الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظام الاقليمي هل يستطيع استعادة الدور والقرار؟

فاطمه قاسم

2009 / 2 / 17
مواضيع وابحاث سياسية



خلال الحرب الاسرائلية على غزة ،اتضح أكثر من أي وقت آخر ،أن الخلافات العربية التي كان بعضها غير ظاهر ،قد انجر علنيا وبشكل واضح،حيث وصلت درجة التجاذب الإقليمي لحد الخطورة ،بل إنها أكثر خطرا مما يتم الاعتراف به ،فان بعض القوى الإقليمية ومن بينها إيران وإسرائيل ،وتركيا ،حاولت من خلال محاور استقطاب متعددة ،أن تدير الصراع في المنطقة بما يخدم مصالحها ،ويوسع مساحة نفوذها ومجالها الحيوي ،وذلك عبر استقطاب الأوراق العربية المؤثرة ،وعلى رأسها الورقة الفلسطينية ،بهدف استخدام هذه الأوراق في لعبة شد الحبل مع الدول العظمى ،وخاصة أمريكا .
فقبل الانفجار الأخير للتوترات العربية ،حدث أن اسقط اتفاق التهدئة مع مصر ،وكانت الحرب على غزة ،وكان قبل ذلك قد تم إسقاط حكومة الوحدة الوطنية التي أنتجها اتفاق مكة فكان الانقسام الفلسطيني ،وقبل ذلك كان قد جرى إهمال مبادرة السلام العربية من قبل إسرائيل ،كما رفضها وحرض عليها المحور الإيراني الذي أطلق على نفسه محور الممانعة ،فكانت الأزمة الفلسطينية .
وخلال فترة الحرب الاسرائلية على غزة :
حدثت محاولة جديدة لاستلاب الأوراق العربية من يد أصحابها ،وجرت أيضا محاولة تضليل وتشويش على الدور العربي واستبداله بدور إيراني برغم انه قدم عبر أطراف عربيه واتي منيت بالوعود والدور ،وقد تم تنفيذ ذلك عبر الدعوة الاستباقية والمفاجئة ،لقد قمة طارئة في الدوحة .
وكانت الدعوة في ظاهرها محقة ،فان الحرب الظالمة التدميرية التي تشنها إسرائيل هي حرب غير متكافئة وتدميري بكل ما تعنيه الكلمة ،ولكن المثير للتساؤل أن الدول العربية كانت في نفس الموعد تقريبا تستعد لعقد قمة اقتصادية في الكويت ،وبما أن هذه القمة كان يعد لها منذ عام تقريبا ،وان الحرب على غزة ستكون العنوان الرئيسي للقمة ،لذلك أثيرت التساؤلات حول هذه الدعوة المفاجئة في الدوحة ،ومن هذه الأسئلة ،لماذا الإصرار على الدعوة ،وما الجديد الذي سيطرح ،وما لبث أن اتضح ما هو الهدف وراء ذلك وكان العبث بوحدانية التمثيل الفلسطيني ،ثم مرة أخرى محاولة سرقة الورقة الفلسطينية ،وتقديمها كما لو أنها رغبة فلسطينية بالسلة الإيرانية .
وحقيقة أن التحرك السريع للنظام الإقليمي العربي والذي اظهر نوع من الصلابة في مواجهة الموقف بقيادة القوى الرئيسية المتمثلة بالسعودية ومصر والأردن كأطراف رئيسية ومباشرة ،كان تحركا قويا ،أوحى بالثقة واظهر نوعا من الإصرار على التصدي ولسان حالهم يقول حتى لا يجترئ احد على سرقة الدور العربي والأوراق العربية هكذا وعلى العلن .
فسارعت السعودية إلى عقد قمة خليجية طارئة ،ودعت القاهرة إلى قمة أوروبية طارئة في شرم الشيخ ،وهدد المحور الإيراني أن القمة ستكون بمن حضر ،ولكن النظام الإقليمي بقواه الرئيسية لم يتراجع عن حراكه ،وبهذا لم يكتمل نصاب قمة الدوحة فلم تعقد كقمة ولكنها تحولت إلى عمل دعائي وغير منسجم أو متجانس ،ومن ثم لم تجد مقررات القمة وشعاراتها أي وزن في قمة الكويت .
والسؤال الآن هل انتهت الأمور عند هذا الحد:؟
الإجابة لا الأمور لم تنتهي ،برغم أن السعودية أمسكت بزمام الأمور في قمة الكويت حين دعت إلى مصالحة عربية ،ولم يكن عند الأطراف الأخرى أي بديل ،حتى عندما حاولت الهروب من استحقاقات المصالحة ،ولكن العرب ومن خلال دعوة السعودية وجدوا أنفسهم في بداية مرحلة جديدة ،تتطلب مراجعة وتقيم المواقف ،ومن ثم استخدام آليات أكثر وضوحا وجرأة في منع الآخرين من الاقتراب من والعبث في المنطقة العربية ،والاهتمام باستعادة الأوراق والقضايا العربية ،حتى لا يتم الاعتداء عليها من خلال عدالتها وأهميتها ،وخاصة القضية الفلسطينية التي هي القضية الأكثر عدالة وأهمية .
وهنا يتضح صعوبة الأمر:
حيث أن الأخر تعود على سرقة الأوراق العربية وخاصة ورقة القضية الفلسطينية والتي تعود الجميع أن يرفعها شعارا ويخفي مصالحه وراء شعاراته ،وان هذه العادة لن تنتهي طوعا ،ولا بد من إيجاد جدار منيع يحول دون اعتداء الآخرين على القضايا العربية واستخدام أوراقها لتحسين شروطهم ،غير آبهين بما يتعرض له شعبنا الفلسطيني من دمار ،وما تتعرض له قضيتنا إلى مساس .،والغريب بالأمر فقد اتضح أن هذا التسلل الكبير حدث من خلال تجنيد إعداد ليست بالبسيطة ،من المثقفين بهدف الترويج لتلك الرؤى المضللة ،مثقفون من كل الألوان والمقاسات ،اخذوا في تشكيل فرق وجوقات مأجورة ،الأمر الذي يحمل المثقفين العرب مسئوليات جديدة وكبيرة ،بحيث أن ينتهي زمن التعامل مع ما يؤمنون به من الحق العربي مسلمات نافذة من تلقاء نفسها ،بل هذا الإيمان بالحق وعدالة قضايانا ،تحتاج إلى الجهد ،والمثابرة ،والإخلاص ،واتساع المعرفة ،ومضاعفة مساحات الحوار المفتوح مع كل القوى الرسمية والحزبية والشعبية .
والمبادرات التي انطلقت للمصالحة العربية ،يجب أن تكون مبادرة عامة وشاملة وواسعة النطاق ،تتجاوز حدود قاعة يجتمع فيها الملوك والرؤساء لبضع ساعات ،بل نحتاج أن نلحقها بدعوة مفتوحة ،تدعو إلى استنهاض شامل ،والى إعلان الحقائق ،لقطع الطريق على من يستخدمون قضايانا العادلة ،لأهداف بعيدة كل البعد عن أهداف شعوبنا ،لأنهم نجحوا في زرع الفرقة والفتنة بيننا ،بهدف جعلنا نغفل عن جدية وأهمية قضايانا ،لأنهم يعرفون أننا مطمئنون بان الحق معنا ،وان الحق في النهاية هو المنتصر ،
الموضوع خطيرا جدا بل في غاية الخطورة :
فصراع القول في الإعلام ،وصراع القوى المستنفذة ،وصراع المناطق الحيوية والمجال الحيوي ،لهو صراع تاريخي الجذور ،وذو بعد ثقافي وتراثي ،يتشعب ويتفرع إلى الدين والحياة ،والى المصالح الآنية والمصالح الإستراتيجية ،وخاصة وأننا أصحاب تجربة بأنه حين يجد الجد ،وحين تضطر الحقائق بإعلان نفسها ،فانا نحن وحدنا وأجيالنا الذين نتحمل المسئولية ،وندفع الثمن ،ونسدد الفواتير ،سواء كانت هذه الفواتير مالا أم دماء .
وهذه دعوة إلى المثقفين العرب :
مثقفي الوعي العربي العميق ،أثناء تحملهم هذه المسئولية أن تكون أولى اهتماماتهم ،توسيع مسافة الحوار الواعي ،العميق ،البناء ،بهدف الوصول إلى حلول مرضية تتناسب مع عدالة قضايانا ،فان المساهمة بالأفكار الملهمة عبر الحوار المفتوح ،هي مساهمات وإبداعات تعادل في بعض الأوقات ،المساهمات بالدم والمال ،بل وبكثير من الأوقات ،تكون قادرة على منع المزيد من إراقة الدماء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وصلت مروحيتان وتحطمت مروحية الرئيس الإيراني.. لماذا اتخذت مس


.. برقيات تعزية وحزن وحداد.. ردود الفعل الدولية على مصرع الرئيس




.. الرئيس الإيراني : نظام ينعيه كشهيد الخدمة الوطنية و معارضون


.. المدعي العام للمحكمة الجنائية: نعتقد أن محمد ضيف والسنوار وإ




.. إيران.. التعرف على هوية ضحايا المروحية الرئاسية المنكوبة