الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألايزيديون العراقيون الخصوصية واشكاليات الكوتا في برلمان أقليم كردستان

كامل الشطري

2009 / 2 / 16
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ألايزيدون هم شريحة اجتماعية ودينية أصيلة من مكونات الشعب العراقي تمتدُ جذورهم في عمق التاريخ الحضاري العراقي والانساني وكان حالهم كحال كل ابناء الشعب العراقي في عهد النظام البعثي السابق فقد واجهوا أبشع انواع القمع وألاضطهاد والتهميش والتعريب والتشريد والقتل ولايزال هذا الظلم والاجحاف قائم يلاحقهم بعد سقوط النظام البائد والى يومنا هذا ولعوامل عدة منها .

اشكاليات العلاقة ( ما بعد سقوط النطام السابق) بين انتماءهم القومي الكوردي والذي شوههُ النظام السابق من خلال عمليات التعريب وشراء الذمم وأنتماءهم الوطني بهوية عراقية و خصوصية كوردستانية وبين ولاء الاغلبية منهم بالانتماء الوطني لكردستان ووأيضآ تعارض خصوصيتهم الدينية والتي تميزهم عن بقية ابناء القومية الكوردية ألام وانعكاسات هذه الخصوصية الدينية في تمثيلهم بألهياكل الادارية العليا في حكومة اقليم كوردستان من سلطات تشريعية ( برلمان اقليم كوردستان) وسلطة تنفيدية ( الوزارات وتوابعها) وسلطة القضاء وكذلك ما يزيد الطين بلة ان مناطق الايزيدين وقعت بين فكي كماشة كونها مناطق متنازع عليها ولم يحسم امرها وبقيت متأرجحة فوقعت فريسة الارادات والاهواء و تعارض المصالح القومية والمتمثلة بأقليم كردستان والوطنية والمتمثلة بعموم العراق والضحايا بالنهاية هم سكان هذه المناطق والتي يقطنها الكثير من الاقليات والشرائح العراقية الاصيلة والعميقة بجذورها وحضارتها عمق الحضارات والتاريخ والانساني

ألايزيدون وكما ذكرت أنهم أصل العراق وأن ارضهم التي يقفون عليها ألان تمتد الى آلاف السنيين وبالتالي عليهم أختيار طريقهم القادم وبأرادتهم الحرة الكريمة وترسيخ أركان خصوصيتهم فالتشتت والتخبط والانقسام فيما بينهم وعدم تحديدد هويتهم الاساسية في انتماءهم القومي والوطني يجعلهم عرضة لأطماع الطامعين في العراق عمومآ وأقليم كردستان خصوصآ و على حد السواء .

إن قوة الايزيدون تكمن في الارادة الحرة و صحة اختيار طريقهم الديمقراطي وإنتماءهم القومي والوطني الذي لا مساومة فية والايمان بوحدتهم وتكاتفهم وتثبيت حقوقهم الدينية والقومية والوطنية وإزالة حيف السنين العجاف الذي لحق بهم نتيجة لأحلام الانظمة الشوفينية الدكتاتورية والطلعات القومية الضيقة لدى البعض في الاقليم والمركز الاتحادي و إذا لم ينتبهوا لحالهم واوضاعهم الذاتية والموضوعية فأنهم سوف يدفعون الثمن غاليآ و لا ينفع عض اصابع الندم بعد فوات الاوان و سيكونون ضحية تقاطع وتعارض المصالح للقوى ألاكبر والمؤثرة في القرار السياسي العراقي في المركز الاتحادي والاقليم الكردستاني العراقي.

إن المتنفس الديمقراطي في عراق ما بعد سقوط البعث حتى وان كان ليس بالمستوى المطلوب الذي يضمن حقوق المواطن العراقي بكل اتجاهاته وانتماءاته القومية والطائفية والفكرية إلا ان الهامش الديمقراطي و بالقدرالممكن لا يفرض او يسمح بتسلط شريحة أجتماعية عراقية ومهما كان حجمها وتأثيرها على شريحة أخرى لا قوميآ ولا دينيآ او مذهبيآ او فكريآ ومن كل مكونات الشعب العراقي.

وبالتالي فألايزيديون هم احرار وان تقرير مصيرهم بأيديهم وهم أصحاب القرار والارادة الجماعية اذا ما توحدوا وأستمعوا الى عقلائهم من حكماء ومخلصين ومن الفئات الاكثر وعيآ و ديمقراطية ومن الحريصين على مستقبلهم ومستقبل أجيالهم والاوفياء على ترسيخ وتعميق وحدتهم وتماسكهم وتثبيت هويتهم الوطنية والقومية والدينية وانتماءهم الوطني بعيدا عن الفرقة والمزايدات وشراء الذمم والترهيب والترغيب والاكراة ولي الاذرع .

ألكوتا ألايزيدية ومطالبتهم حكومة اقليم كردستان بتنفيذها.

أطلعتُ على الكثير من مقالات الاخوة الكتاب الايزيدين وغيرهم ومطالبتهم بضرورة تطبيق نظام الكوتا على الايزيدين حالهم كحال الاخوة من الشرائح العراقية الاخرى من مسيحيين وتركمان وعرب في برلمان اقليم كردستان وفي هذه النقطة اعتقد الاخوة الكتاب وابناء الديانة الايزيدية يعرفون ذلك جيدآ وهم انفسهم يقرون هذا وطالبون بتطبيقة في الاقليم وفي مناطق تواجدهم وهو انتماءهم القومي الكوردي والاقرار بوطنيتهم الكردستانية في احيان كثيرة وعلى الضد من وطنيتهم العراقية.

واعتقد هذا واضح وضوح الشمس و من خلال رؤية وسياسة حكومة اقليم كوردستان باحزابها وقاداتها ورئاسة اقليمها بان الكوردي مهما كان دينة او لونة او انتماءهُ الفكري يبقى كورديآ ضمن الاطار الاكبر للقومية الكوردية الام بغض النظرعن خصوصياته الفرعية الثانوية الدينية والمذهبية حاله حال الكوردي المسيحي والمسلم وبمذاهبهم المختلفة في الاقليم وبالتالي ومن خلال نظرة القادة الكورد فأن تطبيق نظام الكوتا على ألايزيديين والشبك سوف يشتت الوحدة القومية الكوردية ويضعفها ويشتت طاقاتها وبالتالي فهو خط احمر بالنسبة للقيادات الكورية ويعنبرونة ملف خطير لا يمكن فتحة او الخوض به.

وبالتالي تم استثناء الشبك والايزيدون من هذة الكوتا وشمول العرب في اقليم كردستان والمسيحيون بتشكيلاتهم المختلفة والتركمان كونهم شرائع اجتماعية عراقية كوردستانية لاتنتمى الى القومية الكورية ألام والتي تمثل الاغلبية الغالبة في اقليم كردستان والبرلمان الكردستاني من اجل مشاركتة هذة الاقليات في صنع القرارات الكبرى على صعيد الاقليم وعموم العراق وايصال صوتها و تحقيق مطاليب ابناءها الضروية حتى لا تهضم حقوقها وتبتلع من الاكبراما الشبك والايزيدون فاعتقد ان حكومة الاقليم وبكل هياكلها التشريعة والتنفيذية والقضائية هي الضامنة لحقوق الايزيدون والشك دستوريآ وبارادة من يمثلهم من ابناء قوميتهم الكوردية ألام في برلمان اقليم كردستان.

وهذا المنطلق من حكومة اقليم كردستان هو حرصها على وحدة الكورد بكل تصنيفاتهم الفرعية لمواجهة قوة المركز الاتحادي في بغداد وكذلك رؤى الاغلبية العظمى خارج حدود الاقليم خصوصآ وانه لا تزال الاشكاليات قائمة بين الاقليم والمركز الاتحادي غير محسومة الحل ولا يلوح حلها في الافق القريب وكذلك الخوف من تراجع المركز ومكث عهوده إتجاة الاقليم الكردستاني حتى وان كانت هذة المواثيق والعهود مدونة في الدستور العراقي الاتحادي وبالتالي خوف الاقليم على تجربته ومنجزاته التي تحققت والخوف لا زال قائمآ لهشاشة اوضاع العراق السياسية وحجم الخلافات الكبيره بين القوى والكتل والاحزاب السياسية العراقية وبكل انتماءتها القومية والدينية والمذهبية والفكرية.

وبالتالي يرى الاقليم ان قوتة تكمن في وحدة وارادة ابناءه من الكورد والتفافهم حولة قيادتهم في مواجهة الصعاب وبما ان الايزيدون والشبك كما يرى الاقليم ويرى الكثير من الاخوة الايزيدون ان انتماءهم القومي الى الامة الكوردية فعليهم دفع الثمن وحرمانهم من الكوتا وعليهم الاعتماد على انفسهم وخصوصآ اثناء الانتخابات والتي اصبحت في العراق الحل الامثل لتداول السلطة ديمقراطيآ وسلميآ وعبر صناديق الاقتراع.

وعلينا ان نفهم في ظل الظرف الحالية في العراق والتي نتمنى ان تتغيير نحو الافضل والاحسن ان الكبير فية يأكل الصغير ووفق معايير المصالح الكبرى كما يراها الساسة العراقيون وهي اغلبها مصالح فئوية ثانوية وهذا ينطبق ايضآ على اقليم كردستان اتجاة المكونات الاخري الاصغر حجمآ نعم فالكبير يبتلع الصغير فاقليم كردستان يخشى المركز الاتحادي والشرائح العراقية الصغيره تخشى ابتلاعها من الاقليم في ظل اوضاع عراقية هشة وغير مستقرة وبرلمانات فيها السطوة للأقوى من الاحزاب الكبيرة والنافذة سلطة ومالا وهي يتتحركوبارادات واجندات عراقية وكردستانية متباينة و مختلفة من زاخو الى الفاو.

واخيرآ ومن وجهة نظري اقول ان نظام الكوتا ليس نظامآ ديمقراطيآ حقيقيآ ينصف الجميع وبقدر المساواة بل هو نظام توافقيآ أستثنائيآ املته الظرف الحالية و الخاصة للعراق كحل مؤقت لحين استتباب الاوضاع الامنية وبناء هياكل الدولة العراقية واشاعة المفاهيم الديمقراطية وحل مشاكل العراق الداخلية والخارجية بما فيها مشاكل الاقليم وعلاقته بالمركز الاتحادي وارساء اسس دولة القانون والعدالة والمساواة الاجتماعية وتعزيز الهوية الوطنية العراقية وضمان وحدة العراق أرضآ وشعبآ و احترام الارادة الحرة بتقرير مصير اقليم كردستان و خيارات ابناءه سواء كان على طريق الفدراليةوالتعزيزها وتطويرها او اختيار طريق الانفصال وإقامة الدولة الكردستانية حينها لا يحتاج العراق الى نظام الكوتا ولا الى التوافقات السياسية اللاديمقراطية في حل مشاكلة العالقة ومهما كان حجمها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اهلا بالاخ الشطري..افتقدناك من زمان
علي السعيد ( 2009 / 2 / 15 - 19:54 )
في الحقيقة انا احد قراءك المواظبين والمدمنين ..ولديك القابلية في تعرية الكثير من البيادق والاحجار الشطرنجية .دون مقدمات اختفى قلمك من على المواقع التي كنت تكتب فيها , بصراحة كنت قلقا على مصيرك ووجودك واخيرا جعلني الحوار المتمدن ان التقيك ومنها زالت كل الظنون ..ولكن في نفسي , التي لاتبوح دائما ,كثير من الاسألة التي تحتاج لجواب.. على اية حال ...اهلا وسهلا بك ..وسلامات .


2 - الاخ العزيز علي السعيد
كامل الشطري ( 2009 / 2 / 15 - 23:11 )
شكرآ لمشاعرك الاخوية الصادقة وتقبل تحياتي
ولا اخفي عليك ان زحمة الحياة ومشاغلها يضاف اليها الاوضاع
العامة في عراقنا الحبيب والصراعات السياسية الثانوية والتي لا تصب في خدمة الوطن وتطورة ولاتساعد على تقديم الخدمات والخبز للناس والتي اتعبتنا جميعآ حتى وان تحسنت نسبيآ وضعف اداء اليسار العراقي وتهميشة كلها عوامل اثرت على نفسية الكاتب الديمقراطي واتخاذه من العزلة والانزواء ملاذآ حتى وان كان مؤقتآ
مع خالص احترامي


3 - الشبك واليزيدية ليسوا أكراد
طيف ( 2009 / 2 / 16 - 10:10 )


لو كان الشبك واليزيدية اكراد فعلا , فلم ينكرون قوميتهم ويصوتوا لقوائم مستقلة لاعلاقة لها بالقوائم الكردية بل وينفرون من العيش تحت حكم السلطات الكردية ؟؟

قبل ان تعتب السلطات الكردية على نفور الشبك واليزيدية من التصويت لقائمة نينوى المتأخية او التصويت لبعض المستكردين من الشبك واليزيدية المرشحين .. لماذا لاتبحث عن سبب عزوف اكراد بغداد عن التصويت للمرشحين الاكراد لانتخاب مجلس محافظة بغداد , ومدينة بغداد حسب ادعاء الطلباني بأنها اكبر مدينة كردية ؟؟؟ !!!!!!

الحقيقة أن الاكراد يفقدون ماكسبوه من امتيازات في شمال العراق بعد الاحتلال الامريكي فالعصر الذهبي لاي فئة لايمكن ان يدوم .. ولن تنال اي فئة عراقية اكثر مما تستحق.. فليكتفي الاكراد بمنطقتهم ولايستفزوا بقية مكونات الشعب العراقي فقد اثبتوا نزعة قومية فاشستية نفرت الجميع منهم


4 - رد على طرح الاخ طيف مع التقدير
كامل الشطري ( 2009 / 2 / 16 - 17:01 )
تحياتي لك
انا فقط طرحت وجهة نظر حكومة اقليم كردستان واعطيت وجهة نظري من خلال المقال واردو الاطلاع علية بتمعن وقلت على الاخوة الايزيدين ان يختاروا وهم احرار والاختيار بأيديهم الان وليس هناك قوةفي عموم العراق تجبرهم بالانتماء الى اقليم كردستان او البقاء ضمن العراق الواحد ولكن اغلبية الكتاب الايزيدين يركزون على انتماءهم القومي الكوردي وبأمكانك تصفح موقع بحزاني وتجد الحقيقة ومقالتي كانت رد عليهم اولا واستبيان الرؤى المختلفة ثانيآ بهدا الخصوص للاخوة الايزيدين الحق الكامل لتقرير مصيرهم
مع الود الاخوي

اخر الافلام

.. البنتاغون: أنجزنا 50% من الرصيف البحري قبالة ساحل غزة


.. ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟




.. المقاومة الفلسطينية تصعد من استهدافها لمحور نتساريم الفاصل ب


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل لاتفاق وعلى حماس قبول ال




.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلا في الخليل