الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا رامي البارود

هاني صالح الثوابتة

2009 / 2 / 20
الادب والفن



في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الرفيق المقاتل/ رامي كريم
عند ضفاف روحنا تنتصب بقامتك أيها الفدائي الأسمر .. وتُصر على الدوام بحضورك نبعاً من العنفوان الذي لا ينتهي .. هناك على مسافة من شجيرات الزيتون التي تستظل بك أغصانها وأنت تعزق الأرض مبشراً بمواسم البنفسج فوق الروابي .. ولحبات العرق على جبينك الملفوح بلهيب الشمس بريقاً يستنهض قسمات الأرض من حولها .. علها ترتوي من عشقك لها .. لتبقى شاهدة على الوفاء المنغرس مع جذورها ..
تبوح للقادمين عن سر العلاقة بين ذاك الفارس الأحمر وحبات ترابها الممزوجة بالحنين لأيام الصبا ولأمنيات صغيرة مفعمة بالأمل .. بشغف الطفولة الحالمة .. واثقة هذه الجذور عمقها وامتدادها بعزم حماتها المنحدرين من بيتٍ متواضع عند حدود المدينة زادهم مع الخبز والزيت كفاحاً وملحهم مقاومة ..
يا صديقي الفدائي الصغير مازال صدى خطاك نحوي يتردد إلى روحي .. كلما مر بي طيفك يحمل ضحكتك البريئة .. أخبرني كيف ؟!.. احترفت غراس القمح بين تفاصيل البندقية .. كيف تُعلمها ؟!.. أن تشدوا بأغاني اللوز لحظة الاشتباك إيذاناً بالحصاد .. أوصف لي كيف تجعل السنابل تنحني لك تحية وأنت تسير عبر الحقول .. قلت لي ذات مرة أنك ترد لها التحية براحة كفيك الصغيرتين تحنو عليها تداعب أطراف أهدابها .. أدركت وقتئذ أن الحبيب أبيك رفيقك قد غرس فيك عنف النسور بحسه الوطني ونهلت من مدرستك الثورية أُمك رقة المتفائلِ ..
يا رفيقي .. حين وطأت أقدام الغزاة مدينتنا المحاصرة .. لتصنع آلة دمار الفاشست المحرقة .. زحف الطغاة ليغتالوا الطفولة البريئة .. جاءوا ليقترفوا جريمتهم وعادتهم في القتل بجيش جبان يستولد نصراً مزيف من أشلاء الأطفال المسحوقين تحت ركام البيوت الحزينة .. لم يدركوا أن إرادة القتال تسكن كل شبر من أرضنا .. فكانت بندقيتك في المقدمة .. امتشقتها سواعد الفرسان من رفاق دربك على أكتاف الغضب وفاءً لوصيتك الخالدة .. تشهد مع طلائع المقاتلين كيف خاضوا المعركة .. وكيف تخندق صناديد المقاومة الأبطال يصيغون بالدماء صمود غزة فكانت على العاتي عاتية .. لقد كان عزمهم أشد بأساً من أي وقت مضى لقد قاتلوا ببسالة .. وما زالوا يحملوا وجهك في حنايا قلوبهم .. ويحملون ذكراك في وجدانهم.. ويحرسون حلمك وعهدك بأشفار العيون .. رامي البارود الذي لم يغيب عن ساحات المعارك ليحمي أعناق الحنون .. رامي الرماح .. رامي العاشق للأرض .. للشمس .. للربيع .. للزيتون ...
هاني صالح الثوابتة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الطفل اللى مواليد التسعينات عمرهم ما ينسوه كواليس تمثيل شخ


.. صابر الرباعي يكشف كواليس ألبومه الجديد ورؤيته لسوق الغناء ال




.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة الخميس


.. مغني الراب الأمريكي ماكليمور يساند غزة بأغنية -قاعة هند-




.. مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت