الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العنصرية تجتاح المجتمع الإسرائيلي .. والعرب يزايدون !! 2 / 2

محمود الزهيري

2009 / 2 / 18
الارهاب, الحرب والسلام


العنصرية تجتاح المجتمع الإسرائيلي بعنف , وتبني في أركان دولة الإحتلال الصهيوني علي مزاعم دينية توراتية لترتجي آثارها المرضية الهميمنة علي المجتمع والدولة العبرية , وهذه التحولات الخطيرة في المجتمع الإسرائيلي الباحث عن الأمن المفقود طوال قيام الدولة وحتي الآن , والذي لم يسترح له بال ولم يغمض له جفن علي عين إلا بالأمل في الأمن والبحث عنه في كل مكان , فتارة بطريق المفاوضات واتفاقيات السلام المبرمة أساساً علي قواعد الأمن للدولة العبرية , والتي كانت تري أن حدودها ديناميكية متحركة للخارج باحثة عن أراضي جديدة يمكن أن تضاف إلي الدولة العبرية , إلا أنها قد باتت يائسة من حلم الدولة الديناميكية , بإقامتها الجدار العنصري العازل , والذي حدد إطاراً للدولة العبرية وجعل حدودها إستاتيكية ثابتة , وما الحلم الذي كان يراود العنصريين المتطرفين والإرهابيين في المجتمع الإسرائيلي وبعض قادة الدولة العبرية , والذي كان شاخصاً في الأمل بحدود لإسرائيل من النيل للفرات , اصبح يمكن تحقيقه ليس من خلال التوسع في الإستعمار للدول المجاورة , وإنما في التوسع في مفهوم الشرق الأوسط الجديد , أو الكبير , والذي سيكون فيه دور متعاظم لإسرائيل وتركيا في منطقة الشرق الأوسط , كبديل عن المنطقة العربية في المسمي فقط بإعتماد تركيا وإيران لهذه المنظومة الشرق أوسطية .

يري الدكتور عماد جاد أن : نتائج الانتخابات متوافقة إلي حد بعيد مع نتائج استطلاعات الرأي‏,‏ فقد سيطر معسكر اليمين علي اغلبية مقاعد البرلمان‏,‏ وتراجع اليسار تراجعا غير مسبوق‏,‏ فحزب العمل فقد ستة مقاعد‏(19‏ إلي‏13)‏ واحتل المرتبة الرابعة لأول مرة في تاريخه‏,‏ وحزب ميرتس فقد مقعدين‏(‏ من‏5‏ إلي‏3),‏ أما معسكر اليمين فقد قفز الليكود‏15‏ مقعدا‏(‏ من‏12‏ إلي‏27),‏ وزادت مقاعد إسرائيل بيتنا الأكثر عنصرية وتطرفا من‏12‏ إلي‏15,‏ أما تقدم كاديما علي الليكود بمقعد واحد عكس ما كانت تقول استطلاعات الرأي فمرده توجه شريحة من الأصوات العائمة غير المنتمية حزبيا إلي كاديما تأثرا بشخصية ليفني وما تم التركيز عليه من نزاهة اليد والرغبة في التغيير‏,‏ لكن هذا التقدم لن يفيد كاديما كثيرا نظرا لعدم حصول أحزاب المعسكر علي أغلبية تكفي لتشكيل الحكومة حتي مع الاستعانة بحزب شاس الديني‏.‏

الدولة العبرية لم تعي أن العنصرية والإرهاب هما البديل الغير حضاري الذي يعجل بزوال منظومة الأمن للدولة العبرية , وبالتالي زوال الدولة ذاتها .

في مقابل العنصرية والإرهاب الإسرائيلي واستخدام القوة كبديل لحل الصراعات والضغط علي الفلسطينين بالقوة والعنف للحصول علي الأمن , والحصول علي مزيد من المستوطنات في الأراضي الفلسطينية , لن تزيد تلك الأعمال إلا عنف وإرهاب مضاد , ستتوالد أجيال حاملة للعنف والإرهاب لما شاهدته وعايشته من قتل للأب او الأم , أو الأخ والأخت , ومنهم إبن العم والعمة والخال والخالة , أو الجد والجدة , مما يحفر معه ذكريات الدم والوجع والألم , خاصة وأن ميراث الدم التاريخي في والمعبأة به كتب التراث به مايكفي لإستمرار مسلسل العنف والإرهاب الدموي علي مستوي الجانبين .

وبالرغم من نتائج الإنتخابات الإسرائيلية التي فازت فيها كتل العنصرية والتطرف والإرهاب , إلا أن العرب حسب المفهوم السلطوي والمفهوم الشعبوي الجماهيري , تنظر إلي هذه الإنتخابات بنظرات بعيدة عن الواقع , إذ أن النقد والنقض سوف يطول الدولة العبرية من جانب الشعوب والجماهير العربية والتي تدين بالإسلام , علي إعتبار أن الدولة العبرية دولة مستعمرة لكامل التراب الفلسطيني وانه يتوجب تحرير فلسطين من النهر للبحر , وأن ما تم سلبه بالقوة لايمكن أن يسترد إلا بالقوة , وهذا الخطاب يتم توجيهه للشعوب والجماهير من النخب والكاريزمات السياسية , في حالة تغيبية تصل لحد النشوة بالإنتقام الخطابي المنظم أو العفوي التلقائي , بالطبع فإن الشعوب والجماهير لاتعرف الفارق الدقيق بين اليمين واليسار في إسرائيل , وإنما هما في المنظور يقعان في خانة الإجرام والعنف والدموية , وعند الأنظمة العربية يتم النظر إلي اليمين واليسار الإسرائيلي من منظور ماقد يتم مفاجأة الأنظمة العربية به وإظهارها بمظهر الضعيف والخائن والعميل أمام الشعب أو الجمهور العربي .

والشعب والجمهور العربي الذي يقوده كاريزمات أضعفتها أنظمة الإستبداد والطغيان ووظفتها للتخديم علي مصالحها في البقاء علي كراسي الحكم والسلطة , فهي دائماً التي تلتفت عن ديمقراطية الدولة العبرية , حتي وإن كانت ديمقراطية العنف والدم , لأن هذه الديمقراطية نتاج مجتمع حر يؤمن بالتعددية السياسية وتداول الحكم والسلطة , وحتي يؤمن بالحكومات الإئتلافية , في مناخ من الحريات الفردية والحريات الجماعية , ولكن سيظل الأمر وكأن الديمقراطية والحرية وتداول الحكم والسلطة وإتاحة مناخ الحريات مرهون بحل القضية الفسطينية , ومن ثم تذهب النخب والكاريزمات السياسية إلي حيث تريد الأنظمة الحاكمة في الدول العربية , وتتحدث عن الإرهاب الصهيوني , وعنصرية الدولة العبرية , واحتلالها للتراب الفلسطيني , وجرائمها المنظورة في الماضي والحاضر , دون أن تتحدث عن الكيفية التي يمكن بها أن تخرج تلك الدول العربية من نفق الطغيان والفساد والإستبداد السياسي .

بل ومن غير القدرة بالحديث عن حل جزري للقضية الفلسطينية سواء بفاتورة دم عربية وتفعيل السلاح العربي , أو بالوصول عن طريق المفاوضات النهائية أو المرحلية مع الدولة العبرية , ولكن العجز الكامل عبر الأنظمة الحاكمة , وعبر الشعوب والجماهير التي يوجهها الإعلام الرسمي وشبه الرسمي , أصبحت لاتمثل إلا ظاهرة صوتية تأتي من الماضي , ويظل صداها مفعلا ً في الحاضر !!
الإنتخابات الإسرائيلية الأخيرة لن تأتي بخير علي الشعب الفلسطيني , لأنها محمولة علي فاتورة دم , وتضحيات جديدة سيدفع ثمنها الشعب الفلسطيني في غالبيته من أبناء غزة , ولن تستمر أي هدنة من أي نوع كانت بين الجانب الفلسطيني في غزة ممثلاً في الأجنحة المقاومة وعلي الرأس منها حركة المقاومة الإسلامية حماس , وسيظل العجز العربي كما هو , وستظل المقاومة الفلسطينية كما هي تستجدي العون والمدد من الأنظمة العربية التي دائماً تخذلها , وستظل الشعوب العربية , تقول أغيثوا غزة بالدعاء والرجاء !!

فهل من الممكن أن تحل القضية الفلسطينية بمنظور الدولة العلمانية ؟
ومن الذي يمكن أن يقبل بذلك ومن الذي سيرفض ؟
محمود الزهيري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ستيف بانون.. من أروقة البيت الأبيض إلى السجن • فرانس 24


.. فرنسا: حزب الرئيس ماكرون... ماذا سيقرر؟ • فرانس 24 / FRANCE




.. أوربان يزور أوكرانيا ويقترح وقفا لإطلاق النار للتعجيل بإنهاء


.. فرنسا: التعايش السياسي.. مواجهة في هرم السلطة • فرانس 24 / F




.. كبار جنرالات إسرائيل يريدون وقف الحرب في غزة حتى لو بقيت حما