الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تريدون معرفة ما حدث في غزة؟

خالد جمعة
شاعر ـ كاتب للأطفال

(Khaled Juma)

2009 / 2 / 17
الادب والفن


هل تريدون معرفة ماذا حدث في غزة؟
إقرأوا ذاكرة للنسيان لمحمود درويش
أقطن في بيت يقع أمتاراً قليلة إلى الجنوب من الجامعة الإسلامية وأمتاراً أقل إلى الشرق من مجمع الوزارات الحكومية ومثلها إلى الغرب عن وزارة الأسرى، وعلى بعد أربعين متراً إلى الشمال من وزارة العدل، وجميعها تم قصفها من طائرات الأف 16 خلال الأسبوع الأول من الهجوم الإسرائيلي غير المفهوم على قطاع غزة الصغير والمحاصر.

بعد عشرين يوماً من الحرب، بدأت القذائف بالتساقط حول البيت من كل الجهات، قُصفت سيارة ومات جميع من فيها، وقُصفت مخازن وكالة الغوث القريبة من بيتي أيضاً وكأن الحرب كلها انتقلت إلى شارعنا، فقررت في اللحظة الأخيرة مغادرة البيت.

على عجالة اقتضاها الظرف، أخذت جواز سفري وجهاز الكومبيوتر المحمول وكتابين، وخرجت فيما يشبه المناورة العسكرية من بين الشوارع إلى أن وصلت إلى منطقة أخرى، وهناك قضيت ليلتي الأولى خارج البيت.

أخرجت الكتابين اللذين أحضرتهما معي، كان أحدهما رواية لكازنتزاكس هي "الحرية والموت" أما الكتاب الآخر فكان "ذاكرة للنسيان" وهو بالمناسبة أحب كتب محمود درويش إلى قلبي.

بعد أن نام الجميع، أخرجت كتاب درويش وبدأت بقراءته للمرة المئة ربما، ولكن هذه المرة كانت مختلفة، رغم أنني كنت تقريباً أحفظ الكتاب عن ظهر قلب، إلا أنني لم أكن قد عشت حرباً حقيقية قبل ذلك، فكل ما عشته كان عبارة عن اجتياحات هنا وهناك أو قصف لبناية أو سيارة أو أشياء مشابهة، وما أن بدأت بقراءة كتاب درويش حتى غرقت فيه وكأنني أقرأه للمرة الأولى، لا.. هذا الكتاب لم يكتبه درويش عام 1982، درويش ما زال حيا وقد كتب الكتاب عن غزة الآن وهنا.

البحر، البنايات العالية، انتظار الموت، الحديث عن القهوة والشعر والشهداء والسماء المعدنية وأطنان القذائف، جعلني أعود إلى بداية الكتاب وبدأت لعبتي مع درويش، أخذت أرفع كلمة بيروت أينما وردت وأضع مكانها غزة، وجدت أن الأخطاء نادرة وربما معدومة، وكأنني أشاهد فيلماً معاداً، بالتفاصيل اليومية والنقاط المشتركة بين تلك التجربة المريرة التي عاشها درويش وبين ما عاشته وتعيشه غزة مع فوارق الزمن وتغيير المسميات لا أكثر ولا أقل، حتى ما ذكره درويش عن تخاذل العرب لم يتغير فيه شيء لا من قريب ولا من بعيد.

خطرت ببالي تلك الفكرة التي تمكنني من الإجابة على أسئلة الأصدقاء الذين كانت دموعهم تخرج لي من سماعة التليفون: ماذا يحدث في غزة يا خالد؟

لهم جميعاً أقول: هل تريدون معرفة ماذا يحدث في غزة؟
إقرأوا كتاب محمود درويش ذاكرة للنسيان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بطريقة سينمائية.. 20 لصاً يقتحمون متجر مجوهرات وينهبونه في د


.. حبيها حتى لو كانت عدوتك .. أغلى نصيحة من الفنان محمود مرسى ل




.. جوائز -المصري اليوم- في دورتها الأولى.. جائزة أكمل قرطام لأف


.. بايدن طلب الغناء.. قادة مجموعة السبع يحتفلون بعيد ميلاد المس




.. أحمد فهمي عن عصابة الماكس : بحب نوعية الأفلام دي وزمايلي جام