الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل هناك جينات تقسيمية في كروموسوماتنا (السياسية)؟

عبد العالي الحراك

2009 / 2 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


ان نختلف امر طبيعي ومنطقي ومقبول,في الرأي وفي الذوق وفي الموقف الثقافي والادبي .. في اختيار الاصدقاء.. في الطعام واللباس وفي كل شيء.. اما ان ننقسم الى درجة التشظي على اختلافات ثانوية في السياسة وهي الجوهر الذي ندافع بواسطته عن وجودنا وكرامتنا ,فهو الامرالعجيب وان ادى هذا التشظي الى فقدان المزيد من المشتركات وصولا الى الافلاس التام.. فهل هناك جينات تساعد على سرعة الانقسام والتشظي موجودة في كروموسوماتنا التي تنقل صفاتنا جيل بعد جيل..؟ لابد لعلماء الوراثة والطب الوراثي وعلماء النفس والاجتماع والتاريخ العراقيين,ان ينورونا بدراساتهم وبحوثهم وآرائهم .. ام انها مسألة تتعلق بالمعرفة والوعي والثقافة تتناسب معها ايجابيا كلما ازدادت واتسعت وسلبيا كلما تصحرت العقول واشتد ضيق الافق ..اعتقد ان للجانب الثاني اهميته وتأثيرة ولابد للجانب الوراثي الاجتماعي من تأثير اولي, والا كيف تفسر (الظاهرة المئاتوية) الحاضرة في انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة..ماذا ينتظر الخمسمائة شخص الذين يمثلون كيانات سياسية وعشائر وافخاذها وقد خسروا جميعا الا قلة قليلة.. هل يؤمن ويعتقد هؤلاء بالوحدة الوطنية وضرورتها وهل يصدقوا بانهم سيفوزوا جميعا ..من يقول انها ظاهرة ديمقراطية ايجابية فهو يخطأ.. انها ظاهرة انقسامية غير متناهية وغير مسؤؤلة مبنية على رؤية الذات فقط في نطاقها الضيق واحلامها الانانية غيرالمشروعة التي تبحث عن الربح والمنفعة الشخصية و تدل على الفوضى الذاتية في فهم الوطنية والمصلحة العامة التي تتطلب الوحدة التي تنقصها القيادات الكاريزماتية التي تجذب حولها الناس توحدهم وتكاثرهم لا ان تتشظى بهم.. الكلام لا يخص الاشخاص بمفردهم وانما التنظيمات السياسية شمالها وجنوبها يسارها ويمينها فكل اتجاه له من خمسة الى عشرة انقسامات مع ممثليها بحيث لا تجد فروقا جوهرية الا تلك الشخصية او ارتباطاتها الخارجية فلو اخذنا احزاب الاسلام السياسي الشيعية فمشتركاتها الدينية والمذهبية والفقهية هي ذاتها في اساسياتها وفي فرعياتها وكان الصراع على القيادات وارتباطاتها ثم تشظت هي الاخرى على هذا الاساس ولم يجمعها الا دواعي السيطرة والحكم مؤقتا لتتشظى من جديد.. اما احزاب الاسلام السياسي السنية فهي كأخوتها احزاب الاسلام الشيعية تشظت مواقفها السياسية مع ثبات عقائدها وعشائريتها.. والاحزاب الوطنية والديمقراطية واليسارية هي الاخرى غير متناهية في حبها للانقسام والتباعد كلما اشتد الموقف الوطني خطورة وكأنما ليس هناك من داع او مبرر لضرورة وحدتها وانا اقول حتى لو كانت الدوافع شخصية وانانية فأنها لن تتحقق مع هذا العدد الكبير في الشخصيات والكيانات لابد من التقاء وتعاون وتوحد حتى اذا اردتم فقط ذواتكم والا اكلتكم وابتلعكم الذوات الاكبر منكم ولو انها مبنية على الجهل والتخلف ولكنها تحكم باسم الاغلبية الجاهلة وغير المتعلمة... اذا كانت هناك جينات تقسمنا وهي خارجة عن سيطرتنا فاعتقد ان زيادة الوعي والمعرفة واستخدام ذكاء العقل سوف يؤثر ايجابا لمعالجة هذه الظاهرة المرضية فالشعب الامريكي موحد تقريبا وتوحد اكثر اخيراعندما استدعى الموقف موقفا وطنيا لمواجهة ازمة اقتصادية كبيرة.. والشعب الالماني وقواه السياسية الرئيسية قد توحدت لحكم البلاد بالتآلف لان الانقسام يؤدي الى خسارة المانيا وليس خسارة حزب على حساب حزب اخر فقط وهكذا في اليابان وغيرها ..صحيح ان هذه دول متقدمة وشعوبها متعلمة فلنتعلم(كيف ووزير تربيتنا معلم يساعده روزخون) كي نتوحد ثم نتقدم ..حيث ان الظروف الموضوعية الخارجية تؤثر على عوامل الانسان الداخلية والنتيجة النهائية هي محصلة الصراع والحرب بين العوامل الداخلية والخارجية .. والى حين ان يكتشف لنا علماؤنا هذه الجينات ثم معالجتها,علينا زيادة العلم والمعرفة في حياتنا واستخدام عقولنا .لليسار دور مهم في التوعية عندما يخرج البعض من (عزلته الثورية) ظانا انها تفيده في التقليل من معاناته بينما الحياة بثقافة وطنية عامة بين الناس تفيد صاحب النظرية الثورية وتطورها وطنيا وتساعد الناس على تقبل النظرية المبسطة والارتقاء بوعيهم كما كان يفعل الحزب الشيوعي العراقي في السنوات الخوالي.. ولا تعتمدوا ايها العلماء العراقيون على الغير في امريكا و اوروبا, لانهم لا يريدوا ان يساعدونا في سعينا لتطويرانفسنا حتى يستمر نظامهم الاستغلالي باستغلالنا واستغفالنا دائما عن طريق الدفع نحو المزيد في انقسامنا وتشظينا والا لساعدوا الديمقراطية في العراق ان كانوا صادقين لا ان يسلموها للطائفية والقومية الانعزالية بحجة اجراء انتخابات ديمقراطية اختارها الشعب وهو بعد لم يهيأ لها ولم يعرف اولياتها ويكتشف اسراراحزابها وكياناتها. عبد العالي الحراك 16-2-2009










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ألإتكاء على الماضي يُفقدنا الإطلالة البهية على المستقبل
يحيى السماوي ( 2009 / 2 / 19 - 05:36 )
ليت المعنيين يصيخوا السمع لقرع ناقوسك للإفاقة من هذه الغفلة ...

بي منك حياء سيدي الأخ ، فلا تبخل عليّ بعفوك لتقصيري في عدم الرد على تعليقك الرصين على موضوعي المنشور قبل نحو اسبوعين ـ وعذري أنني كنت في سفر .
شكرا لك ومحبة موصولة باعتزازي المتأبّد .


2 - شكرا وعذرا
عبد العالي الحراك ( 2009 / 2 / 19 - 10:25 )
شكرا وعذرا لهذا الرقي الاخلاقي الشيوعي الذي يعبر عنه شاعرنا المرهف يحي السماوي فألف شكر لك مع تحياتي

اخر الافلام

.. هل تسعى إسرائيل لـ-محو- غزة عن الخريطة فعلا؟| مسائية


.. زيلينسكي: الغرب يخشى هزيمة روسية في الحرب ولا يريد لكييف أن




.. جيروزاليم بوست: نتنياهو المدرج الأول على قائمة مسؤولين ألحقو


.. تقارير بريطانية: هجوم بصاروخ على ناقلة نفط ترفع علم بنما جنو




.. مشاهد من وداع شهيد جنين إسلام خمايسة