الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دعوة البلورة الفضية - قصة قصيرة

رغد علي

2009 / 2 / 20
الادب والفن



انه لا يعرفه¸لم يلتقيه يوما ,فلماذا يبحلق فيه هكذا و يخزره بحقد كبير؟؟ ,كأن بينهما ثأرعميق !! ،هذا الذي يقف أمامه يبدوغيرسوي, وان كان سليما من أي عاهه ,عيناه في مكانهما الصحيح ,كذلك كل اعضائه , مع هذا هناك نقصا ,خللا لا يبصره .

كلما أقدم هو على حركة قلده فيها الأخر,فهو يستفزه كل الاستفزاز, حتى فاضت عيناه بشرارة الغضب المتفجر, لم يعد يحتمل.. سيلقنه درسا بالاخلاق, مد قبضة يديه ،ولكمه لكمة قوية، قاضية صرعته بالحال , وجعلت المراة تتناثرأشلاء أمامه !!!

اختاركل جزء منها زاويته ليرقد فيها ,الجزء المثلث انغمس طرفه المدبب في وسط كتاب مغبر مرميا على الأرض, لا هو ينغمركلية ببطن الكتاب , ولا تحسبه خارجا عنه !, وأخرمربع منتظم الزوايا لا يظهرعليه أي أثر للجريمة الحاصله ,ولا يخطر ببالك انه قطعة من القطع , فهو هادىء قابع بركنه الخاص ,يعكس الصورالبعيدة لا علاقة له بما حصل.. , جزء حمل خدشه وهاجر أساسا من تلك الغرفه لا تعرف كيف وصل خارجها ؟، رافضا متمردا لكل ما حدث, وجزء أخر صغيرانقسم على نفسه لقطع أصغر يراها الناظر واحدة , لكنها بالحقيقة منقسمه على بعضها لقطع جد صغيرة حائرة لم تقرر مصيرها !, هل تلتم ام تتبعثر؟؟ , وقطعه تتوسط الغرفه ،تتصور بأنها ما زالت القائد الوحيد المبجل لكل تلك الاجزاء, واية قائد هذا لشعب كله متبعثر!!

تأمل صاحبنا تلك القطع المتناثره ,حاول جمعها بخياله ,فاكتشف أن هناك جزءا ناقصا لا يجده !,افترش الأرض وحاول ترتيبها , وبقي يبحث عن المفقود، ويدقق حتى سال الدم من أصابعه , فلكمة قوية الى المجتمع الواحد جعلت كل الأجزاء المنفصله عنه حادة جارحه .

بينما هو بحالته تلك , سمع صوتا عذبا يخاطبه : يا حبيبي, ان لم أكن مجتمعة متحده لن تكتمل لك صورة صحيحه, لماذا حطمتني فحطمت نفسك بي ؟, ليلحق بي ما لحق بك من التصدع والغربه ؟، كم اخترعنا نظريات لنحل هموم العالم, واكتشفنا أن الام البشرية تتكاثر، ولا دواء شافي أو مسكن لها ,ألم أيقظ فيك رهافة الحس بشقاء الأخرين ؟, ألم نكن سوية شمسا تشرق ليلا, تمنح الدفء للمحبين، بليل الفراق البارد الطويل .

أعتب عليك لأنك تركتني للعابرين,وهم يتصنعون تقليد فكرك وصوتك , لست اعرف من أين جاؤا كلهم فجاة ؟؟! , ومن هؤلاء ؟, كل يوم يأتيني عابرجديد، يمثل علي دورك، يعتقد انه سينال مني وصالا مثل وصالك ,!! لكنه مجرد عابر سبيل ،فأين هم وأين أنت ؟, أين الأصيل من الهجين ؟,
ألم امنحك أنا الألم المفكر، تبصر به مدى بشاعة هذا العالم لتصوغه ابداعا ,أنسيت بأننا كلما فاض ألمنا وحزننا سمونا وتطهرنا أكثر,أهكذا تنسحب لتبدأ رحله تشردك وضياعك بالفيافي ؟, خبر ماذا وجدت هنالك ؟ , من له مراة سحرية كمراتنا تعكس له ما بين السطور, أتذكر كم حلمنا أن نعلم البنين والبنات اسس مدينة اليوتوبيا مدينتنا الجميله ؟, جعلت أنت الحلم وأد البنات ! ونسيت أن لااتنا لا تموت أبدا .

أنا شهرزادك,جدتي عشتار, ليس من طبع المراة الصمت والكلام , جدي الاول الفراهيدي , والبحتري من أخوالي , احد فروعي يعود لرهين المحبسين ,واليوم أنتمي لسلالة الجواهري , أنا حفيدة السياب , وابنة البياتي, أمي نازك الملائكة , وجدتي صبيحة الشيخ داوود , معلمي علي الوردي , أنا العراقية حتى النخاع اتباهي بكل جذوري.

هل أنتعشت ذاكراتك بأصولي ؟؟ !!, أولا تغريك الاستفهامات المجردة لوصلي ؟ ,أنت لست ملك نفسك قدر ما انت ملكا لسلالتي.!!

من قطع شوطنا لا يمكن ان يتوقف , ومن له باعنا بالتاريخ لايضعف , غصات واشواك بجوفنا تتصارع, رصاصة الحياة باغتيالك هي شهادة تقديرك , أنا توامك الروحي أينما حللت ستجدني أتبعك مثل ظلك ..!! فقط انت تعاني من السبات الفكري , فهلا أيقظت استيقاظك دون شعار .

التفت صاحبنا حوله يريد معرفه مصدر الصوت لعله صوت حبيبته ليلي التي هجرها, هب واقفا يدورحول نفسه لا احد معه بالغرفه انه واثق ان هذا الصوت فيه ابدية تستعصي علي الموت .

جلس الي مكتبه البسيط , وارتدي نظارته السميكه , احتضن قلما بين اصابعه , توهج كل جسده بشرارة , واذا ببلورة فضية تخرج من جوف الكتاب ,محفورعليها خارطة العراق كله, ووجه لاجمل حورية عينها الاولي دجلة والاخرى الفرات, ابتسمت له الحورية ابتسامة اغراء انثوي قالت له : سابقي انتظر دورك, حتي تفرغ من وجودك فأنت هنا ..!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية


.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال




.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي


.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا




.. ياحلاوة شعرها تسلم عيون اللي خطب?? يا أبو اللبايش ياقصب من ف