الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- آفاق الوضع الفلسطيني بعد العدوان على غزة -

طلعت الصفدى

2009 / 2 / 17
القضية الفلسطينية


بحضور ممثلي القوى الوطنية والإسلامية وعدد من المحللين والأكاديميين فى ورشة العمل التى أقامها مركز تحالف السلام الفلسطيني بغزة أكد طلعت الصفدى عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني في مداخلاته على أن شعبنا الفلسطيني يناضل من أجل مهمتين مركزيتين الأولى مهمة التحرر الوطني والتخلص من الاحتلال الاسرائيلى وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين لديارهم طبقا للقرار 194 مع التأكيد على حقه المشروع في المقاومة ، والأخرى هي مهمة التحرر الاجتماعي والديمقراطي والحفاظ على النظام السياسي الفلسطيني ومنظمة التحرير الفلسطينية كونها الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا وحماية حقوق الإنسان الفلسطيني، حرية الرأي والتعبير والصحافة والتنظيم والمرأة ... الخ

نحن الآن بحاجة لإجراء مراجعة نقدية شجاعة وجريئة لمدى نجاحنا في تحقيق هذه الأهداف، وخصوصا بعد العدوان الاسرائيلى على شعبنا في قطاع غزة . يتحمل الاحتلال الاسرائيلى كامل المسؤولية عن هذا العدوان الهمجي وتداعياته الخطيرة على القضية الفلسطينية والوجود الفلسطيني على أرضه ، وفى نفس الوقت نؤكد بعد الحرب المجنونة على قطاع غزة انه لا يحق لاى طرف فلسطيني أن ينفرد ويتفرد ويأخذ شعبنا إلى مغامرة الحرب أو السلام دون توافق وطني مهما نال من أصوات في الانتخابات التشريعية وعليه أن يتحمل المسؤولية عن الكارثة التي لحقت بشعبنا الفلسطيني.

كان من الممكن تجنب العدوان لو امتلك الذين غامروا بشعبهم وقادوه إلى مسلخ الفخ الاسرائيلى الرؤية السياسية والعسكرية الصائبة،وأخذوا بالحسبان التطورات والتغيرات على الجبهة الداخلية الفلسطينية وحالة الانقسام والحصار والصراعات الداخلية ، والتفسخ والانقسام في العالم العربي والانتخابات الإسرائيلية ونزوع أحزابها السياسية للتنافس على أصوات اليمين الاسرائيلى عبر الدم الفلسطيني، ورغبة جنرالاتهم لإعادة قوة الردع الإسرائيلية ، وقرب انتهاء ولاية بوش الداعم المطلق للاحتلال الاسرائيلى .... الخ

من الذي أنتصر في هذه الحرب المجنونة على قطاع غزة ؟؟ الإرادة والصمود والصبر للشعب الفلسطيني هي التي انتصرت على آلة الدمار الوحشية ، والبطولات الفردية والباسلة للمقاومين والمناضلين ، الدم الفلسطيني وجثث الأطفال المتفحمة هي التي انتصرت على جنازير الدبابات ، التطرف الاسرائيلى هو الذي انتصر ، التهريج وغياب سلطة العقل هو التي انتصر ، الانقسام الفلسطيني هو الذي انتصر على الوحدة الوطنية ، الممارسات أثناء وبعد العدوان من الملاحقة والقتل والتعذيب والاقامات الجبرية على المناضلين هي التي انتصرت ،وأهل ومواطنو غزة هم الوحيدون الذين يتذوقون المرارة وطعم الانتصار، ونجاعة المقاومة !!!!

لا زالت مخاطر العدوان الاسرائيلى على قطاع غزة مستمرة ، فوقف إطلاق النار من الجانب الاسرائيلى يعنى احتفاظ إسرائيل بمواصلة عدوانها متى شاءت لفرض التهدئة التي تريد ،وبشروطها ،وإخراج قطاع غزة من الصراع ، والتحكم في المعابر وتحديد نوع البضائع والمواد التي تدخل القطاع مع استمرار الحصار ، وتأجيل البحث في معبر رفح ،وتسعى لتعطيل عملية الأعمار في قطاع غزة مما يزيد من استمرار حالة المعاناة الإنسانية والمعيشية ويعمق التناقضات الداخلية ،في ظل غياب الحلول لقضايا الناس اليومية واستمرار حالة الانقسام السياسي. إن أخطر ما يواجه شعبنا في هذه المرحلة هي محاولة تغييب القضية الفلسطينية كقضية تحرر وطني وتحويلها إلى قضية اغاثية وإنسانية، وتوجيه الاهتمام العربي والدولي لما يجرى في غزة على حساب ما يجرى من مخاطر التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية وبناء الجدار وتهويد القدس بدلا من قيام المجتمع الدولي بالبحث بشكل جدي لحل القضية الفلسطينية استنادا إلى مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية .

إن تكريس التعامل مع قطاع غزة ككيان مختلف له خصوصيته واستقلاليته عن الكيان الآخر في الضفة الغربية يعمق حالة الفصل ،ويعمل على تفكك وحدة السلطة الفلسطينية ونظامها السياسي ، ويضرب أحد أهم مرتكزات النضال الوطني المبنى على وحدة الأرض والشعب والقضية وهذا ما سعت إليه إسرائيل من انسحابها الاحادى الجانب ومن عدوانها على القطاع، للتخلص من التزاماتها القانونية والإنسانية ، ودفع القطاع للهجرة نحو مصر ، والتفرد بمشروعها الاستيطاني بالضفة الغربية على طريق الحل الاقليمى .
إن تبديد التمثيل الفلسطيني الموحد ومحاولة تقويض منظمة التحرير الفلسطينية كونها الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا التي تشكل هويته وكيانه وقائدة نضاله والتلويح بخلق بدائل مصطنعة لا تخدم نضال شعبنا بل تعمق الانقسام الفلسطيني والعربي ، وتنقله إلى أماكن الشتات ، وهى محاولة مشبوهة للارتداد عن المنجزات التي حققتها الثورة الفلسطينية المعاصرة ، وضرب كل مظاهر استقلالية القرار الفلسطيني رغم تأكيدنا على ضرورة تطويرها وتفعيلها ، وعلى أهمية البعد العربي والاسلامى والدولي للقضية الفلسطينية مع تحذيرنا بخطورة الدخول في محاور إقليمية وسياسية تنتهك حقوق شعبنا وتحوله لأداة استخداميه لهذا الطرف أو ذلك من تلك المحاور.

إن جملة المخاطر التي تواجه القضية الفلسطينية تتطلب فورا العمل على إنهاء الانقسام الفلسطيني ، واستعادة الوحدة الوطنية وهما يشكلان معا إذا ما تحققا نصرا لشعبنا ، وليس النصر مرهونا بعدد الشهداء والضحايا والدمار ، أو بمحاولة تزييف الواقع وتضخيمه ومحاولة الرقص على دماء شعبنا ، والتوقف كليا عن تجزئة وتقسيم شعبنا إلى مقاوم ومساوم فهذا التقسيم لا يمكن أن يخدم قضيتنا التي هي بحاجة لكل الأدوات والأساليب لتتفاعل مع بعضها دون تقديس أداة على أخرى ، وبضرورة العودة عن سياسة المحاور الإقليمية والدولية وعدم السماح لها بالتلاعب أو التدخل في الشأن الفلسطيني برغم حاجتنا إلى دعمها وإسنادها لنضالنا العادل.. وفى هذا الإطار فإننا نثمن الجهد المصري ومختلف الجهود العربية والدولية لتثبيت وقف إطلاق النار والتهدئة ورفع الحصار وفتح المعابر وإعادة الأعمار وخلق الآفاق المناسبة لإنجاح الحوار الوطني الفلسطيني الشامل مع تأكيدنا على أن الطريقة التي تعاملت فيها السلطة الوطنية الفلسطينية سواء مع العدوان الاسرائيلى على غزة أو طريقة تشكل الوفود إلى القاهرة ليست هي الطريقة الأمثل ، ولا تساهم في المشاركة الحقيقية في طرح كافة القضايا بجدية ، ونؤكد على ورقة المبادئ الأساسية للحوار التي سلمتها مصر للفصائل الفلسطينية في الثاني والعشرين من شباط الجاري .

لتتوقف المفاوضات الثنائية والتنسيق الأمني مع الاحتلال الاسرائيلى ولنعمل سويا على عقد مؤتمر دولي بهدف تطبيق قرارات الشرعية الدولية ، ولتتوقف كافة الممارسات القمعية والانتقامية التي تتم في غزة والضفة وليفرج عن كافة المعتقلين السياسيين وليوقف التعذيب والحملات الإعلامية التحريضية .
وأخيرا فلنعمل جميعا على ضرورة تحويل العدوان على غزة إلى قضية رأى عام دولي وتقديم مجرمي الحرب الإسرائيلية إلى المحاكم الدولية .

15/2/2009








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: مزارعون في الهند مصممون على إلحاق الهزيمة بالحزب ا


.. السباق إلى البيت الأبيض: حظوظ ترامب | #الظهيرة




.. ماهو التوسع الذي تتطلع إليه إسرائيل حالياً؟ وهل يتخطى حدود ا


.. ترامب: لم يتعرض أي مرشح للرئاسة لما أواجهه الآن | #الظهيرة




.. -كهرباء أوكرانيا- في مرمى روسيا.. هجوم ضخم بالصواريخ | #الظه