الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شؤون عراقية وشجون..

عزيز الحاج

2009 / 2 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


بصيصا نور في العراق مفرحان، سياسي واجتماعي.
أما الأول فهو نجاح الشعارات المدنية الوطنية في الانتخابات، وانحسار الشعارات الطائفية والمحاصصية للحد الذي اضطر معه أشد معتنقيهما وممارسيهما للإعلان عن رفضهما.
الثاني هو بداية انفراج اجتماعي تمثل في بعض مظاهر الاحتفال في بغداد بعيد الحب، [فالنتاين]، وإذا كانت هذه مجرد بدايات مفرحة، ومفرحة أيضا رغم أن البعض وسع عيد المناسبة، وهي عاطفية، غرامية، إلى الحب بمعانيه المتعددة. مثيرة للبهجة هذه المظاهر بعد سنوات القهر الاجتماعي الظلامي الأسود الذي مارسته المليشيات المسلحة والقاعدة وكل المتطرفين باسم الدين، ممن اعتنقوا عقيدة كراهية الآخر والحياة والفنون، والحياة الاجتماعية المتحضرة وما الحب العاطفي غير محور كبير للحياة والفنون والآداب العالمية. إن شاعرا هنديا عالميا هو رابندرانات طاغور هو الذي قال:
" كلمة واحدة تبقى لي حين أموت: هي أنني أحببت"، وكثيرا ما أردد حين يأتيني من بعيد خبر رحيل قريب، أو صديق عزيز، أو امرأة أحببتها حتى الأعماق: " مأساة رحيله، [أو رحيلها]، وهي مأساتان لي لأنني لم أستطع أن أقول – وداعا... أحبك."

أما ما بين هذا وذاك فالأخبار مزدحمة بكل ما يثير ويغضب:
- انتخابات تنتهي ولا رئيس لبرلمان منذ شهرين! فهل وقعت مثل هذه التجربة في أي مكان؟ هتافات ضد المحاصصة ولكن تعطيل انتخاب البرلمان بسبب المحاصصة! فيا للعجب! ويا لمصداقية من شجبوا المحاصصة في موسم الانتخابات، وكمجرد ورقة انتخابية لا غير! إن عشرات المشاكل الكبرى التي تهم الشعب والوطن تغتلي وتحتدم ولا رئيس لبرلمان تعرض عليه المشكلات؛
- زيارات إيرانية مكوكية، يعقبها فتح قنصليات متعددة حتى في كردستان، ونعرف جيدا من سيكون الدبلوماسيون الإيرانيون القادمون: من ضباط الاستخبارات وحرس الثورة، كما دل اعتقال اثنين منهم في أربيل قبل حوالي عامين. بهذه المناسبة أيضا يتم الإعلان عن وقف أولي للغارات الإيرانية على القرى الكردية. الغارات هي عدوان ولكننا لم نسمع طوال هذه السنوات حتى كلمة نقد علنية لهذا العدوان، لا من الحكومة ولا من الجبهة الكردستانية وحكومة الإقليم – فهل غارات الملالي حلاوة العيد! بل أكثر، حينما طرح بعض النواب اقتراح الاحتجاج رفض اقتراحه بأغلبية ساحقة.
بهذه المناسبة أيضا يتم حصار معسكر مجاهدي خلق في العراق، الذين رفعهم الاتحاد الأوروبي للتو من قائمة المنظمات الإرهابية، بل التقارير المنشورة تتحدث عن محاولات إجبارهم على العودة لإيران، أي لإبادتهم طبعا. هذه المنظمة العلمانية تعارض نظام الملالي ولكنها تعاونت مع نظام صدام وساهمت في عمليات قمع خلال الانتفاضة، وإذا تطلبت محاسبتهم اليوم، فيجب، في الوقت نفسه، محاسبة كل الذين رفعوا السلاح ضد الجيش العراقي تحت إمرة الباسدران خلال الحرب، وكذلك من قاموا بانتهاكات كبرى خلال الانتفاضة نفسها. مجموعة مجاهدي خلق في العراق قد نزعت القوات الأميركية سلاحهم، وليس من المناسب الخضوع لطلب إيراني هدفه قمعي بلا شك، فإذا كان وجودهم يهدد أمن العراق، كما حالة حزب العمال الكردستاني، فيجب التفاوض معهم بإشراف دولي، وهو ما يطلبون، وتخييرهم بين البقاء بلا تدخل في السياسة، أو اللجوء لدول تقبلهم، أما تطويقهم ومنع كل اتصال بهم، لا من محامين ولا من بعثات دولية، فهذا منتهى الظلم، ومجاراة تامة لأهواء نظام ولاية الفقيه .
- أما الغيمة الأخرى، التي تكاد تحجب عندي شخصيا بصيصي الضوء المار ذكرهما، فهي تصريح السيد وزير الخارجية، المنسوب له في الصحف، والقائل:
" العراق لم يعد لعبة الولايات المتحدة." كلام غير دبلوماسي من وزير للخارجية، وتصريح لا ينطبق مع الحقائق لأن العراق لم يصبح لعبة أميركية بعد سقوط صدام، بل ،على العكس، إن تضحيات القوات الأميركية، والأموال الأميركية، والجهود الدبلوماسية الأميركية؛ كلها كانت لصالح أمن العراق وسيادته، والجبهة الكردستانية تعرف هذه الحقيقة فبل غيرها. نأمل أن تكون كلمات السيد الزيباري مجرد زلة لسان، وهو المأمول، ولكن يجب التصحيح. نعم نميل لاعتبار التصريح عدم دقة تعبير وبلا قصد، فينبغي التوضيح.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صوت غنائي
سعد الشلاه ( 2009 / 2 / 19 - 05:18 )
عليمن تعتب ومنهو اليوافيك


2 - لا تغسلوا أيدي القاتلين
مديح الصادق ( 2009 / 2 / 19 - 05:30 )
إني لأعجب - والله - من شخصية مثلكم تكرس جهودها ليل نهار للبحث عن ذرائع , لتجميل الوجه القبيح للاحتلال الأمريكي , الذي جاء أقبح من مسوغها الوهمي , كما فعل البهلول في حضرة الخليفة , إن من يقرأ مدائحك للأمريكان ,ودفاعك عن جرائمهم, وأولهما استبدال الظلام , بظلام أشد حلكة , لايصدق أنك أنت كما عرفناك , أم أنك كنت لغزا وقد جهلنا فك طلاسمه ؟ , أليست هي الإمبريالية المومس ؟ , كما سمعنا منك من قبل , أليست هي قاتلة الشعوب من أجل بقائها ؟ ألم تكن حليفة لمن اقتلعته من
أجل إخلاء المنطقة من أي فكر تقدمي؟
أليس هذا ما قرأناه وسمعناه منك - بغض النظر عما أعقبه - من
ملابسات , إني أرى الصمت أكرم من غسل أيدي القاتلين من آثار الجرم , لاتؤاخذنا لأننا نريد شعرة تقنعنا بأننا على صواب كنا يوم رددنا معك الأناشيد ,


3 - ما أشبه اليوم بالبارحة
نادرعلاوي ( 2009 / 2 / 19 - 10:50 )
الأستاذ عزيز الحاج المحترم
تحية طيبة
بدون شك ان محاولات الضغط على عناصر منظمة مجاهدي خلق لحملهم على العودة الى ايران , يعتبر بمثابة خرق للائحة منظمة الأمم المتحدة في الحق باللجوء والأقامة في أي بلد آخر يضمن ويكفل الحماية من بطش النظام , وهذا حق انساني , ينطبق على أفراد المنظمة الأيرانية المشار اليها فيى مقالتِكُم , وأنا أعتقد خلال الوضع الراهن أن من الأفضل لمنظمة مثل منظمة مجاهي خلق الأيرانية الأنتقال للعمل السياسي , ونبذ الأسلوب القتالي العسكري نظرآ لعدم جدوى وفاعلية هذا الأسلوب ؛ وربما تجربتِكُمْ أبّان الستينات تعتبر مثال ساطع في هذا الصدد
لقد لعبتْ منظمة مجاهدي خلق دورآ كبيرآ في تطويق مدينَتَيْ الخالص وبعقوبة لدى اعلان الأنتفاضة الشعبية عام 1991 بعد انسحاب نظام صدام الديكتاتوري من الكويت بعدَ هزيمته الشنعاء في معركة أم الهزائم ( أم المعارك ) ....لقد كانت قواعد منظمة مجاهدي خلق موجودة على مشارف مدن محافظة ديالى , وكانَ تسلييحها وامكانياتها توازيان الى حدٍّ ما الجيوش النظامية , وهذا بالطبع راجع الى اعتماد نظام صدام اعتمادآ كبيرآ على عناصر مجاهدي خاق , وهذهِ تُعَدْ نقطة سوداء في تأريخ ومسيرة هذهِ المنظمة لتعَكّزها وأعتمادها على نظام فاشي أستبدادي رغم ان النظام المذكور كان

اخر الافلام

.. فرنسا تلوح بإرسال قوات إلى أوكرانيا دفاعا عن أمن أوروبا


.. مجلس الحرب الإسرائيلي يعقد اجتماعا بشأن عملية رفح وصفقة التب




.. بايدن منتقدا الاحتجاجات الجامعية: -تدمير الممتلكات ليس احتجا


.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة تغلق شارعا رئيسيا قرب و




.. أبرز ما تناولة الإعلام الإسرائيلي بشأن تداعيات الحرب على قطا