الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ساركوزي في بغداد

حسين علي الحمداني

2009 / 2 / 18
السياسة والعلاقات الدولية


جاءت زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي وصل الثلاثاء العاشر من شباط الى بغداد في زيارة هي الأولى لرئيس فرنسي الى العراق لتعطي الضوء الأخضرلشراكة عراقية – فرنسية على مختلف المستويات وهذا ما جعل الرئيس الفرنسي يقول في المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس جلال الطالباني يسعدني أن أكون بجانبكم اليوم هذه المرة الأولى في تاريخ العلاقات بين البلدين التي يزور فيها رئيس فرنسي العراق، وأول زيارة لرئيس دولة أوروبية منذ 2003". وأضاف أيضا "جئت لأعبر عن تضامن فرنسا مع العراقيين ولأقول إن الفرنسيين تأثروا كثيرا للإحداث التي وقعت في العراق مؤكدا إن فرنسا تؤمن بوحدة العراق والعالم بحاجة الى عراق موحد قوي وذي سيادة. وهذه الزيارة وتلك التصريحات جاءت بعد أن أدرك العالم أن العراق يسير بالطريق الصحيح في بناء دولته الديمقراطية وتلك هي أحد أبرز نتائج نجاح انتخابات مجالس المحافظات وحالة الاستقرار الأمني الذي يسود كافة مناطق العراق , وتلك الزيارة وأن طغى عليها الطابع الاقتصادي الا أن أبعادها السياسية واضحة جدا خاصة اذا ما أدركنا أن العالم اليوم ينظر الى الاقتصاد على أنه المحرك الرئيسي للسياسة والمؤثر فيها. وهذا ما أكده الرئيس الفرنسي عندما أعرب عن استعداد فرنسا للتعاون الاقتصادي والعسكري والدبلوماسي مع العراق قائلا: نرغب في التعاون في مجالات الاقتصاد والطاقة وإعادة البناء وتأهيل النخب العراقية وبالإمكان مساعدة قوات الشرطة والأمن وتأهيل الجيش العراقي والمساعدة كذلك على الصعيد الدبلوماسي لاستعادة العراق مكانته الدولية. وهذه التصريحات إنجاز كبير للحكومة العراقية والدبلوماسية العراقية التي نجحت في اقناع رؤساء الدول الكبرى أن تحط طائراتهم في مطاراتنا بعد أن عانينا سنوات ما بعد التغيير من ((قحط دبلوماسي)) خاصة أن فرنسا في عهد ((شيراك)) كانت من أبرز المعارضين لإسقاط النظام الدكتاتوري.
أن فرنسا دولة كبرى ولها وزنها الدولي وكسبها الى جانب العراق هو نجاح – كما قلنا- للدبلوماسية العراقية وسياسة الحكومة العراقية بجعل كل دول العالم صديقة للعراق وهذا ما أكده السيد رئيس الوزراء في مؤتمره الصحفي مع ساركوزي حين قال ((كان للعراق أعداء كثر أصبح لديه اليوم أصدقاء كثر، آملاً أن يكون ساركوزي: عونا للعراق، لينهض ويخرج من العقوبات الدولية التي فرضت عليه جراء غزو الكويت والسياسات الحمقاء للنظام الدكتاتوري، وأضاف: نحن سعداء لزيارة الرئيس ساركوزي، والعراق يتطلع إلى إقامة أفضل العلاقات مع فرنسا في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والعسكرية، إلى جانب الاستفادة من الخبرات التي تملكها الشركات الفرنسية في البناء والإعمار. وهذا بحد ذاته يمثل نهج العراق وحكومته في المرحلة المقبلة والمتمثل بخروج العراق من العقوبات الاقتصادية وطائلة البند السابع الذي جاء بسبب حماقات النظام المقبور التي لم تبق للعراق دولة صديقة, ومحاولة الحكومة استعادة مكانة العراق الدولية ووزنه وثقله في المنطقة وهذا لن يتحقق الا من خلال فتح كافة آفاق التعاون المشترك ليس مع فرنسا فقط بل من خلال فرنسا الى الاتحاد الأوربي وبقية دول العالم.
بالتأكيد أن الشركات الفرنسية ستلعب دورا كبيرا في عملية بناء وإعمار العراق وسيكون دورها الأكبر متمثلا بالدعم الدبلوماسي في المحافل الدولية خاصة في أروقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي الذي تحتل فرنسا مقعدا دائما فيه. ونحن في العراق سعداء لهذه الزيارة التاريخية وننتظر في الأيام والأسابيع والأشهر المقبلة أن تهبط طائرات عربية في مطاراتنا وفيها رؤساء عرب يمنحوننا فرحا أكبر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بشكل فوري.. الجيش الإسرائيلي يأمر بإخلاء أحياء بخان يونس ورف


.. الفلسطينية التي اعتدى عليها كلب الاحتلال تروي تفاصيل الجريمة




.. أخبار الصباح | بايدن ينتقد المحكمة العليا.. وأول تعليق من إي


.. -تايمز أوف إسرائيل- تستبعد إرسال الجيش الإسرائيلي للآلاف من




.. علاقة السمنة بانقطاع التنفس أثناء النوم