الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من الأرض مقابل السلام إلى الوقت مقابل السلام

محمد جمول

2009 / 2 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


الانتخابات الإسرائيلية، مثل انتخابات الرئاسة الأميركية، كانت دائما تشغلنا وننتظر نتائجها لنعرف ما الذي سيتغير في حالنا وقضايانا وبلداننا، وماذا سيفعلون بنا خلال فترة محددة. بكل أسف ما تفرزه أي من هذه الانتخابات يحدد كثيرا من شؤون حياتنا. والمؤسف أكثر أننا فعلا سلمنا بهذا الواقع.
والسبب بالطبع أننا كشعوب عربية ليس لنا انتخاباتنا الخاصة التي يكون لنا فيها صوت و يكون لها نتائج مؤثرة على مجتمعاتنا، وتحدد طريقة عيشنا. وما يجري في المنطقة من انتخابات، إلا ما ندر، تكون نتائجه معروفة مسبقا، وتأثيراته معدومة دائما. فمن تأتي به ليس له صوت، فكيف سيكون صوتا لنا؟ هذا في البلدان التي كلفت نفسها عناء إجراء الانتخابات وفبركة النتائج لتضع الناخب أمام خيار واحد أبدي هو خيار الزعيم ومن يختارهم. أما في بعض البلدان، فليس هناك حتى مثل هذا الترف السياسي.
الانتخابات الإسرائيلية كشفت الواقع المغلف في مجتمع اختار هويته السياسية على أساس ديني عرقي أكده رئيس أقوى دولة في العالم حين قال الرئيس الأميركي السابق جورج بوش السنة الماضية بقيام الدولة اليهودية. والأرجح أن ما سيتمخض عن ذلك سيكون هو مضمون الصراع في المرحلة المقبلة إذ يتوقع أن يدور حول كم من العرب يطردون كل سنة من أرضهم بدلا من أن يكون كم من الأرض يمكن إعادتها للفلسطينيين. وبينت هذه الانتخابات أن اليمين أكثر قوة وسيطرة. فما الذي سيختلف بالنسبة للفلسطينيين؟ لو عدنا إلى الفترات الماضية، يمكن القول إن شيئا على الأرض لن يتغير. فلا اليسار ولا اليمين ولا الوسط توقف عن قضم الأرض وبناء المستوطنات وإقامة الحواجز. و ما سيكون مختلفا هذه المرة هو أن اليمين قد يكون أكثر قسوة وأسرع يدا في توجيه الضربات لهم وللعرب عموما لأنه يعتقد أن تفويض الرب له أقوى. وبالتالي لديه قدر أكبر من الحرية وتفويض أوسع لقتل الآخرين.
والكل متفق على حرمان ملايين اللاجئين من العودة وعلى عدم وجود الدولة الفلسطينية وإعادة القدس. والفرق بين الطرفين أن ما يسمى اليسار والوسط مستعد للمفاوضات إلى ما لانهاية من دون أن تؤدي هذه المفاوضات إلى حصول الفلسطينيين على شيء. وكأن هذه المفاوضات بديل للفلسطينيين عن أرضهم. بل تبدو أحيانا وكأنها ثمن لأرضهم إذ يقول لهم الإسرائيلي، بشكل غير مباشر، نعطيكم فرصا للتفاوض مقابل ما نأخذه من أرضكم. وببساطة أكثر باتت المعادلة تقول: الوقت مقابل الأرض، نمنحكم وقتنا مقابل أرضكم. كان حزب العمل يقول السلام مقابل الأرض. وجاء نتنياهو في حكومته السابقة في 1996 ليقول الأمن مقابل الأمن، أي تعملون من أجل أمننا فنمنحكم الأمن بالمقابل. والواقع أننا رأينا شيئا من هذا قد تحقق من جانب واحد حين حصل تغيير كبير على دور أجهزة الأمن الفلسطينية وبات حمل السلاح الفلسطيني جريمة جنائية . الآن يبدو، وكما أظهر الواقع، أننا ربما تجاوزنا مرحلة" الوقت مقابل الأرض".
ومن يتتبع ما حصل منذ مؤتمر مدريد واتفاقيات أوسلو، يدرك أن شيئا من هذا كان يحصل باستمرار. لقد أعطانا الإسرائيليون عشرين سنة من وقتهم في المفاوضات، وأخذوا كل ما كانوا بحاجة إليه من الأرض الفلسطينية على شكل مستوطنات قانونية وغير قانونية( تضفي الشرعية على ما سرقه اللصوص وتجعله قانونيا) وعلى شكل طرق التفافية وجدار عازل ومناطق محرمة حولها تعزل ما بقي من القرى والبلدات الفلسطينية وتجعلها جزرا معلقة في الهواء غير قادة على الوصول إلى بعضها بعض.
قد يكون الفرق في المرحلة المقبلة أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة قد لا تمنح الفلسطينيين شيئا من وقتها لمتابعة المفاوضات، فتحرمهم حتى من الوقت الذي كانوا يحصلون عليه مقابل أرضهم.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أنا لست إنترنت.. لن أستطيع الإجابة عن كل أسئلتكم-.. #بوتين


.. الجيش الإسرائيلي يكثف ضغطه العسكري على جباليا في شمال القطاع




.. البيت الأبيض: مستشار الأمن القومي جيك سوليفان يزور السعودية


.. غانتس: من يعرقل مفاوضات التهدئة هو السنوار| #عاجل




.. مصر تنفي التراجع عن دعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام مح