الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المالكي بين الخيار الوطني والخيار الطائفي

ياسين النصير

2009 / 2 / 17
مواضيع وابحاث سياسية



استبشرالكثيرون بنتائج الإنتخابات الأخيرة لأنها قصّرت أيدي السراق والمرتشين والمفسدين، بعد أن إرتفع خطاب الوطنية على خطاب الطائفية، ثم ما حققه السيد المالكي لشخصه ولحزبه في جولاته بحيث جيّرت الإنجازات التي حققها الشعب العراقي كله وبخاصة قوى الصحوات بصموده ووقوفه بوجه القاعدة ومليشيات جيش المهدي وغيره لحساب المالكي وحزبه، ومع ذلك نعتبر مواقفه الوطنية من حقها أن تحصد نتائج إيجابية قام بها الشعب والأجهزة الأمنية.
إلا إن الخطاب الوطني بعد فوز الأحزاب الإسلامية الأربعة قد تراجع، وخفت نبرته،وظهرت بدلا عنه نغمة الخطاب الطائفي من جديد ولو بثوب أخف، بالرغم من أن فوز قائمة دولة القانون الواضح يؤشر إلى تبني الخطاب الوطني، هذا التراجع عن الخطاب الوطني الذي نسمع ونقرأ عنه الآن يوميا لن ينطلي على الشعب العراقي الذي نعتقد أنه قد خدع بخطاب الوطنية الذي تلبسته كل تيارات الإسلام السياسي من أجل الفوز بالإنتخابات، وكتبنا سابقا عن محتوى زيف الخطاب الوطني الذي تتمشدق به أحزاب الإسلام السياسي بعد صولة الفرسان في البصرة، حين تراجع الصدر عن افعال جيش المهدي الإجرامية،وقلنا أنها لعبة انتخابية، وبالفعل هذا ما يحدث الآن من استغلال الوطنية من اجل مصلحة آنية، من شأنها أن تزيد من تحجيم القوى الوطنية الحقيقية وسرقة أصوات ناخبيها وتزويرها وصمت المفوضية اللامستقلةعن التحقيق الجاد في الإعتراضات. كل ذلك جعل الأحزاب الشيعية الأربعة، وحدها المهيمنة على الساحة السياسية فأين أصبح خطاب الوطنية؟ وأين الشعارات التي تمشدقوا بها قبل الإنتخابات؟ وأين ذلك الخطاب الذي يدعون الشعب كل الشعب إلى الإنتباه من خطر الطائفية!!!
مضت على الانتخابات أكثر من أسبوعين بعد إعلان النتائج الأولية، ولم نسمع من السيد المالكي الذي نحترم، - وقلنا بحقه كلمات يستحقها- ، أي خطاب وطني يواصل به مسعاه قبل الانتخابات، بل سمعنا خطابا آخراً من قبل أعضاء في حزبة هو التحالف مع القوى التي رفضها المالكي قبل اليوم، تلك القوى التي تشربت بآلام العراقيين وتلطخت أياديها بدماء الأبرياء، كل ذلك من أجل أن يبقى أولا ضمن عباءة التحالفات الإسلامية ، وأن يرفض ثانيا أي خطاب وطني آخر لا يتفق ومنهجه في الإستحواذ على محافظات القطر.
المسأل معقدة وعميقة الشرخ،ولكن الأمور لن تكون سهلة، فالشعب الذي رفض الطائفية لن تعيدة الاحزاب الطائفية لها ثانية، وعلى المالكي أن يتدارك الأمر قبل أن تُستغل هذه الانتخابات من قبل قوى شريرة – بوادرها بدأت بالتفجيرات اليومية- قوى نائمة تريد الإيقاع بين المالكي والقوى الوطنية التي ساندته، وهذه المرة تأتي الطامة من يده هو عندما يتحالف مع القوى المفسدة والمليشياوية، وكنا نعتقد أنه سيسلك العكس تماما، ويمضي بخطابه الوطني الذي ابتدأ به وأن لا يلتفت للوراء، وأن يقصّر من يد المفسدين لا أن يصمت عنها ويمد اليد لها كي يتستر على سرقاتها ونهبها وافسادها، وهو ما كنا قد نوهنا بضرورة أن يسرع المالكي لاصدار قانون محاسبة المفسدين والمرتشين ومعطلي التنمية. وما زيارات القادة الإيرانين الكثيفة والمتعددة، إلا من قبيل الإبقاء على تحالفات الأمس الطائفية وبوعود نهب جديدة، وبطريقة لا تخدم العراقيين أبدا، وكأننا لم نبلغ الرشد بعد كي يأتي إلينا قادة اميون ليعلمونا كيف ننتخب؟ ولمن ننتخب؟ وكيف ندير شؤون بلدنا؟. وعلينا أن ندرك أن إيران لم تكن سندا للعراق أبدا، لأنها دولة معادية، وأمعنت في إيذاء العراق أيام المقبور صدام حسين، بتدميرها مدنا عراقية بقصدية واضحة كالبصرة، وأيام حكم الطوائف الحالي، بمدها يد العون والمال لقوى التدمير والقاعدة، فهل يرجى منها أملا؟حتى لو أتت بكل طاقمها المعمم للعراق.
على المالكي، وقبل فوات الآوان، أن يلتفت للشعب العراقي، فهو مصدر قوته وأن يعتمد خطابا وطنيا طويل النفس وليس مقتصرا على مرحلة الانتخابات، ومثل هذا الخطاب سيشاركه به وطنيون معروفون ومجربون، وأن يترك العودة كليا للتحالفات الطائفية بعد أن جربها الشعب خمس سنوات، تلك التحالفات المريضة التي لم تدع خزينة العراق تصل للشعب، وأن يصعّد بعد نجاحه من نبرة خطابه الوطني، فالشعب مفتح باللبن كما يقال ياسيدي الكريم، والتجارب العراقية كثيرة، وليس سهلا أن نخسر قائدا وطنيا بعد عبد الكريم قاسم نتيجة مراهنات مرحلية تستفيد منها دول الجوار بينما يبقى الشعب يأن تحت وطأة المفسدين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وطنية الاحزاب الاسلامية؟؟؟
عبد العالي الحراك ( 2009 / 2 / 16 - 20:56 )
لا تعتب على الاحزاب الاسلامية يا استاذ ياسين وتطالبها بان تصدر خطابا وطنيا صادقا وليس انتخابيا فقط فاين تذهب بثقافتها ومذهبيتها؟
اطلب من الاحزاب الوطنية والديمقراطية واليسارية ان تصدر خطابا وطنيا موحدا فهي لم تصدره وان اصدرته فهو لم يصل واذا كان في الطريق فيجب ان تواصل المسيرة في الطريق وتعجل الخطى نحو العمل المشترك الحقيقي وليس الانتخابي فقط
المناوئ الاقوى للمالكي الان هو المجلس الاعلى الاسلامي مضافا اليه القيادات الكردية لان المالكي قد سحب البساط من تحت اقدامهما وخيب امالهما في امكانية اسقاطه عندما يفوز الحكيم وقد فشل فشلا ذريعا وهما في خيبة وحيرة.. هنا يطالب المالكي بزيادة في شحنته الوطنية


2 - المالكي أمام الامتحان الصعب
حامد الحمداني ( 2009 / 2 / 16 - 21:06 )
عزيزي الاستاذ ياسين النصير
إن السيد نوري المالكي بلا ادنى شك امام امتحان صعب خلال الأحد عشر شهراً القادمة، فإما أن يحقق مطالب الشعب العراقي في في اقامة دولة القانون والقضاء التام على العصابات والميليشيات التي تمارس الأرهاب والجريمة ، ويكافح الفساد المستشري في سائر اجهزة الدولة من القمة حتى القاعدة ، وتقديم السراق والمرتشين وناهبي ثروة البلاد إلى المحاكمة ليلقوا جزاءهم العادل ، وتحقيق المصالحة الوطنية الحقيقية ، والحرص على وحدة العراق ارضاً وشعباً ، والعمل على اعادة النظر في الدستور، وأما أن يخسر الشعبية التي اكتسبها في انتخابات مجالس المحافظات في الانتخابات النيابية القادمة التي تتسم بأهمية كبرى تتجاوز بكثير انتخابات مجالس المحافظات .
ولا شك أن السيد المالكي إذا ما سار في طريق الاصلاحات الديمقراطية سيجابه مصاعب جمة من قبل الأحزاب الطائفية الشيعية منها والسنية ، لكنه يستطيع الاعتماد على الشعب العراقي وقواه السياسية المؤمنة بالديمقراطية في تجاوز الصعاب التي تواجهه .


3 - شعارات للمزايدات الرخيصة
هرمز كوهاري ( 2009 / 2 / 16 - 21:30 )
إن الوطنية ودولة القانون ليست شعارات بل ممارسات وسلوك يومي ، فمن المستحيل حاليا إذا اراد المالكي أن يطبق شعاره وهو يعرف أنه لا يتمكن ولكنه شعارا للمزايدات الرخيصة ولقطع الطريق أما م القانونيين الحقيقيين ،ويبدو أنه كالبوصلة لأتباعها لأنه ولي أمرهم !!فلو رفع أي شعار آخر لا يخشى فقدان أصواتهم لقلة وعيهم السياسي أو إنتهازيتهم فهو كالبوصلة لهم .
إن إسم حزبه يكذب شعاره .


4 - من يدري فقد تحدث المعجزة
عدنان عاكف ( 2009 / 2 / 17 - 08:02 )
الأستاذ ياسين
المعطيات التي قدمتها في مقالك لا تسمح بالتفاؤل باحداث التغيير الذي تنشده. فما بالك لو أضفنا اليه الكثير من المعطيات الأخرى التي تحول دون ان يقدم المالكي على مثل هذا التغيير الجذري. وحتى لو افترضنا ان الرجل يرغب حقيقة بتنفيذ ما وعد به خلال الانتخابات فعلينا ألا ننسى ان الكثير ممن ناصروه وأيدوه في الانتخابات لهم أجنداتهم التي تتقاطع مع التوجه الوطني والعلماني. ومع ذلك فان الكثير سوف يتوقف على موقف القوى الأخرى، وخاصة القوى الديمقراطية ومنظمات المجتمع المدني والاتحادات المهنية والنقابات، فيما لو استطاعت ان تملي على السيد المالكي برنامجها الذي يهدف الى مواصلة المساعي التي بدأها لتنظيف البلاد من المليشيات المسلحة ومتابعة فرسان الفاسد المالي والاداري ومكافحة الفساد في جميع المؤسسات، وخاصة داخل الاتلاف الذي يترأسه. وهذا يتطلب نهج آخر من تلك القوى، وعليها ان تدرك ان ما تبقى ليس أكثر من 11 شهر

اخر الافلام

.. البيت الأبيض: واشنطن لم تتسلم خطة إسرائيلية شاملة تتعلق بعمل


.. اتفاق الرياض وواشنطن يواجه تعنتا إسرائيليا




.. إسرائيل وحماس تتبادلان الاتهامات بشأن تعطيل التوصل إلى اتفاق


.. خطة نتياهو لتحالف عربي يدير القطاع




.. عناصر من القسام يخوضون اشتباكات في منزل محاصر بدير الغصون في