الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة اعلامية لقناة الرشيد الفضائية

علي جاسم

2009 / 2 / 18
الصحافة والاعلام


لعل واحدة من ابرز الانجازات التي تحققت في العراق الجديد ظاهرة انتشار الوسائل الاعلامية بمختلف انواعها المقروءة والمسموعة والمرئية ، ولايمكن ان ينكر احد الدور الكبير الذي لعبته العديد من هذه الوسائل في تدعيم النهج الديمقراطي في العراق عبر رسالتها الاعلامية في حين نجد وسائل اخرى كرست جهودها لزعزت الامن والاستقرار وتشجيع العنف وتغليب اللغة الطائفية ، وهذه القنوات معروفة لدى المتلقي الذي تحول بفضل الكم الهائل لوسائل الاعلام الى خبير في التمييز بين الخطأ والصواب في مايقدم اليه من معلومات اخبارية عبر اي وسيلة من الوسائل.
والمتتبع لحركة القنوات الفضائية التي تتحرك موجاتها بسرعة البرق عبر الاثير وهي تبث مئات الرسائل الاعلامية وبمختلف توجهاتها ، يجد تناقض كبير في حركة هذه القنوات ، فمعظمها مقيد بسياسة ثابتة تنسجم مع ادارتها او الجهة الممولة لها بغض النظر عن المبادئ والاسس الاعلامية التي يمكن خرقها طالما انها تتعارض وسياستها العامة ، ومعظم هذه القنوات استطاعت ان تشكل هوياتها الاعلامية من المنطلقات التي تتبناها سواء في برامجها العامة او تغطياتها الاخبارية.
ومن بين القنوات العراقية الجديدة التي اخذت تشق طريقها بقوة نحو كسب ثقة الجمهور واستمالته بما تقدمه من برامج ثقافية ومنوعة تنطلق من الواقع الاجتماعي الذي يعيشه المواطن العراقي ، قناة الرشيد الفضائية التي لم يتعدى عمرها الفضائي اكثر من اشهر قليلة بعد ان كانت تبث على الموجات المحلية استطاعت هذه القناة ان تقدم حالة نادرة من بين القنوات الفضائية الاخرى التي تمتلكها الاحزاب او بعض الشخصيات السياسية لانها تعتمد التوازن السياسي والاجتماعي في تعاملها مع الحالة العراقية ، وتقف بمسافة واحدة من الجميع فالبرامج التي تقدمها الرشيد تحتوي مضموناً وطنياً خالصاً لايفرق بين اية شريحة من شرائح المجتمع وكذلك في نشراتها الاخبارية فنجد اختلافاً جذرياً عن سواها من القنوات الاخرى ففي الوقت الذي تمسكت العديد من القنوات العراقية بمصطلحات " قتل عشرة مواطنين " او " لقى عشرة مواطنين حتفهم " تجد الرشيد تستخدم عبارات اخرى تدلل على وطنيتها الخالصة فتقول " استشهد " وكذلك عندما يكون الحديث عن الاعمال الاجرامية فان ادراة القناة حريصة على تسمية الاشياء بمسمياتها فتطلق على الارهابي ارهابي وعلى المجرم مجرم دون تردد او خوف في حين مازالت بعض القنوات الفضائية تطلق مصلحات "المسلحين وجماعات مسلحة وعمليات انتحارية بدلاً من الارهابية " وغيرها من الكلمات التي تحاول بعض القنوات التلاعب بها لاستمالة الجمهور نحو اهدافها وسياساتها الخاصة في حين تجد قناة الرشيد تنتهج اسلوب وطني خالص لابد الاشارة اليه من باب حرصنا على تقويم العمل الاعلامي في العراق.
اضافة الى ذلك فان ادارة القناة مازالت حريصة على عدم ذكر مالكها خلافاً بما تقوم به الوسائل الاعلام العراقية الاخرى الامر الذي يمثل مؤشراً ايجابياً بان الاعلام العراقي بدأ يضع خطواته على المسار الصحيح لان التجربة الماضية التي عشناها خلال الخمسة سنوات الماضية تمثلت بتسخير وسائل الاعلام لصالح بعض الاحزاب والشخصيات السياسية خدمة لمصالح خاصة ضيقة لاتتناسب والهدف الاساسي من العملية الاعلامية ، فقناة الرشيد منذ انطلاقها لم تشر الى اسم رئيس مجلس ادارتها ولا حتى الى الحزب الذي ينتمي اليه ، وهذا دليل واضح على تبلور رؤية واضحة لدى بعض السياسين ممن يملكون قنوات فضائية بضرورة تقديم رسالة اعلامية تخدم الجميع ولاتقتصر على خدمتهم فقط ، وكذلك الامر ينطبق على تعاطيها مع انتخاب مجالس المحافظات من خلال اعطاء المرشح من اي قائمة كان فرصة ان يقدم نبذة عن سيرته الذاتية وبرنامجه الانتخابي وبشكل مجاني ولمدة خمسة دقائق وهذا مالم يحدث في القنوات الاخرى التي تعود ملكيتها لسياسيين عراقيين ، نتمنى ان تستمر قناة الرشيد بهذا النهج العلماني المتوازن الذي يمثل الهوية الوطنية للفرد العراقي وتوسيع برمجها المنوعة والثقافية سيما تلك التي تهتم بالتراث الشعبي وندعوا القنوات الاخرى بضرورة الاقتداء بها في مايتعلق بالرسالة الاعلامية وتحقيق اهدافها النبيلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: انتخابات رئاسية في البلاد بعد ثلاث سنوات من استيلاء ال


.. تسجيل صوتي مسرّب قد يورط ترامب في قضية -شراء الصمت- | #سوشال




.. غارة إسرائيلية على رفح جنوبي غزة


.. 4 شهداء بينهم طفلان في قصف إسرائيلي لمنز عائلة أبو لبدة في ح




.. عاجل| الجيش الإسرائيلي يدعو سكان رفح إلى الإخلاء الفوري إلى