة مجبرة عليها في حال نفاذ خياراتها، والتساؤل هنا سيكون عن المرجعية التي سيتبناها الطرفين لتكون الأساس الذي ستنطلق منه المفاوضات، هل هي الشرعية الدولية، أم المبادرة العربية، أم خارطة الطريق؟
ما يتعلق بخارطة الطريق أو رؤية بوش، فهي منتهية بحكم غياب صاحبها الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش ويبقى خيار الشرعية الدولية أو المبادرة العربية.

الشرعية الدولية التي تمثلها قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالقضية الفلسطينية منذ نشأتها، و بدورها تتبنى المشروع الوطني الفلسطيني في إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين إلى ديارهم، وهذا ما ترفضه إسرائيل بشدة وترفض حتى الاعتراف بمسؤوليتها عنه، ومن اجل ذلك عملت جاهدة لتحيد الأمم المتحدة عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وكان آخرها تصريح الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن في رام الله عندما أصر على فشل المؤسسة الدولية في حل الصراع، والبديل الدعوة لمفاوضات ثنائية ترعاها الولايات المتحدة الأمريكية المنحازة بالطبع لقوة الاحتلال.

العرب بدورهم خرجوا بالمبادرة العربية التي تدعو إسرائيل للانسحاب من الأراضي العربية المحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية والتوصل إلى حل لمشكلة اللاجئين يتفق عليه وفقا لقرار 194 ، مقابل التطبيع الكامل معها ويعني ذلك إمكانية الوصول إلى تسوية مقبولة من أطراف التفاوض حتى لو كانت على حساب حق العودة .

بالمقارنة بين قرارات الأمم المتحدة والمبادرة العربية نجد أن الأخيرة هي الأنسب لإسرائيل خاصة ما يتعلق باللاجئين، وهذا ما سيدعو الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والقوى الدولية لتبنيها، ولكن فلسطينيا هل ستلبي المبادرة طموحاتهم بحل القضية الأصعب وهي حق العودة ؟ ومن سيملك الجرأة في التصرف بحقوق اللاجئين.

من هنا ندعو القيادات الفلسطينية للتمسك بقرارات الشرعية الدولية لأنها تحفظ كامل الحقوق الفلسطينية وعدم الاستسلام للضغوط مهما كانت رهيبة، فالتاريخ لن يرحم أحدا









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم


.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام




.. دلالات استهداف جنود الاحتلال داخل موقع كرم أبو سالم غلاف غزة


.. مسارات الاحتجاجات الطلابية في التاريخ الأمريكي.. ما وزنها ال




.. بعد مقتل جنودها.. إسرائيل تغلق معبر كرم أبو سالم أمام المساع