الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوم الوفاء لرجل الكبير رفيق الدرب

فدى المصري

2009 / 2 / 17
السياسة والعلاقات الدولية


هبت الجموع الغفيرة من كل الأطياف اللبنانية في يوم الوفاء للرجل الكبير ، والذي كبر بعظمته لتطال يد الغدر إليه في يوم الحب الذي يجسد معنى الإحساس الراقي والمشاعر الإنسانية تجاه المحبة والغفران ، فلم تقدر عظمة هذه المشاعر التي توحد القلوب لتطال موكبه مع الخط البحري العائد لدارته ، في حلة ونفسية لا توصف من الراحة الغبطة والسرور التي تنذر صاحبها بعظمة ما سيؤول إليه الحال ، من مبادئ الشهادة وعظمة معانيها الأخروية ، وهذه الراحة النفسية الممزوجة بروح الدعابة قد ودع بها محبيه دون أن يدري ، ما سوف ينتظره من إرهاب مدوي غطى سماء بيروت بالضباب السوداوي وبليلة حالكة السواد نامت بيروت لتفتقد رجل سياسي بكل معنى للكلمة ، افتقدت القلب الكبير الذي أحبها وأحب كل بيت وكل حجر فيها ، لتفتقد الروح الجامعة لكل الأطياف اللبنانية ،وتبدأ مسيرة ثورة الأرز التي حصدت العديد من الخطط والأمور عبر مسيرتها في رحلة الاستقلال ،وأهمها المحكمة الدولية التي تعد من أسرع المحاكم الدولية على الإطلاق من حيث سرعة نشوئها ومجراها .
في مثل هذا اليوم ينزل معظم اللبنانيون إلى ساحة الشهداء في يوم الوفاء ، وكان يوم السبت الواقع في 14 شباط يوم الوعد لتجديد العهد ، لروح الشهيد وأرواح رفاقه الطاهرة ، فقد ازدحمت الشوارع بالآليات المختلفة ، والساحة ضاقت بالأعداد الغفيرة ، التي توافدت مع الصباح الباكر ومنهم من قضى ليلته بالساحة الحرية التي كانت يوم عرسها على الموعد بأحلى طله وعلى مرأى عدسات الكاميرات التي لم تستطع صهر الجموع بصورة واحدة لما كان للمشهد من هول أعداد الجموع التي استعدت للغاية وللتعبير عن مدى اشتياقها لرجل وسع قلبه لبنان والشعب العربي ، عبر مواقفه ، وحنكته السياسية ، رجل العلم والبناء والأعمار ، رجل العهد والوفاء ، ورجل الاستثنائي قلما يعيد التاريخ مثله ، والذي اختصر علاقته الدولية والإقليمية بما يعود بالبناء والتوحد الشعوب العربية ؛ لتدفع يد الحقد والغدر إلى خطف موكبه بألف كيلو غرام من المتفجرات زرعت خصيصا لاغتيال يد الخير . نزلت الجماهير قوى 14 من شباط لتعبر وتؤكد بمطالبها، من كل المناطق أتت من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب ، إلى أقصى البقاع الذي اختنقت الطرقات بالسيارات والمواكب البشرية الهادة لتعجز عن الوصول من كثرة السير وخنقه الازدحام ، أتت هذه الجماهير لتعبر عن إرادتها وتجديد لولائها ، ضمن إستحقاقين كبيرين الأول على مشارف أيام من تحقيقه ألا وهو قيام محكمة الدولية و آلية عملها التي تحقق العدالة والقصاص ليد الغدر ، وإن الدلائل والبراهين تشير إلى العدالة ومجراها وهذا ما يريده الشعب اللبناني معرفة الحقيقة وتحقيق العدالة وإيقاف مسلسل الإجرام والاغتيالات التي طالت امن المواطن في ظل المؤشرات السياسية القائمة من أجهزة التنصت التي كانت توقف العديد من الجرائم الاغتيالات التي أودت بحياة العديد من الشهداء لولا بزل مزيد من التعاون وعدم أخفاء الحقائق عن الجهات المختصة . والاستحقاق الآخر الذي أرادته هذه الجماهير الحرية في ساحتها وهو الاستحقاق الوطني الكبير يوم 7 حزيران الذي يطال الانتخابات وما تريده الجموع عبر أدلائها بأصواتها تجاه المسئولين السياسيين الذي يجسدون إرادتها ، وتعبر عبر صوتها الانتخابي البرامج التي تجسد ما يحقق طموحها واستقرارها الأمني والمعيشي والاقتصادي ،وما يفعل ثمرات باريس 2 و3 ، لتحقيق مزيد من النمو الاقتصادي والخدماتي والإنمائي ،وما تسعى إليه من استقرار لمستوى معيشتها ، وإنقاذ للحرمان الكبير التي تعيشه العديد من المناطق تبعا ً لآلية الحرمان الكبير الذي تواجهه في ظل إهمال الجانب الرعائي والتفرغ للجانب السياسي بين القوى الأغلبية والأقلية .
فعلى منبر هذه الساحة توجهت الضمائر الشعبية لتعبر عن أرادتها بالحياة ، وتشير إلى مدى اشتياقها لرجل الأعمار ، وهذا ما عكسته كلمات السياسيين الذين صرحوا بها كل بطريقته من باسم السبع لأمين جميل لسمير جعجع لدوري شمعون ولا سيما كلمة سعد الحريري الذي أصر على نهج والده القائم على البناء والأعمار ، والتعليم والسلم الأهلي والأمن ، وعبر عن مدى افتقاد الساحة اللبنانية لأسلوبه ومنهجيته السياسية وعلى عهده ماضي.كما نجد أنه قد افتقدته القوى الأكثرية والأغلبية على حد سواء خاصة أنه كان يوصف بالرجل المصاعب والحنكة السياسية والإنقاذ للأزمات وكثيرا ما نجد رئيس السوري الأسبق حافظ الأسد، حريصا ً كثيرا ً على صداقته وعلى تقديره لهذا الرجل الاستثنائي، وكثيرا ما يقال بأن الرجل سر أبيه إلا أننا نجد ما يشير بعكس ذلك وخاصة مع ما آلت إليه الأمور من أحداث وتهديدات ووعيد وفعل انتهى المطاف بهذا الحدث الضخم رغم أن إرادة الدول الإقليمية العالمية هي من تكمن وراء حدوث هذا الاغتيال الكبير؛ والذي عبر الجماهير عنه بأسلوبها ونزولها الشارع اللبناني واعتصامها بالساحة الحرية التي حققت الكثير من النتائج السياسية والمطلبية على درب الاستقلال . والذي أفرزته نزلت هذه الجموع رغم التلويح بالسابع من أيار ، ورغم التهديدات التي اعترضنها ، لتثبت عن رغبتها وتمسكها بإرادتها ومشاركتها ، فنزل الشباب والشيب والأطفال ، حاملين الأعلام اللبنانية الذين هتفوا للبنان ولأرادته ولشرعية السلاح الدولة فقط وفرض الغطاء القانوني على كل الأطراف وعودة للغة الحوار والعقل ، ولروح الشهيد ومعنى الشهادة الذي ضحى بدمه من أجل لبنان الغالي الذي أحبه بكل جوارحه .ورغم ذلك لم يسلم الجموع من الأذى والاعتداء عند عودتهم لما نالهم من نصيب الاعتداء المسلح والعصي الذي حصده المتظاهرون من ضرائب مادية وصحية ومنها في حالة خطر . وذنبها الوحيد أنها عبرت عن إرادتها وهتفت لروح الشهداء وفاء منها للدماء الذكية التي فتكت على درب الاستقلال .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ناشطون في كورك الأيرلندية ينظمون فعاليات دعما لفلسطين


.. كاميرا الجزيرة توثق استهداف الاحتلال سيارات الإسعاف في حي تل




.. الجيش الإسرائيلي يدمر منزلاً على ساكنيه في مخيم البريج


.. اليمين المتشدد في صعود لافت في بريطانيا قبل انتخابات يوليو ا




.. مرشح الإصلاحيين في إيران يتعهد بحذر بوقف دوريات الأخلاق