الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مدّاح القمر

كاظم غيلان

2009 / 2 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


لست بصدد الحديث عن اغنية عبد الحليم حافظ (مداح القمر) انما للحديث صلة لاستفحال ظاهرة تأليه الحاكم على حساب المحكوم واعني (المواطن) وامتداح الساسة الجدد اثناء استدعائهم لاعداد من المتشاعرين ولا اقول (دعوتهم) وتعالي صرخات المديح الرخيص الذي ينبغي على الحاكم ختم اذنيه بالشمع سواء كان الشمع الاحمر ام غير الاحمر لان في امتداحه اهانة مبطنة له فهذا المديح مقابل فتات من جيب السلطان الذي امتلأ بقوت المسحوقين والمحرومين لقد استبدل العديد من المتشاعرين وجلهم من الانتهازيين جلودهم ومواقفهم بل وراح بعضهم يحذف اسم الطاغية صدام بسيده وحاكمه الجديد فهل بقيت مساحة من الحياء او قطرة حياء واحدة على جباه هؤلاء.
قبل اكثر من شهر دعيت لمهرجان اقامته مؤسسة علمية معروفة وفي ختام فعاليات المهرجان تم توزيع دروع المؤسسة كنوع من التكريم وشمل العديد من رجال العلم والفكر والمعرفة لكن وكما العادة حصل اخفاق مثير وعجيب اذ تم توزيع بعض الدروع لمسؤولين لا علاقة لهم بالفعالية اصلا ومن جملة من منحوا هذه الدروع المدرب الدولي (فييرا) وعقب عريف الحفل بان تكريمه بسبب اعادته البسمة لوجوه العراقيين وهنا انتفضت اذ لم احتمل هكذا تبرير وحين استفسر مني صديق كان جالسا لجانبي وهو شخصية اكاديمية مرموقة في علم الاجتماع عن سبب تذمري اجبته بانني لست ضد تكريم (فييرا) لكن عذر عريف الحفل اقبح من فعله فباعتقادي ان صباغ الاحذية الذي بقي يمارس مهنته الشريفة بكل تأكيد وتحمل كل ظروف الارهاب والعنف هو الاجدر باعادة البسمة لنا وعمال المساطر الذين يقفون طوابير منذ خيوط الفجر الاولى برغم استهداف المفخخات والاحزمة الناسفة التي حصدت ارواح العشرات منهم الا انهم اصروا على صمودهم وصلابتهم هم الذين اسهموا باعادة البسمة لوجوهنا التي اخذت تقاسيمها تشير لانتصار الحياة.
وعود على بدء فتعرية وادانة العودة المشؤومة لظاهرة المديح والتطبيل والردح في حضرات المسؤولين والحكام واجب اخلاقي تمليه علينا ثقتنا بانتمائنا الحقيقي للابداع وللثقافة بوصفهما هما تملي علينا مستحقاتهما كامل واجباتنا في التصدي لكل الطارئين الذين يتزاحمون على الفضائيات ويتسكعون على ابوابها يحثا عن فرصة لـ(القاء) قصيدة وبطريقة الصراخ التي اصبحت العلامة للشاعر الشعبي!!
لماذا لا نمتدح الجمال وهو الاجدر بالمديح اليس الشعر وليد الجمال الا يستحق منا المديح ولماذا لا نمتدح القمر فهو الابقى من كرسي الحاكم والاطول عمرا من صالون السياسي.
فاصل:
انا رجل شارع حقيقي، بل انا اكثر من ذلك انا شيخ المشردين في العراق وفي العالم وتشردي لا يرجع لاسباب اقتصادية او سياسية لانني لا املك دارا جديدة وموردا محترما ولكني عبد حرية لا تطاق حرية ترفض ان تربط حتى بشعرة رفيعة.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الفارس
قاسم ( 2009 / 2 / 18 - 22:33 )
ياكاظم غيلان
سجل ثم سجل ثم سجل ولاتهدء فان هدءة منك ومن امثالك تحسب عليكم وعلى تاريخكم الناصع في مساندة الفقراء
فليتفحص من يعترض نتاجك الشعري الثر ومواقفك الانسانية النبيلة طوال اربعة عقود من الدكتاتورية البغيظة وليجب على سؤالنا لماذا لم تستطع تلك الدكتاتورية على تسفيه مفرداتك التي بقت ناصعة في ضيائها ولم تنطفئ
يا ابن غيلان نحن نؤرخ تاريخ العراق بك وبامثالك المتوحشون دفاعا عن الحق والابداع انتم لم تنتكسوا ياصديقي الجميل بل انتكس من استهدفكم بجبروته واستهان بقدرات عقولكم ونقائكم وحقيقة انتمائكم للضياء فغادر ذليلا وبقيتم محاطين بقلوب شعبكم وساعين لحياة كريمة ينعم بها بعد طول عناء
مجدا ياكاظم لك وللرعيل الباهي الذي لايفارق الذاكرة العراقية من رفاقك الرائعين وتحية ملؤها الطيب للشعب الذي انجبكم ووفيتم له نقاءا مامثله نقاء


2 - طوبى لكم
سعد الشلاه ( 2009 / 2 / 19 - 06:03 )
يا كاظم الغيض هذي نفثة صدرت
من صدر مخمور في إجلالكم ثمل


3 - بك من طبع النخل سمة يا ابن غيلان
يحيى السماوي ( 2009 / 2 / 19 - 06:04 )
تبقى نخلة باسقة يا كاظم ، كلما مرّت عليها السنون ازدادت جذورها توغلا في أعماق الأرض وازدادت ظلالها اتساعا ، وأعذاقها ثمرا جنيّـا ً ...

شكرا لك ، وشكرا للسيد قاسم الذي أنصفك شاعرا لم تستطع هراوات الديكتاتورية أو هباته الخرافية تدجين قصيدته التي بقيت ناطقة باسم النخلة والمحبة والحرية .

إنتظر عطش شوقي لك في غد قريب ... عسى أن يكون النعماني ثالثنا ، ورابعنا عريان ( آه لو أن الزمن يجعل أبا سرحان خامسنا فنسجر تنور فرح خرافيّ )

اخر الافلام

.. نيويورك تايمز: صور غزة أبلغ من الكلمات في إقناع الآخرين بضرو


.. فريق العربية في غزة.. مراسلون أمام الكاميرا.. آباء وأمهات خل




.. تركيا تقرر وقف التجارة بشكل نهائي مع إسرائيل


.. عمدة لندن صادق خان يفوز بولاية ثالثة




.. لماذا أثارت نتائج الانتخابات البريطانية قلق بايدن؟